في ضوء المستجدات ماذا يشهد مستقبل الكورد ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4625 - #06-11-2014# - 20:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لن اعود الى التاريخ و ما مر به الكورد، و لكن نظرة واقعية على ما مرت به المناطق الاخرى في العالم و تقدمت كما اوربا و ما وصولوا اليها، و ان قارنا الوضع و الظروف التي نمر بها الان مشابهة لحد التطابق من نواحي عدة لماضي اوربا الاليم ايضا، كي نقرا ما نوصل اليه نحن الكورد .
لو انطلقنا من زاوية الصراع بين السنة و الشيعة و من رؤية خاصة لمقارنته مع الصراع بين الكاثوليك و البروتستنت لحين الوصول الى اتفاقية ويستفاليا سنة 1648 و ما وضعت الحد لتلك الحروب الدموية بين المذهبين المسيحيين رغم ما راحت ضحيتها الملايين، يمكننا قراءة ما ياتي بوضوح، مهما كانت نتائج ما جرى في تلك الفترة و اختلافها مع اليوم الشرق الاوسطي .
اليوم يمكن ان نعتقد بان كل من المحورين السني و الشيعي سيتعبان و سيتهالكان في النهاية مهما طالت بهما الحروب و الصراعات على الارض، و بعد نفاد كل تلك القوو الامنكانية التي تدفعهما الى المحاربة من اجل الحصول الى منجزات يومية بسيطة هنا و هناك ، عدا اهدافهما الاستراتيجية، و تراقبهما القوى المسيطرة و لم تتدخل بشكل مباشر رغم عملها لبقاء زمام الامور تحت اياديها، عسى و لعل تستثمر ما يسيران عليه من المماحكات وما يصلان اليه و ما يفرزان من الامور و الحالات التي تفيد المراقب، وكذلك من الضرورة الحساب لما تفرضه الظروف المختلفة لما نحن فيها الان عن الاف السنين من قبل، و التي حدثت فيها الصراعات الدموية في الحياة البدائية التي عاشوها ايضا .
هناك امور اختلطت مع بعضها، امريكا و الدول الاوربية برزت امور تقيدهم كالراي العام و اختلافات في توجهات الشعب و الحكومة و تعاملهما مع ما موجود في الشرق الاوسط و تبعيتهما للبعض قبل مداراتهما لدول المنطقة، قضايا مؤثرة على الدبلوماسية العالمية اليوم و ضخامتها مقارنة مع ما كانت عليه اوربا في تلك المرحلة . التقلبات الكبرى التي تحدث في هذه المنطقة و بالسرعة المفاجئة، فكيف بنا ان نقرا ما يقوم به اوباما و اقترابه من ايران و هي لحد الان ترفع شعار الموت للامريكا و تتعامل معها سرا وفق مصالحها، اي الهدف سيتحقق من التواصل الامريكي الايراني بهذا الشكل ام التوازن الخليجي الايراني باشراف امركيا الى ماذا و اين يسير .
ما يهمنا و الذي نختص بالكلام فيه هو ما يشهده مستقبل الكورد كجزء هام في المعادلات الجارية بعد ترسيح مكانته و قوته السياسية المعنوية و ثقله في هذه المرحلة .
اولا: يمكن ان نسال هل نمر بمراحل صراع العقود بين المذهبين ام سيكون قصيرة لعوامل يفرضها العصر الجديد و ما يفرض امور السلم و الحرب سريعا ايضا.
ثانيا: هل ينجح الكورد في تعامله الدقيق مع ما يجري و يحسب لكل ما يحصل علميا ام يتعامل بعفوية و يساير الامور كما يفعله لحد اليوم .
لو تعمقنا و حللنا وفق ماموجود الان اننا اما نمر بفوضى خلاقة و من صنع المنطقة و الخلافات الكبرى الموجودة التي لا نجد املا لتلافيها ومؤملين في احداث ثغرة في المستقبل القريب للتلاقي بين المتصارعين، الا بحدوث المفارقات و التغييرات الفجائية الكبرى غير المتوقعة، و منها، اهتزاز اركان النظام الايراني و تشتته و ما يمكن ان تصل به و ما تحدث بما موجود في المنطقة من الاحداث المتواصلة، و به، نرى خرائط جدد و تغييرا اما نحو الامام او التوقف لمدة و ما تؤثره القوى المراقبة الماطلة لتلك المرحلة كتركيا مثلا من اجل اعادة امجادها و تستغل الفرصة، و هذا يتوقف ايضا على تماسك وحدتها الداخلية التي تهتز هي ايضا باي حركة و دفعة سياسية داخلية و خارجية مؤثرة، اي لا يمكن لتركيا مثلا و معها الاخرين ايضا ان تبقى صامدة موحدة التركيب بانحلال ايران و تقسيمها .
و ما تشير اليه نتائج ما وصلت اليه دول مابعد الربيع العربي في الشرق الاوسط، فان كانت العودة الى اصل الدولة و ما كانت عليه ماقبل الاستعمار و الخارطة الحالية، فان العراق و سورية ربما يكون مصيرهم متقارب و متشابه، و ان حدث ما هو متوقع في ايران فان على الكورد ان يستحضروا من الان لاستغلال المرحلة التي نصل اليها، فهل يمكن ان تكون مؤاتية لهم ليفرضوا نفسهم بكل قوة افضل لما هم عليه الان و احسن مما كانوا عليه سابقا، و ما تخبطوا فيه في المراحل السابقة التي كانوا خاضعا للامر الواقع الذي كانوا فيه. و ان اعيدت المنطقة التي يتواجد فيها الكورد الى الولايات مثلا فانهم يتوحدون في ولايتهم القديمة الجديدة، فانها كوردستان الدولة المستقلة . و ينجح الكورد في ظل صراع المذهبين و من ثم سيبدا صراع العلمانيين مع المتدينيين فانهم يكون لهم الدور الحضاري التقدمي ان قارنا حاضرهم مع الاخرين، و يكونوا اقوياء في تجسيد وضعهم الذي تتعامل معهم اكثر الدول في العالم بحسن وهم في موقع يفرضون احترامهم و تقديرهم على الجميع، لو تعاملوا و حللوا و قيموا وتحاسبوا لما يستجد بعقلانية و بقدرة ذاتية . انه مرحلة جديدة لهم و عليهم ان يتعاملوا معها بعقلية متفتحة و قارئة لما يكتنفها و يتمخض منها من جميع الجوانب، فهل لنا مثل تلك القيادة في خوض هذه العملية المعقدة بسلام و يحقق الشعب اهدافه في ظلها ؟ سؤال و لا احتمل انا اجابته برايي الشخصي، و على النخبة التعمق فيه و في اجابته من اجل مساعدة القادة غير الموثوقين من اجل الشعبو مستقبله و ما ضحى من اجله و ليس من اجل سواد عيونهم، لاننا لا نملك قلعهم من جذورهم اليوم للظروف المعلومة لنا.[1]