ضجيج الفراغ الكردي في اعتقال المتجاوزين على القانون..!! و صمتهم حيال الافراج عنهم
ابراهيم ابراهيم
لكل أشكال المجتمعات البشرية قوانين و أعراف سواء كانت دولة أو عشيرة أو أسرة أو مؤسسة خدمية يلتزم بها أفراد تلك التجمعات البشرية بصرف النظر عن أية صفة انتمائية …!! و في هذه الحالة هناك من يشرع هذه القوانين و هناك من يقوم على تنفيذها في محاولة منها الحفاظ على الأمن و الهدوء و تنظيم علاقة الفرد بالفرد و الفرد بالجماعة ، أما في روج آفا – شمال سورية تلك البقعة الجغرافية الصغيرة التي أسست لها خارطة أكبر من مساحتها الجغرافية بكثير حتى باتت تغطي العالم بفضل ما قدمه أبنائها من الكرد و العرب و الآشور و السريان من تضحيات و بطولات عبر شبابها و بناتها في إطار مؤسسة وحدات حماية الشعب و المرأة YPG و YPJ و أسست بنية خدمية و ادارية في مناطقها في إطار نظام مجتمعي جديد و هو الادارة الذاتية الديمقراطية و أصدرت قوانين و تشريعات للحفاظ على أمن و سلامة المواطنين من أبناء المنطقة , كل ذلك في ظل نار الارهاب و الحرب في محيطه المباشر ، ومع ذلك تقوم بين الحين و الآخر مجموعات من أبناء روج آفا – شمال سورية ، مجموعات تاهت في مسيرة الحياة تحت وطأة الضغوط الفظيعة، فأفدفت سوية تفكيرها , ليستغل أعداء شعبنا هذه حالتهم المرضية و يسيطرون عليهم بآليات و وسائل منها مالية و منها سياسية و منها فكرية لتجعل من تلك المجموعات اليد الطولى لها في ضرب أول تجربة ديمقراطية حرة في تاريخ شعوب المنطقة . تقوم هذه المجموعات البائسة بين الفترة و الاخرى بعد التخطيط و التدبير بمشاغبات و تجاوزات على قانون الادارة الذاتية الديمقراطية بقصد استغلال الفعل القانون الطبيعي للادارة الذاتية حيال مشاغباتهم و تجاوزاتهم و وضع ذلك في مسارات سياسية و حقوقية و بدعم من أعداء مكونات حرية روج آفا – شمال سورية و اعلان حملات إعلامية الغاية منها دائما تشويه الصورة الحقيقية لهذه الادارة. مناسبة الكلام أعلاه أن الادارة الذاتية الديمقراطية تدرك تماما الأهداف السياسة و اللعبة التي تمارسها هذه المجموعات التائهة الا أنها تتعامل معها في إطار القوانين و التشريعات النافذة و التي اقرتها النخب القانونية و الحقوقية لمكونات روج آفا. ففي أواسط شهر تموز الماضي قامت مجموعات و في هذه المرحلة الخطيرة من حرب و ارهاب بتنظيم اعتصامات او مظاهرات دون ترخيص أو اجازة من السلطات المختصة على الاقل طلب حمايتهم سيما و الارهاب ينتظر الفرصة لسفك دماء شعبنا ، فما كان من قوات الاسايش و حرصا على أمن و سلامة المجتمع و عدم خلق فوضى مجتمعية الا القيام باعتقالهم و مسائلتهم في إطار القوانين المتعلقة و تحويلهم إلى النيابة العامة أصولاً لتقوم بدورها بالبت في هذه القضية ، و لان كما أسلفنا المشاغبة مدبرة و مخططة سارعت بعض الإعلاميين و المؤسسات الإعلامية المعادية للادارة الذاتية الى إثارة القضية على أنها قضية حقوق الانسان و حرية الرأي و الاختلاف السياسي مع العلم أن المعتقلين كانوا موجودين في روج آفا و لم يتعرض لهم أحد في السابق رغم معارضتهم للادارة الذاتية …!!! و منذ يومين أفرجت محكمة الشعب عن 4 أشخاص و هم كل من عمر صالح جميل، ماهر أحمد عربو، بختيار محمد رسول ونيجيرفان شكري حسين بعد ان افرجت في وقت سابق عن 19 شخصاً أخَّرا كانوا شاركوا في إثارة الشغب و الفتنة ليصبح بذلك عدد المفرج عنهم 23 معتقلا بعد أن اعترف المتهمون بالتهم المنسوبة إليهم، وقدموا اعتذارهم لمحاولتهم إثارة الفتنة بين مكونات المنطقة و يذكر أن 4 منهم تم الإفراج عنهم فورا توقيفهم لعدم ثبوت التهمة .قضية توقيف المتجاوزين على القانون و مثيري الفتن رافقتها ضجة غير مسبوقة و مخططة و جعلوا منها قضية أمن دولية و إقليمية و للاسف قضية الإفراج عنهم مرت بصمت رغم أهمية الحدث و الذي يكمن في اصرار الادارة الذاتية على تطبيق القانون بعيدا عن أية اعتبارات سياسية او شخصية في محاولة من الادارة المحافظة على أمن و سلم روج آفا – شمال سوريا في ظل فوضى الحرب و الارهاب ، و لعل مرور هذا الحدث الهام جدا بهذا الهدوء و عدم المتابعة هي مسؤليتنا جميعا و بالدرجة الاولى مسؤولية المؤسسات الإعلامية التابعة للادارة الذاتية الديمقراطية.[1]