من حس بمآسي الكورد لن يكرههم
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4645 - #27-11-2014# - 10:57
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
لقد انهال على ما كتبه الشاعر سعدي يوسف من الكتابات الكثيرة من قبل من لا يمكن ان نصنفهم بالكتٌاب كالمطر، و كانهم عثروا على كورة العسل من الشجر كما يقول المثل الكوردي، و ما اكثرهذه الكتابات الا صادرة من الشوفينيين الذين يحملون البغضاء و الكره للاخر و لم يصلوا الى الانسانية في الفكر و العقيدة، لا بل جل ما يصدر منهم مدح و وصف للشاعر و الكثير منهم لا يعرفوه اصلا بل لم يقراوا نتاجاته و ليس لهم صلة باليسار و المباديء و الشعارات التي آمن بها سعدي يوسف، و ليس حبا به بل شماتة بالكورد، او ليس حبا له بل كرها بالكورد . لو اطلع اي منهم على ما قاله هذا الشاعر حول الكورد و احس به لما كتبوا اصلا و تراجعوا عن تفكيرهم في هذا الاتجاه . اننا سنعلم حقيقة الموقف الاخير عاجلا كان ام اجلا، على الرغم من اننا نعيده الى حالة نفسية خاصة به اولا و من ثم ردا على الفوضى والفساد حكم الاسلام السياسي للعراق و المنسوبية والمحسوبية التي يسير عليها هذا البلد دون ان يكون اي شيء في مكانه، فلم يستثني او يخرج الكورد منها . بعد اغتراب طويل الامد و عدم الالتفاتة من لدن اية جهة، احس بفتح ثغرة للتوجه العلماني من مصر بعد حكم الاخوان وفاضت قريحته و اراد ان يعكس ما يحس به نقدا على العراق، و هويعتقد انه استنشق هواء العلمانية من مصر، متمنيا في قرارة نفسه عودتها الى العراق ايضا كي يعود اليه .
عند قراءة اي نقد يجب ان نعلم ماوراءه و الغرض منه سواء كانت نقدا علميا متقنا مستندا على اركانه الصحيحة ام جاء طارئا لظرف ما، و الا ما السبب في نقد لاذع كهذا من شاعر معتبر في لحظة من الزمن و بشكل مفاجيء دون اي مقدمات، و هو المعروف عنه اعتداله و يساريته و تاريخه المليء بالفخر و الاعتزاز للجميع .
فهل من المعقول ان يكون هذا النقد لشاعر كتب عن ماسآة حلبجة كما ذكرني احد الاخوان بهذا الشعر الجميل و النادر، و الا هل من الممكن ان يتغير الشاعر او الكاتب او الناقد بين ليلة و ضحاها، و خصوصا احس الشاعر سعدي يوسف بخطاه او شطحته عاجلا عندما قال انه خطا مطبعي و انه تكلم عن الفرد و فردستان و ليس قرد او قردستان، اي ما قصده هو التفرد و مملكة الفرد و كلنا انتقدنا السلطة على الفساد و التفرد و لكن الشعب الكوردي يفرض نفسه على جميعنا ان نمدحه دون اي مبالغة او نظرة شوفينية لما قدمه من التضحيات الجسام في طريق نضاله المستمر منذ عقود، و اخر ما يسطره من الاستبسال و الشجاعة في قتاله ضد اشرس مجموعة التي ترتكب افضع الجرائم باسم الدين و الاسلام .
يقول سعدي يوسف بحق الكورد بعد ماسآة ضرب حلبجة بالاسلحة الكيمياوية بايام فقط:
كانَ أكرادُ آذار فِي هدأةِ المستحيلْ
الثيابُ ربيعيةْ..
و الوجوهُ ربيعيةْ..
و المغني قتيلْ
الغيومُ التّي هبطتْ خردلاً أسوداً
فِي الرّئاتْ
الغيومُ التّي ربطَتْ عقدةَ الموتِ
حولَ الصّباحِ الجميلْ
الغيومُ التّي خثرتْ دمَ أطفالِنا
الغيومُ التّي خمرتْ خبزَ إبليسَ
فِي حدقاتِ الأصيلْ
هلْ تراها ستعبرُ منْ غيضةِ السّرو
حتى تمسَّ النّخيلْ ؟
كانَ أكرادُ آذار فِي هدأةِ المستحيلْ
فمن كتب هذه الابيات الجميلة و كان معه في العسر لا يعرف ان يكره الشعب الكوردي، و تسرعت الحكومة ايضا من الاجراء الذي اتخذته بحقه بازالة نتاجه و ملخص تاريخ حياته في المناهج التربوية في اقليم كوردستان .
فهل يمكن لاحد ان يتاكد منه و يقارن ما كتبه مع هذا الموقف الطاريء الدخيل على نفسية و كيان الشاعر الكبير سعدي يوسف ، و ان الايام ستكشف هل تغير هذا الشاعر نحو الشوفينية حقا و هذا غير وارد و كانوا كثيرين من الذين و هم يتوارون وراء اليسارية و في نفسيتهم فيض من الاكراه تجاه الاخرين، لانه لم يكن ضمن الشوفينيين الاان الايام ستكشف ماوراء كتابته هذا و التي ليس بشعر و لا نثر و انما كتابة ارتجالية لا يمت بصلة باي نوع من الادب و شكل الكتابات، و يمكن ان نعرفه على انه انشاء محض . اتمنى ان لا تكون فتحا للطريق من قبل شاعرنا اليساري ابتغاءا لمصلحة خاصة او الاقامة النهائية في مصرمن اجل استعاضة ما فاته من الوقت من القاهرة.[1]