كشف بوتن ما وراء قضية سوريا الدموية
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4919 - #08-09-2015# - 17:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
اخيرا اطلقه بوتين بكل صراحة و قاله دون مؤاربة او تردد او خوف من قول الحقيقة، و هو ما يقع عليه و على غيره ايضا الا انه كشف ماوراء الجرائم التي تحصل في سوريا و متاهاتها، انه حسم الامر بجملة واحدة و اوضح ان الابرياء التي تذهب دمائهم سدى، ليسوا الا ضحية صراع اقتصادي و هو مرتبط بتوجهات سياسية، و الاثنان مرتبطان مع البعض حيث ندري . قال بوتين في تصريحه لجريدة الحقيقة الروسية و اطلقه بعدما وصل الحال الى تدخله المباشر و قال ؛ انه لن يدير ظهره لسوريا مهما حصل و سيدافع بشكل مباشر و بقوات روسية دفاعا عن نظامه السياسي . و هذا معلوم للناس و ليس عليه غبار، بل تدخل الجيش الروسي بشكل مباشر و بهذا الشكل الذي جلب معه رد فعل امريكي و اوربي قوي، كان لابد ان يفرز اسباب و رد فعل و من ثم رد على الرد كما يحصل الان، و كل تلك التدخلات الواضحة و ما تنتجه المعادلات و موقف الدول منها اندفاعا من مصلحتهم الاقتصادية و السياسية و بعيدا عن كل ادعاء انساني كما يطلقونه على الهواء بكل صلافة . و ما اثبته السيد بوتين هو بيان سبب و ما يدعوه الى الدفاع المستميت عن النظام السوري و منع اي قوة من اسقاطه او التحرك بهذا الاتجاه، و وضع نفسه و دولته في موقع الدرع الامامي لبقاء النظام دون امكان التغيير مادام روسيا على هذا الموقف و سيبقى، وهو يعمل كل ما يستطيع للحفاظ عليه، وهذا ما افصحه بشكل مباشر واطلق القنبلة و هي السبب الحقيقي لما وراء ما يجري، و قاله بكل صراحة، و هو السبب الاقتصادي اللعين الذي يسبب كل تلك التضحيات الانسانية و يتشدق الفاعلون بالانسانية، و هم غارقون في خرقها بدافع المصلحة الاقتصادية. ليعلم العالم ماوراء السبب، حيث قال بوتين؛ انه لن يسمح بمرور انبوب الغاز القطري من الاراضي السورية لاوربا حتى بعد الف عام . و هذا يعني الكثير و ليس ما يهم قطر لوحدها بل يبين ما يقصده بوتين حول استراتيجية الغرب و ما يهتمون به من العمل على احداث التغييرات التي تؤدي على سيطرتهم الفعلية النهائية على الممرات الاستراتجية و ربط دول الخليج جميعها و ليس القطر لوحدها مع العراق و ايران ايضا و الدول الهامة الشرق الاوسطية عبر سوريا، هذا هو اصل المحنة و السبب اطلقها السيد بوتين بكل صراحة و اوضح للعالم، ان السبب وراء الحاح دول الخليج و التحالف على اسقاط النظام السوري و امتناع الاخرين و منهم روسيا من ذلك السبب اقتصادي بحت ول يس انساني او تغيير النظام نحو الديموقراطية و الشعارات النظرية . وهذا التناطح هو الذي خرب البلاد و العباد في سوريا التي امتدت الحرب فيها لما وصلت الى هذه الحال من الماساة غير المسبوقة بطولها و عرضها، و كل قطرة دم تسيل هو نتيجة و ذنب على المتحاربين و المصارعين سواء مباشرة لنفسهم او وكالة او من وراء الستار جراء ما يحصل، نتيجة كل تلك الصراعات العالمية الاقتصادية التي اجتمعت و تكورت في بقعة اسمها سوريا صاحبة الموقع لااستراتيجي و العامل الحاسم، و من اجل رفع مستوى ثقل كفة الغرب اقتصاديا على روسيا والتاثير على موقعها و استخداماتها، او التعويض و احداث تغفيير لوضع البديل لها في اهم و اكثر الروافد الاقتصادية استراتيجية، و الحد من اهمية موقع روسيا الاستراتيجية و علاقاتها و اهميتها السياسية بالنتيجة، و يكون بداية لسيطرة القطب الواحد نهائيا على العالم بكل سهولة .
هل يفقه العالم اليوم ما يحدث وراء الستار و من يذهب جراء كل تلك الصراعات اللاانسانية الاجرامية من اجل الراسمال اللعين ؟ انها هي النقطة المفصلية الحاسمة و التي تهمل اي شيء و ان كان انسانا بذاته من اجل مصالح مادية معينة فقط. هذا هو الانسان و من يدعي الانسانية على الملأ و هو يقف ضده في العمل و الصراع الذي يسير عليه .. يالهم من اطراف و دول و قوى مخادعين للانسان باسم الانسانية في العالم.[1]