العراقيون يعون حقيقة الامر ولكن !
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4912 - #01-09-2015# - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لو انك تناقش اي عراقي سياسيا تراه يعلم حقيقة و ما وراء جميع الصراعات السياسية الحزبية المختلفة الاوجه و حتى الدينية المذهبية بين الاطياف او المرجعية بين الرؤس و توجهاتهم و مبادئهم و نظرتهم الى السلطة من جوانب عديدة، و حتى بين المواقف المتباينة بين المدن المقدسة النجف و القم و ما فيهما .
اليوم وبعد سنة تسنم العبادي السلطة و هو مقيد اليدين بالغلال المتعددة من حيث المعرقلات القريبة و البعيدة منه حزبيا و دينيا و مذهبيا . نجده حائرا في كيفية تنفيذ ما يامر به هو و يدعمه الشارع و مرره البرلمان سواء نتيجة حرارة الاحتجاجات مرغما و بموافقة حتى من يعارض اليوم و كان غير قادر في لحظته رفع صوته، او من يدعمه في العلن و الخفاء . العوائق الكبيرة امام العبادي حدا به ان يهدد ضمنيا بالهجوم على المعرقلين بواسطة الشعب و المحتجين عندما امر بفتح الطريق الى المنطقة الخضراء في وقت كانت الاحتجاجات في اوجها و شارك فيه التيار الصدري ايضا و المعروف عن مواقفه و حتى عدائه لاكبر المعوقين القريبين من العبادي و هو المالكي و من خلفه و اضاف بهذا الامر الاداري ضغطا كبيرا و خوفا لدى المعارضين للساسة المعارضين اضافة الى موقف المرجعية المساند له .
في الوقت الذي سكت الكثيرون على ما كانوا يكنونه تجاه ما صدر من قبل العبادي و ان كانوا في موقع كان بامكانهم المعارضة، و هم يعلمون مسبقا ان حلقتهم ستتضرر، فاليوم فتحت الابواب امام اعلان الاعتراض على قرارات العبادي بشتى الوسائل، بعدما اعلنت ايران عن موقفها و ادركت الكتل و الطوائف ان حزمة الاصلاحات ستضر بهم بجانب او اخر، و سوف يضعفهم اكثر ، و ازداد الخوف بعدما تيقن البعض من ان السيد العبادي لا يهتم كثيرا بما يهم الشعب قبل تقوية موقعه و انهم يعتقدون بانه يريد ان يصفي الحسابات السياسية و ربما يقصد الاقصاءات لامر اكثر استراتيجية في تفكيره، و ربما يريد تجسيد الارضية من اجل نجاحه في تحقيق استراتيجية البعيدة المدى . ذهب البعض الى القول بانه ربما يؤمن بالدكتاتور العادل و لذلك يبحث عن صلاحيات شتى و حتى و ان نجح في ما فعله اليوم سيقدم على حث التظاهرات على الضغط و طلب الغاء الدستور و اعلان حالة الطواريء و الذي لا يمكن ان يحمد عقباه و لا يعلم احد ما سيحدث و يصل اليه العراق .
هناك جبل من المعرقلات امام العبادي و حتى امام كيفية تسيير الاحتجاجات فيما بعد، فهل الاندساس في التظاهرات من اجل تخويف الناس لم يظهر للجميع من يعادي و من يريد التخريب و الحد من ضغوطات الشعب، و التهديد بسحب الحشد و القوات الشعبية التابعة و الميليشيات التي زودت باليات ضخمة على حساب الجيش في العهد السابق من حكم المالكي ، اليس هو اكبر المعوقات للاصلاح من قبل رفيق الدرب و الزميل الحزبي المتضرر . ام انه بداية بيان النهاية باحدى الاتجاهين انتهاء العراق كدولة موحدة و التقسيم بشكل عملي او خراب البيت لمدة طويلة كما تشهده سوريا منذ اربع سنوات .
نعم العراقيون يعون كافة الخفايا، و يعلمون من يضرب كافة المصالح عرض الحائط من اجل مصالحه و ترضية راعيه الخارجي و داعمه . فالطريق امام تقاطع خطير، اما توقف العملية التصحيحة و البقاء على مسايرة الامر او تصفية الحسابات الضيقة دون المس بمكانة المفسدين، او الفوضى العارمة و ما يمكن ان تنتج منها من الحال بعد مدة لا يمكن تقديرها .
نرجوا بيان الامر و توضيح كل شيء للجميع كي يعمل مسؤلية و تعاون نافع، الشعب و الساسة المخلصين، كل من موقفه في التوجه الصحيح والمساعدة على الانسب و الانفع من اختيار البديل و الهدف العام و الاهم هو نجاح الاصلاحات دون المزايدة و المبالغة، و التقدم بهخدوء من اجل تجاوز المعرقلات الكبيرة.[1]