750 دبابة و عربة امريكية الى بلطيق و لا دبابة الى كوردستان
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4744 - #10-03-2015# - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
رغم الوفاء الكامل و الخضوع في اكثر الاحيان لاوامر امريكا و سياساتها في منطقة الشرق الاوسط و ما يدور في البلدان التي توزع عليها الكورد، و رغم اول من تجاوب مع امريكا في حربها ضد الدكتاتور العراقي و نفذ الواجب الذي القي على عاتقه عسكريا و سياسيا دون قيد او شرط، ورغم التنازل عن الكثير من الامور من قبل الكورد تنفيذا لامر امريكا و منها ما يهم مستقبل الاجيال القادمة لاسباب عديدة و منها الاستناد على موقف و راي امريكا بكل تفاصيلها حول القضايا الساخنة في المنطقة، الا ان امريكا لازالت تنظر الى المنطقة و الشعوب التي تعيش فيها من منظورها الضيق و من خلال صراعها مع الاخر و ان كان يعتبرها في العلن وهما لديها . لازالت هي تتعامل مع روسيا و كانها الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي و تخاف اشد الخوف من بروزها قطبا تجرف ما فعلته هي في هذه المنطقة . انها تفعٌل مشاكل و تفلق امور و تشكل جبهات و تخلق قضايا لتشغيل الاخرين و منعهم من الصحوة، و تضغط و تؤثر على مواقف حلفائها من اجل الضغط على الغريم بكل الطرق السياسية و الاقتصادية كي تتمكن منه و تمنعه من اتخاذ دوره المناسب، و تعتقد بما تفعله انها تمنع بروز قوة تنافسه في المستقبل القريب . انها وصلت الى حال تخضع لسياسات العديد من الدول من اجل سحبها او عدم ابتعادها عنها رغم تهورها احيانا في سياساتها الخارجية، تركيا هي من قيٌمت وضع امريكا في المنطقة جيدا و هي تفعل و تقرر ما تؤمن به دون الرجوع الى ما يهم امريكا في المنطقة و وصلت علاقاتها مع اسرائيل الى حال لا يمكن ان يتصورها احد قبل عقد او عقدين ان تصل الى هذا الحد من الابتعاد، انها لم تشارك امريكا في اسقاط صدام و كان صدمة لمن اعتبروا موقف تركيا الداعم لتلك العمليات مضمونة، انها تركيا و بعض الدول الاخرى الذين ردوا طلبات كثيرة من امريكا حول ما تخص الارهاب، و لازالت تركيا من الدول التي تحسب لها امريكا بكل ما تعمله، لانها تعلم استقلالية و امكانية تركيا و ما يمكن ان تفعله في خطوات متوقعة او عند التقارب ولو تكتيكيا مع روسيا، و كوردستان حائرة بين مواقف التي يتخذها الطرفان .
ان الموقف الحازم الذي اتخذته كوردستان في محاربة داعش بالشكل و الطريقة التي تريدها امريكا، و نفذت ما القي على عاتقها بالزيادة عن ما امرت بها، لم تدع امريكا لحد اليوم ان تنظر الى قضية كوردستان من منظور استراتيجيتها، انها حاربت داعش بكل قوة و بسالة و باسلحة خفيفة بسيطة و ضحى بالدماء الزكية من ابطال البيشمركة و الكريلا، و كان تضحياتهم تقع لصالح سياسات امريكا قبل مصلحتهم بنفسهم، و يشكون في النتيجة و يخافون ان تذهب هذه التضحيات هباءا .
على الرغم من كل تلك الولاء و الاخلاص و الوفاء لما تطلبه امريكا من الكورد الا ان موقفها لم تصل لحد الاعتبار لها بشكل مقنع و لم يطمئن الكورد على مستقبلهم من اية ناحية كانت . فانها لازالت تفرض عليهم الخضوع لمتطلبات المركز العراقي رغم عدم ضمان انصافهم و تامين مستقبلهم و عدم تاكيدهم على عدم تكرار المآسي التي مروا بها في تاريخهم القريب و البعيد .
لم يشهد الكورد المساعدة السياسية و العسكرية المفروضة وصولها الى كوردستان من قبل امريكا، و لها الحق في البحث عن اية طريقة يمكن ان تضمن سلامة اراضيها و الحفاظ عليها بما امكن . ان ما يخوٌف الكورد قبل غيرهم هو تعامل امريكا مع المنطقة من منظور حربها الباردة و الثبات على البقاء على الحال التي كانوا فيها سياسيا و اقتصاديا قبل التغييرات التي حدثت في المنطقة، اي النظر الى الكورد و كانه اقلية مغلوبة على امرها تابعة لشعب متعدد المكونات و قضيتها داخلية و ليست بقدر الصراع الامريكي الاكبر في المنطقة . و الا لكانت سياسات امريكا بغير ما نتلمسها اليوم و تعاملها لم تبين للقريب و البعيد انها مخلصة لمن قرر و بقى في الجانب الذي ربما يضر به في مسيرته . و الدليل الواضح هو ايصال امريكا خلال ايام دون حرب طويلة كما تشهدها منطقة المحيطة بكوردستان اكثر من 750 دبابة الى لاتفيا لكونها مهمة استراتيجيا في صراعها مع القطب المنتظر او لاعتبارها منطقة حساسة لتجسيد سيطرتها المستقبلية عليها .
و من جانب اخر فان السيناريوهات المنتظرة في المنطقة بعد حرب تكريت بالشكل و الطريقة التي حدثت و لم تاخذ الحكومة المركزية العراقية ما يستوجب عليها من ما تريده امريكا او لم تاخذ رايها او موافقتها المسبقة ولم تتوافق معها اصلا، ان كانت بامر ايران او من منطلق تفكيرها الخاص، مما يجعل المعادلات متغيرة و ربما تنتج ترسيخ تدخل ايران الواضح و القوي في العراق و ان كان الامر المرتبط بالمفاوضات الامريكية الايرانية حول المفاعل النووية الايرانية،فانه يضمن قوة نفوذ ايران اكثر من غيرها، و هذا ما يجعل لكل متتبع ان يتصور ما تكون فيه المنطقة و الاحتمالات الموجودة لما يمكن اثباته على الارض . و الخشية الكبيرة من قبل الكورد قبل غيره هو ما يمكن ان تتعاون امريكا و ايران على توزيع الادوار بين الكبار في المنطقة ، و تخرج الاقليات من العملية كمن خرج من المولد بدون حمص، و هذا ما يخشاه اخرون ايضا . و لهم الحق في اي تصور نتيجة اية سيناريو مرسوم من الغرف المعتمة لاستخبارات القوى الفاعلة في المنطقة مع امريكا.[1]