الفيدرالية الديمقراطية ضرورة حتمية في غربي كردستان (1)
في رحاب الذكرى السابعة والثلاثون للحزب العمال الكردستاني
سعيد هسام
الحلقة الأولى
النظام الفيدرالي هو احد اهم الانظمة انتشارا يتم تطبيقه في العالم وفي مضمونه وجوهره نظام ديمقراطي وهو نظام يتم تطبيقه في الحالات الاضطرارية او المستعجلة اوعندما تكون هناك نزاع او ازمة حادة او اتفاق بين الاطراف السياسية (القومية او المذهبية او الدينية ) ويتم اللجوء اليها من اجل حل المشاكل الرئيسية فيما بينها, مثلا هناك ولايتين او دولتين منفصلتين فيتم الاتفاق بين السكان على تشكيل كيان سياسي واحد موحد ضمن نظام اتحادي فيدرالي بحيث يشكلان في المجتمع الدولي كيانا سياسيا واحدا بينما يحتفظ كل منهما في الداخل بصلاحيات سياسية وإدارية ومالية واسعة ومستقلة ، ومن أبرز دول العالم التي تتبع هذا النظام: أستراليا، والولايات المتّحدة الأمريكيّة، وروسيا وبلجيكا، والبوسنة، والهرسك، وكندا، والبرازيل، والنمسا والارجنتين وألمانيا، والهند ،وجزر القمر، وإثيوبيا، وماليزيا و إتحاد الأقطارالبريطانية (إنجلند وسكوتلند وإيرلندا وويلز) تحت التاج الملكي البريطاني أو مثل إتحاد الإمارات العربية المتحدة والعراق و العديد من الدول الأخرى.
واما من الناحية الثانية عندما توجد مشكلات سكانية ديموغرافية عرقية أو دينية حادة بين مجموعتين سكانيتين مثلا ً إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية كما في السودان ونيجيريا قد تصل إلى حد الحرب الأهلية فيلجأون الى تطبيق النظام الفيدرالي يعني التقسيم الفيدرالي للدولة، فتكون لكل مجموعة او اقليم او ولاية أو مقاطعة ، حكومة محلية خاصة وبرلمان ، وتخضع الحكومتان للحكومة المركزية والبرلمان الوطني. وكذلك عندما توجد قوميتين او اكثر في بلد ما فتصل الخلافات بينهم الى الحرب ، فيلجأون الى تطبيق الفيدرالية وهناك كثير من الدول في العالم التي تطبق الفيدرالية مثلا في بلجيكا هناك منطقتان مختلفتان في اللغة وفي اثيوبيا وهناك تسعة اقاليم فيدرالية وفي ماليزيا هناك اكثر من عشر ولايات فيدرالية ونيجيريا فيها كثير من الولايات الفيدرالية وباكستان والسودان والامارات العربية المتحدة وفي العراق . فهذه هي الاسباب الرئيسية التي يتم فيها اللجوء الى النظام الفيدرالي كحل للمشاكل المتواجدة فيما بينها ، او بسبب رغبة الطرفين في الاتحاد من اجل الحصول على بعض الشيء من الاستقلالية ، او بسبب صراع بين المناطق الديمغرافية وبين شركائهم في الوطن يشبه ما يسمى في الحياة الامريكيةالاجتماعية بالانفصال بين الزوجين فهما منفصلان دون أن يصلا إلى حد الطلاق ويعيشان في بيت واحد ولكن كل واحد منهما يعيش في عالمه الخاص!!. ولكن النظام الفيدرالي في بعض الدول نظام غير ديمقراطي لانه لايتم انتخاب مجالس محلية في المدن والقرى والنواحي , والنظام الفيدرالي في بعض الاقليم ينفرد في القوانين ويطبق القوانين التي تلائمه . وحتى في كثير من الاحيان يتم تطبيق اقسى القوانين على المواطنين ويقع الظلم علىيهم من خلال القوانين الصعبة التي يتم تطبيقها على الشعب.
اما النظام الفيدرالي الديمقراطي يمتاز بالعمل على تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية و القضائيّة، وبذلك يقوم بالحد من كافة أعمال الدولة التعسّفية، وبذلك يمنع على السلطة القيام بانتهاك الحقوق، وبذلك تحاول النظم الفيدرالية المحافظة على حقوق الإنسان وكرامته وذلك بدعم الديمقراطيّة.
فهو يشبه نظام الادارة الذاتية فقد نشأ منذ الاف السنين من اجل التعايش السلمي بين الشعوب والقبائل والاديان والاعراق ومن اجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية , بعيدا عن الانظمة المتسلطة والدكتاتورية وبعيدا عن استغلال انسان لاخيه الانسان وبعيدا عن القوانين المجحفة بحق الانسان وبعيدا عن الظلم والاضطهاد وبعيدا عن الانظمة الدولتية والقومية , ولذلك فان نظام الادارة الذاتية تقوم بتطبيق الديمقراطية في المجتمع وعلى جميع المواطنين بمختلف اطيافهم واشكالهم والوانهم وعلى أكثر من مستوى فيكون هناك مجالس حكم محلي في كل مدينة وقرية وناحية ,و ثم يتشكل المجلس البلدي من قبل المواطنين في القرى والمدن ويكون لها مجلس المحافظة أو (حكومة المحافظة) ويمكن أيضا ً أن يتشكل بعد ذلك مستوى أعلى وأكبر هو مستوى المقاطعة أو الولاية فتتكون الولاية أو المقاطعة من عدة محافظات وبلديات ويكون لهذه الولاية أو المقاطعة مجلس حكم (حكومة الولاية أو حكومة المقاطعة) !… كما فيما يخص المدن الكبرى يمكن أن يكون لكل حي فيها “مجلس محلي” يدير شئون الحي ،كما هو الان في روج افا شمال سوريا يوجد في كل مدينة وقرية ادارات او كومينات التي تدير شؤون المواطنين دون تدخل من الكومة او الاستخبارات او مؤسسات اخرى . ومن خلال نظام الفيدرالية الديمقراطية تتحقق المساواة والعدالة الاجتماعية بين جميع القوميات والاعراق والاديان والمذاهب وجميع مكونات في المجتمع. وللموضوع بقية .[1]