الائتلاف الوطني السوريّ إرهابيّ
صلاح الدين مسلم
بعد خمسين يوماً من إعلان الحملة العسكرية لتحرير الرقّة، حرّرت قوّات سوريا الديمقراطيّة 50% من المدينة، وهو رقم مرعب بالنسبة لمدينة كبيرة بحجم مدينة الرقّة، وكلّما اقتربت قسد من تحرير المدينة المنكوبة، وعاصمة الخلافة المزعومة، ازداد هجوم #الدولة التركيّة# وغرفة عمليّاتها عسكريّاً وإعلاميّاً على عفرين لتضعف جبهة الرقّة، وباتت من الواضح أنّ مركز عمليّات الدولة الداعشيّة يكمن في تركيا، وهناك غرفة عمليّات واحدة تديرها منظومة الاستخبارات التركيّة عبر التابعين لهذه المنظومة ومنها (الائتلاف الوطني السوريّ الإرهابيّ) الذي بات يصعّد من حملاته الأمنيّة والسياسيّة لتشويه قوّات سوريا الديمقراطيّة، وكأنّها تعمل مع داعش في خندق واحد.
فقد أرسل الائتلاف شكوى إلى الأمم المتّحدة ومنظّمة التعاون الإسلاميّة يؤكّد فيها أنّ حزب الاتّحاد الديمقراطيّ يريد الانفصال عن سوريا. وكأنّه نسي أنّ تركيا تحتلّ الأراضي السوريّة، فلماذا لم يقدّم هذا الائتلاف شكوى يرفض فيها هذا الاحتلال؟ فهذا الائتلاف يحارب حزب الاتّحاد الديمقراطيّ ولا يحارب الفعل التركيّ، إنّها مفارقة حقّاً.
ومرّة يقول: إنّ وحدات حماية الشعب سلّمت مناطق في ريف الرقّة لقوّات النظام، ومع أنّ هذا الخبر تلفيق وكذب وافتراء، لكنّه لم يشكُ ولم يتذمّر أبداً من تسليم مرتزقة الجيش الحر القابون وداريا والوعر وحلب… إلى النظام السوريّ، وترحيل المدنيين والعسكريين بالباصات الخضر إلى مناطق إدلب وغيرها.
إنّ الائتلاف لا يذكر أبداً هذا التغيير الديمغرافي الذي تمارسه قوّات درع الفرات التي يقودها الجيش التركيّ مباشرةً، وعمليات التطهير الممنهجة المطبّقة على الكرد والعرب على السواء في مناطق الشهباء، وكلّ الاتّهامات الموجّهة ضدّ قوّات سوريا الديمقراطيّة التي تحرّر الشمال السوريّ برمّتها هي على النقيض تماماً، بل هي الممارسات اليوميّة التي يقوم بها درع الفرات، فكلّ اتّهام بات حقيقةً معاشةً عند الجانب التركي وأذياله.
والاتّهام الدائم هو أنّ وحدات حماية الشعب منظّمة إرهابيّة، مع أنّهم الإرهاب عينُه، فلم يذكر الائتلاف الإرهابيّ داعش وجبهة النصرة بتاتاً في شكواه، مع أنّ الثورة السوريّة اختصرت في هذين التنظيمين الإرهابيين، بعد أن باتت قوّات سوريا الديمقراطيّة الرقم الثاني المسيطر على المساحة السوريّة بعد النظام السوريّ وأعوانه، فهذا ما يغيظ أولئك الفاشلين الذين أدركوا تمام الإدراك فشل مشروعهم العروبيّ الإسلامويّ – المدّ الكامل لتركيا وقطر.
لا يتوقف الإعلام التابع للائتلاف بوصف #قسد# بالملحدين، والمرتدين، والانفصاليين، أي أنّهم لم يخرجوا قط من الخطاب الإسلامويّ القومويّ، والذي بات الفشل فيه عنوانهم الرئيس، فقد كانوا مسيطرين على 70% من مساحة سوريا والآن أصبحت المئات من الفصائل المتناحرة تسيطر على 10% فقط من الخارطة السوريّة، وسيخسرون تلك المساحة قريباً، فالذي لا يمتلك مشروعاً وطنيّاً أخلاقيّاً لا مكان له على الأرض السوريّة، لذلك انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي حملات الهاتشتاغ التي تقول: ( الائتلاف الوطني السوريّ إرهابيّ).[1]