انسانية الكورد فوق كل شيء
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4648 - #30-11-2014# - 13:56
المحور: حقوق الانسان
لن اتكلم عن الكورد تعصبا و انما لبيان الحقيقة لشعب له مميزاته التي ان عددناها لبان الفرق مع الاخرين و لوبيناها لاعترف به الجميع، و لكن فقره و مظلوميته و ما القاه من الويلات، و افتقاره للماكنة الاعلامية الموجودة لدى الاخرين مما حدا به ان يكون منعزلا و لا يعلم به و ما يتصف به حتى ابناء شعبه . انا لن اتكلم هنا عن السلطة السياسية و لن اقصد القيادة الفاسدة التي تحكم لمصالح حزبية و شخصية منذ الثورات المتعاقبة لحد اليوم، و هي السبب لكل النكسات و المآسي التي تصيب هذا الشعب المظلوم . لم يحصل في تاريخ اي قوم او ملة او شعب ان حدث له مثلما نرى ما يحصل في كوردستان في تاريخه، انه شعب عاطفي محب للسلام و الحب و هو مغبون و مغدور في حقوقه، لا يعرفهم الاصدقاء و الاعداء و الا كانوا يحترمونه لسماته و خصلاته و صفاته و خصائصه التي لا توجد لدى اي اخر دون اية مبالغة، و هنا لا انكر ما هم عليه القويمات الاخرى من الصفات الجميلة .
لاروي لكم هذه القصة الحقيقية الانية كمثال كدليل على ما اقول و ليحكم الاخرون بانفسهم مدى عاطفية الشعب و حبه للانسانية فطريا و احترامه للاخر و عطفه و شفقته و تنازله عن حقوقه حتى الطبيعية، بالخصوص وهو في الموقع القوي المقتدر المتمكن .
حاج قادر انجة جباري وهو من اهالي قرية محمودبريزا التابعة لناحة تكية الجبارية اب لثلاث ابناء مؤنفلين و شهداء على ايدي اعتى دكتاتورية في التاريخ و استشهد ابنه الرابع في جلولاء على يد داعش الارهابي اخيرا. و يعيش في تلك القرية على قدر حاله مقتنعا بما لديه، بدلا من ان يحمل من البغض و الحقد للامة التي انفلت و قتلت تنظيماتها الارهابية و احزابها الفاشة الشوفينية و قياداتها الدكتاتورية ابناءه الاربعة، تصرف العكس هو يحتضن عائلة عربية نازحة و اسكنها في بيته معززا مكرما و قدم لهم و للاخرين مساعدات و كرمهم باحسن ما لديه تكريما .
هذا هو معدن الحاج قادر و اهله و شعبه، لم يغدروا باحد طوال تاريخهم و هم مغدورون حقا من قبل الاخرين جميعا .
انه نموذج حي، و هنا لن نكرر و لا نعود الى بداية الانتفاضة و كيف احتضن الشعب الكوردي الفرق و الالوية و الافواج من الجيش العراقي المستسلم في كوردستان و ساعدوهم و كرموهم في الوقت العصيب الذي لم يكن الوضع المالي الاقتصادي هم يساعد على المساعدة بل امدوهم بما يملكون و قسموهم من غداء ابناءهم و خيروهم البقاء او العودة الى حضن اهلهم ، فهل يكتبه التاريخ و هل يقدر القوميات السائدة هذه الصفات الانسانية المتجسدة في اخلاقيات و سمات هذا الشعب المظلوم، وعلى العكس تماما من كل التوقعات و الغريب ان يلقوا بعد كل هذا التعامل و السياسات الغريبة المضادة له من لدن من يتسلط و يعتلي السلطة في بغداد . لا بل من اُحتضنه الشعب و خدمه يخرج لئيما و يقف ضده، كما هو المالكي الذي عاش في نعيم و هو في كوردستان و حصل على شهادته العليا، و بعد ان اعتلى تصرف بما يليق باخلاقياته، بدلا من ان يصارع قيادات كوردستان الفاسدة الانانية حاصر ابناء الشعب الكوردي . و كما قال الشاعر ان اكرمت اللئيم تمردا، و اننا على الحق ان نقول اننا مهما كرمنا لم نملك احدا، فانه لم يتمرد فقط بل وقف و لحد اليوم على ضد من حقوق الشعب الكوردي.[1]