مساومات امريكا و ايران مع البعض
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4621 - #01-11-2014# - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
الاصدقاء الاعداء، هو التعبير المناسب الذي يمكن اختصار ما يجري بين ايران و امريكا به، انهما تستفيدان من البعض في الوقت المناسب و تعاديان بعضهما اذا اقتضت الضرورة الداخلية بالنسبة لايران و الاقليمية بالنسبة لامريكا ف اي وقت كان، انهما قطبي الراسمالية الحقيقية التي لا تختلف منهجهما و فلسفتهما لااقتصادية و الثقافية في العمق من البعض، في هذه المرحلة التي نحس بان الاخرين في سبات عميق لم يعرضوا ماهم عليه على العلن، و لميشرحوا واقعهم و وضعهم الذي يفرض عليهم بما ينعزلون او ينعكفون او يتريثون في امور سياسية تخص منطقة الشرق الاوسط لصالحهم ، ولاسباب عديدة و منها عدم قدرتهم على تحديد مواقفهم لابتلاءهم بمشاكل و قضايا داخلية و خارجية لهم، و منهم مَن لم يختار الالاختباء لما يمكن ان تمر به المنطقة وتنتظر ما تظهر في الافق ما يمكن ان تلمح لمستقبل التغيير الحاصل حتما في المدى القريب .
ارتبطت عدة قضايا مع بعضها و الفاعل النشط و اللاعب المقتدر الحازم و صاحب الامر القاطع و الذي فرض نفسه بسياساته الناجحة في السنين الاخيرة هو ايران اضافة الى امريكا كقوة كبيرة و القطب الذي يدير العالم دون منازع لحد الان .
القاضايا الهامة التي انشغلت بها الطرفان هي ؛ اولا: المفاعل النووية الايرانية بالدرجة الاولى و التي تتدخل الافرازات الصادرة من التفاوضات و المتطلبات التي تفرضه طبيعة الامر و ما يتطلبه و الضغوطات بين الطرفين حولها، من اجل الحصول على تنازلات لكل منهما، ما يدع ان يؤثر خطوات التفاوض على القضايا الاخرى . ثانيا : داعش سواء كان امر طاريء او نتيجة لصراع القوى في المنطقة او احد افرازات القضية الاولى، او انبثق نتيجة الاخطاء و الصراعات التي استمرت و برزت منها هذا الاخطر . ثالثا : اعادة ترتيب الاوراق و الخارطة للمنطقة وفق اهداف استراتيجية، يمكن التوافق عليها من قبل الطرفين . و هذا لا يعني ان روسيا تكون غائبة عن الامر، بل هي من يمكن ان تدرٌس او تعلٌم ايران على المواقف التي يجب ان تتخذها وهي كعضو في مجلس الامن يمكن ان تفيدها في اي امر تتطلب تدخلها . رابعا ، صراع المذهبين التي اصبحت امرا واقعا بدلا من الحوار الذي ادعته الطرف الايراني قبل غيرها، و اقتنعت بان الصراع قائم و بدلا من استهلالها مع الثقافات الاخرى فانها اي ايران بداتها من حيث تريد و هو الصراع المذهبي في المنطقة و ليس الثقافي و الحضاري بين طرفي العالم كما ادعت، و يمكن انها اي ايران اجلت تلك الحوارات بين الحضارات لان امريكا ارادته صراعا و ليس حوارا .
لو اعدنا الى راس المشكلة و ما تخرُج منه، و هو المفاوضات النووية الايرانية الامريكية، انها تدور حول ثلاث تفصيلات يمكن المساومة عليها جميعا من قبل الطرفين، وان توصلتا الى حل في الامورالثانوية او الجانبية الاخرى المتعلقة بهذه المفاوضات فان حل المعضلات الرئيسية للمفاوضات يمكن ان يكون سهلا في هذا الجانب؛ عدد الاجهزة الطرد المركزي و كمية اليورانيوم المخصب و المراقبة الدولية او الامريكية على المفاعل طيلة عملها، هي النقاط الرئيسية و رؤس و عناوين المفاوضات، و فيها من المسافات الكبيرة التي تتحمل المساومة و التوافق و الاقتراب لكل مفصل فيها، و هذا ما يدعي اي مراقب يسخر من التصريحات التي تخرج من الجانبين، بعد كل جلسة حوار، و يعتقد الجميع بان الطرفين لم يصلا لحلول لمواضيع متعلقة اخرى، لذلك يريدان الاطالة لحين انهاء كافة الامور بحزمة واحدة . لذلك نقول مادام هناك مجالا كبيرا بين الجانبين للمساومة و الاقتناع باحسن الحلول، فان المفاوضات تطول لحين انهاء الملفات الاخرى على الاقل سريا او الاتفاق عليها باي شكل كان، لتبدئا بالخطوات الحاسمة للاتفاق النووي . الم يحس الجميع بمراحل اقتراب ايران وامريكا و ابتعادهمافي احيان اخرى، و المرونة التي تبدي من احداهما و الرعونة من الاخرى، اي توزيع الادوار على احسن وجه، و الى اخره من المؤشرات التي تدل كل متابع وان كان ساذجا يتيقن بان اللعبة الامريكية الايرانية في مرحلة متطورة و قريبة من النهاية لانها وصلت الى حال فرزت منها مقومات الوصول الى المرحلة الخطرة الاخيرة، و هي ما تفرض الوصول الى نهاية المطاف.[1]