ليس تقاربا و انما توظيفا امريكيا للكورد
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4655 - #07-12-2014# - 20:38
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
لقد تكلمت في مقال سابق باقتضاب عن توظيف امريكا للكورد بعد ان تفرغت من توظيفها للاسلام و انتفت حاجتها منه . عقٌب السيد فريد الساعاتي عن المقال بروح ديموقراطية مشكورا، ارجوا سعة صدرها عما اكتب و يتقبل مني موقفي و رايي .
انا حتما لست حالة خاصة كالاخرين كما تقول، و لكني لست ممن يكتب عن امريكا باستمرار بدوغمائية، و لست من الشيوعيين القدامى بل يساري معتدل مترعرع كوردستانيا، انساني الفكر و العقلية كونيُ التوجه ربما انت استنتجت خطئا واعتقدت يا السيد فريد غير ذلك او عكس ذلك .
انني لم اكتب كي يؤيدني احد، بل كل ما افهمه و اعتقده و اعتبره صحيحا وفق ما اؤمن به و ما يمليه علي ايماني بما اكتب نصا و روحا ساكتبه دون اي انحياز او خلفية ايديولوجية و بحرية تامة، و لست ممن لديه عقدة امريكا، بل اعتقد جازما ان اليسارية الحقيقية يمكن ان تُطبق في امريكا مستقبلا سواء كان قريبا او بعيدا، لانها وصلت لمرحلة وفق نص و مضمون النظريات اليسارية و الماركسية ايضا انها المكان الذي يتسم بسمات مرحلة تقبل و تفرض اليسارية نفسها عليه، كما يعتقد الجميع بان تبدا بداية نهاية الراسمالية من منبعها و من وصل الى قمتها و هي امركيا قبل الاخرين طبعا .
انا قلت ان امريكا تهمها الان في هذه المرحلة وحدة العراق وفق النظام الفدرالي ولكنها تهدف الى تفتيت و تشتت العالم العربي بشكل عام و ليس العروبة، لتسهل عليها السيطرة على الجميع كي تكون هي من يدير زمام الامور في الشرق الاوسط في نهاية الامر، و تهمها نتيجة تفاعل المعادلات و ليس جوانب العملية فقط .
نعم امريكا تهدف الى ان تكون سااحة المعركة بعيدة عن باب بيتها و كما نفذت بريطانيا سياساتها التشتتية و استفادت من شعارها فرق تسد و اهتمت بتوازن القوى داخل الدول التي احتلتها، فان امريكا و ربما بتعاون و توصية بريطانية تعيد الكرٌة ذاتها و بنفس السياسة .
نعم تعيد امريكا ما فعلته في افغانستان و مررت الخدعة على العالم الاسلامي و نفذت ما كان لمصلحتها بافراد واموال عربية اسلامية و شكلت القاعدة و انهت مهمتها و حاربتها و قتلت زعيمها بعد ان حلبها و حاربت بها عدوها اللدود الشيوعية السوفيتية . اليوم تريد ان تحارب العروبة بالتصاف تهم الارهاب بالالة ذاتها و باختلاف يلائم مزج القومية العربية بالارهاب كي تنجح في هدفها الرئيسي العام . و داعش اكبر فرصة تنتهزها امريكا و ان لم تكن لها يد في انبثاقها فانما جاءت وفق مصالحها و اصبحت اجمل صدفة لتحقيق ما تريد في هذه المرحلة .
نعم ان حدود العلاقات الامريكية الكوردية تصل لباب المصالح الامريكية فقط و الدليل كما قلت انها تريد ان تبتز الكورد في استغلالها لحقيق مرامها في المنطقة مع عدم ضمان مصالحها، و هل يعقل ان تكون الاحزاب الكوردستانية التي تعمل تحت امرتها لم تخرجها من لائحة الارهاب بل تتعامل مع الحزب العمال الكوردستاني اسوا من تركيا ذاتها لحد الامس القريب .
نعم ديموقراطية امريكا مزيفة و مجوفة من الداخل لانها تدور بين مجموعة من الاثرياء من الحزبين و تديرها وسائل الاعلام و مراكز البحوث الاستراتيجية، و هل نسيت كيف فتتت امريكا و اصحاب المصالح حزب الجاي بمجرد احسوا بان التوازن ربما يتخلخل بوجوده داخليا. وهنا اتحدى ان يخرج رئيس من الطبقة الكادحة المغلوبة على امرها في امريكا، و هل نسيت ان كنت تعيش في امريكا كم مليون لازال يعيش في اسواء حياة، اجتماعيا كان ام اقتصاديا . و الم يزل التمييز العنصري ساري المفعول و لك مثال ما حدث في فرغسون اخيرا ان لم تقتنع .
اما بخصوص القيادة الكوردية فانها ليست بذكية كما تدعي ذكائها و انا اقرب اليها و اكثر معرفة بها انها فشلت في تحقيق كثير من الاهداف التي كانت سهلة التحقيق خلال العقدين الماضيين و توغلوا في الحرب الداخلية و اضروا بحياة و مستقبل الشعب الكوردي جملة و تفصيلا، القيادة التي انها وضعت ما لديها من البيضات في سلة واحدة و ما لدى الد اعدائها، وكوردستان على حال ان مال الحمل قليلا جدا سيقع الحمير بما حمل يا اخي الكريم . و لكن يمكن ان نقول لازالت التغييرات التي تحصل في المنطقة هي من وقفت الحال الكوردي على ما هي عليه دون تقدم او الحسم في الامراو التخلف و الرجوع الى الوراء، و انها قيادة غارقة حتى الركبة في الفساد المستشري و حكم العائلة والعشيرة و الحلقة الضيقة. و انا ابن الثورة الكوردستانية ان لم تعلم منذ نعومة اظافري . و ان انتهت امريكا من تحقيق اهدافها في المنطقة سوف نرى ما تفعله و موقفها من الكورد ستتوضح اكثر، و اننا لُدغنا من هذه الافعى من قبل، و هي امريكا هي هي كما كانت و لازالت تبيع اخاها و اقرب اصدقائها بمجرد لو فكرت ان التقارب معهم تضر بمصلحتها، نعم اعيدها انها وظفت الاسلام و القاعدة لضمان مصالحها و اليوم تستغل داعش و الكورد لمصلحتها الاستراتيجية الذاتية في المنطقة فقط.[1]