من يؤمٌن حياة الناس في هذه المرحلة ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4644 - #26-11-2014# - 16:43
المحور: الادارة و الاقتصاد
ربما من يقرا العنوان و يقارن حالنا في العراق الان و ما نحن فيه من الماسي اليومية من جانب، و ما انا اكتب عنه من جانب اخر، يمكن ان يلومني كثيرا، لانه يمكن ان يعتبرني من الحالمين المثاليين الذين يتكلمون عن الخيال بعيدا عن الواقع . و لكن ليس للوضع اي علاقة بما انا بصدده هنا بحيث التامين واجب في اي وقت و ما احوجنا اليه في وقت الحرب و الفوضى اكثر من السلام . ليس بصعوبة ان تهتم الحكومة حتى في هذا الوقت و ليس في وقت الخير ايام المالكي الذي بدد المال و الثروة دون التقدم خطوة، نعم التامين يمكن ان يتم من قبل الحكومة و بدونها ايضا، بحيث يمكن للمنظمات المدنية و الموظفين و القطاعات المختلفة ان تضمن حياتها و تؤمٌن مستقبلها و حياة من يورثها ان كان الاهتمام بالتنظيم التاميني هدفا و غاية الجميع، و يمكن ان يتم هذا بمجموعة خيرة من النخبة اصحاب العقول الانسانية التي تهمها حياة الاجيال و معيشتهم و عدم تكرار المآسي عليهم مثلما اذاقتها الاجيال السابقة . ان التامين الاقتصادي و الصحي و التربوي و التعليمي اضافة الى الضمانات المختلفة الواجبة توفرها للفرد كي يحس بالمواطنة لم نجد لها وجود لحد الان رغم امكانية البلد الكبيرة و غناه الفاحش، و ربما يقول احدنا لدينا التعليم المجاني و محو الامية و الضمان الاجتماعي الحكومي و الذي لا يمكن ان نعتبرهم مؤمنٌة لحياة الناس و مستقبلهم، و رغم التشدد على التقاعد و ما يؤمنه لابناء المتقاعدين و شيخوخة المتقاعدين الا ان التامين الاكمل للراحة النفسية و الضمان و الابتعاد عن القلق لم يتجسد في اية مرحلة في العراق، لنا ما ينقصنا، اولا؛ هو عدم ترسيخ السلام في اية مرحلة في العراق والسلام كان مهددا دوما ، ثانيا ؛ توقع الانقلابات و التغييرات المفاجئة التي تودي بحياة الناس و ليس تامينهم فقط .
في الوقت التي لم تستغل السلطات السابقة امكانيات العراق في تامين حياة الناس بل ادخلوهم في المتاهات يوما بعد اخر، لا بل اصبح العراق رغم ثرواته من الدول الفقيرة، ازداد الشعب قلقا و حزنا بعد الماسي التي مر به .
عدم وجود التامين و انعدام الثقة بين الناسو على مستقبلهم اصبح عالة على اقتصاد الدولة، كون الاثرياء و التجار قلقون و لا يثقون بالحال ليتحركوا بحرية و يستثمروا، و من ثم الاموال و اصحابهم في اكثر الاحيان جبناء، و نادرا ما نرى من الاثرياء يغامرون من اجل البلد . فان حال العراق تحتاج لمن لديه الجراة وا لمغامرة، و لذلك نرى الاموال تتكدس في البيوت الخاوية دون استثمار او تهرب الى البلدان و تستفيد منها الاخرون دون ان تعود باي ربح على البلد . الفساد المستشري ازداد من الطين بلة، اي اصبح اكبر عائق امام تامين حياة الناس . الاحساس بالاغتراب و القلق الدائم اكثر تاثيرا سلبيا من الوضع الذي يعيش فيه العراق من الناحية العسكرية و حرب داعش، ويجب ان لا ننسى انه كان الفساد اعامل الكبير لدخول داعش الى الحلبة العراقية بسهولة .
عدم تامين مستقبل الوضع السياسي الموجود نتيجة الفساد والتفرد و الفوضى و الاختلال في النظام و القلق المستمر اثر بشكل مباشر على اقتصاد البلد و مهما ارتفع سعر النفط الصادر الرئيسي للبلد فانه لم يفد في تامين حياة الناس، لان الاموال الحاصلة منه لم تدار بشكل جيد، و به لم تؤثر على مسيرة البلد التقدمية المطلوبة .
اذا، لم يعد هناك امل في تامين الانسان العراقي من قبل الحكومة من الجهات الكافة، و خاصة حياته و مستقبله و مصير عئلته، طالما بق الوضع السياسي المالي هكذا كما يتوقع الجميع، و ان انتظر المخلصون الحكومة ليخلق لهم الفرصة و يؤمنٌهم، و لكن ان كان هناك ارادة حتى في وسط اوار الحروب، يمكن ان تنبت الزهور و ليس بصعب ان تؤمن حياة الناس و ان استمرت الحروب، و التماهي مع واقع فرض عليك يمكن ان ينجوك من الملل و تبدا الخطوة الاولى .
لدينا من الوقت و الامكانية البسيطة من النواحي كافة، فان بعض من التامينات تحتاج فقط للترتيب و التنظيم و ان كان بعيدا عن تدخل الحكومة ستكون اقوى و ابقى.[1]