قراءة في دعوة Tev-Dem للحوار الكردي و كَيدية رد المجلس الكردي
ابراهيم ابراهيم
لم يكن قرارنا باتخاذ سياسة الخط الثالث إلا نتيجة لقراءات و دراسات علمية مستفيضة عن سورية بما تحمل من مضامين سياسية و اجتماعية و ثقافية و اقتصادية لتثبت الايام و السنين صحة قرارانا و التي كانت الغاية الابدية الحفاظ على شعبنا الكردي و المكونات التي تعيس معه من هول الحرب و الارهاب و توفير الامن و السلم للماطقنا. و رغم الهجمات الارهابية على تجربتنا و محاولات جرنا إلى الحرب و الصراع الطائفي على السلطة و الحصارالمفروض و من جميع الجهات استطعنا الوصول إلى ما يمكن الوصول إليه اليوم من الاهداف و الغايات و بقاء مناطقنا بعيدة و لو بشكل نسبي عن نار الحرب, بذلنا جهوداً شهدت العالم عليه من خلال المقاومة التاريخية لشعبنا و منذ 6 سنوات عبر وحدات حماية الشعب و المرأة YPG و YPJ والآف الشهداء من شبابنا و بناتنا, و لم نكتف بذلك بل عملنا بما يمليه علينا واجبنا الاخلاقي و الوطني و الثوري على جمع الشمل الكردي و توحيد الحركة السياسية الكردية لمواجهة التحديات الخطيرة لايماننا بأن السلاح الوحيد لمواجهة أعداء شعبنا هي الوحدة و أبدينا استعدادنا لا بل و عملنا فعلا و بقناعة على تأسيس العديد من الاطر السياسية و عقد العشرات من اللقاءات و الاتفاقيات تحت العديد من المسميات إلا انها و لللاسف لم تدم طويلا بسبب بعض الاجندات الاقليمة و الكردستانية و بحجج و مبررات بعيدة عن الواقع حتى وصل الامر بنا ومواكبة للمتغييرات و التطورات التي تصيب المنطقة و مفاهيمها إلى الاستمرار بالعمل و تطويره بما ينسجم مع المستجدات, و لم نقف بالدعوة إلى جميع الاطراف الكردية للعمل سويا لمواجهة المستحقات حيث كأن آخرها دعوة الرفيق آلدار خليل لفتح حوار مع الاخوة ممن خارج الادارة الذاتية الديمقراطية و خاصة المجلس الوطني الكردي , إلا أنه و للاسف قوبلت الدعوة و بدلاً من الترحيب بها و العمل باتجاه الحوار فوجئنا بردود سلبية غير مسؤولة من قبل بعض قيادات هذا المجلس و لم يكتف بهذه الردود الفردية لتصدر أمانة المجلس رداً رسميا بتاريخ #27-12-2016# عبربيان لايقل عن تلك الردود الفردية السلبية تجاه دعوة الحوار التي وجهناه.
إن ما جاء في بيان المجلس الوطني الكردي تجاه دعوة حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM للحوار لا تشير إلى الرغبة الحقيقية لدى هذا المجلس بالحوار ..!!! حيث و بدلا من الاحساس بالمسؤولية تجاه المرحلة الخطيرة و الوقوف بهدوء و مسؤولية على دعوة الحركة تف – دم لفتح حوار مع جميع الاحزاب الكردية, فقد بدأ البيان باتهامات خطيرة و توصيفات غير صحيحة لحركتنا و وضع شروط يمكن تسميتها فعلا بالتعجيزية:
يصف البيان حركتنا بالقمعية و الديكتاتورية في الوقت الذي ترفرف اعلم أحزابهم في مناطق الادارة الذاتية ورفاقهم يمارسون شتى اساليب المعارضة ضد تجربتنا و تصل أحيانا إلى الفتنة و إثارة الشغب
و في موقع أخر يصف البيان حركتنا بأنها مناهضة للمشروع القومي الكردي و معلوم أنهم هم أول من عارضوا تدريس #اللغة الكردية# بل قاموا بمظاهرات ضد قرار التدريس باللغة الكردية و لنندخل في تفاصيل كثيرة متعلقة بهذا الجانب.
يطالب البيان الحركة بوقف السياسات المعادية لقيم الانسانية , في الوقت الذي يشهد فيه العالم بقيمنا الانسانية التي نتبناه من الحرية و الديمقراطية و العدالة و تأخي الشعوب و لعل تجربة الادارة الذاتية الديمقراطية التي يشارك فيها جميع مكونات روج آفا بالتساوي بالحقوق و الواجبات.
يطالب البيان بالعودة إلى اتفاقيات عقدت منذ سنوات و التي بُنيتْ و عقدت بناء على عناصر تلك المرحلة المختلفة تماما عن ما هو موجود اليوم على الارض بحيث من المستحيل و على ضوء المتغييرات السياسية و العسكرية التي حصلت تطبيق تلك الاتفاقيات التي هم كانوا الاصل السبب في فشلها و حسب اعترافات أجزاء من هذا المجلس نفسه.و هذا لا يعني التفاهم على امكانية اتفاقات جديدة تنسجم مع وقائع اليوم بكل ما فيها من عناصر جديدة و معادلات جديدة.
يتهمنا بأننا اصحاب الخطاب المتخشب ..!! لا ندري اي خطاب متخشب هذا ..؟؟ هل الدعوة إلى الحوار تخشب..؟؟؟ أم رفضها و باساليب صبيانية تخشب..؟؟؟
إن النية الصادقة تجاه الحوار و التقارب تبدأ بمبادرات طيبة على المستوييين العملي و النظري . إن المنطق العقلي و السياسي و الاخلاقي في معالجة القضايا العالقة بين الاطراف السياسية المتخاصمة تبدأ بالحوارات و النقاشات و البحث عن الحلول . إننا نرى أن ما جاء في بيان المجلس من شروط أقل ما يقال عنها تعجيزية أنها لا تشير إلى النية الصادقة للعمل باتجاه المسؤولية الكبرى تجاه شعبنا في هذه المرحلة و و نحن كحركة المجتمع الديمقراطي تف – دم نعيد ونؤكد التزامنا الدائم بأي مشروع من شأنه تؤسس لوحدة الصف الكردي , ومستعدون للحوار و النقاش مع الجميع لاننا على قناعة بأن كل الامور و القضايا تحل بالحوار و ليس بالتحريض و القفز على الوقائع.[1]