ما تهدفه تركيا من فرض الجيش الحر مرافقا مع البيشمركة الى كوباني
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4615 - #26-10-2014# - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لا يمكن الوثوق بتركيا و بما تفعله حول ما تنويه لكوباني و الحرب ضد داعش، و هي لم تخضع لضغوطات العالم و الراي العام حول مساعدة اهالي كوباني و كانت تراقب ما يحل بهم دون حراك، لا بل كانت لها يد من وراء الستار في سيطرة داعش على مساحة شاسعة حول كوباني و القرى التي لازال جاثم عليها .
من يتابع تحركات و سياسات تركيا حيال كوباني و ما يجري في سوريا يستغرب من موافقة سوريا لمرور قوات البيشمركة من اراضيها الى كوباني،اليوم و ما شككنا به لم نصله، الى ان توضحت الامور، فالشروط التي تنوي من وراءها تركيا الكثير، من فرض مرور قوة كبيرة نوعا ما من الجيش الحر المعارض الموالي لها مرافقا لقوات البيشمركة الصغيرة العدد نوعاما و باسلحة متواضعة مقارنة مع ما يمكن ان تزود تركيا الجيش الحر بها، يبرز عدة اسئلة في مخيلة المراقب، و من يريد كشف ماوراء نيات تركيا الحقيقية و التي لا يهمها الا السيطرة على كوردستان سوريا باي شكل كان و تريد اسقاط الاسد لتكون لها اليد الطولى في المنطقة و نفوذ كبير على السلطة القادمة لسوريا يُحسب له مقابل نفوذ المحور الاخرعلى اجزاء من المنطقة .
لا يمكن التكهن بشكل كامل بما سيحصل لو رافق الجيش الحر قوات البيشمركة و ماموجود في كوباني من قوات حماية الشعب و نوعية الاسلحة لدى الاطراف مما ستفرض قوة جانب على الاخر، و هذا ما يمكن الاحساب له جيدا .
لا يمكن ان تسمح تركيا لعمل خير دون مصلحتها، و بانت اليوم ما تنويه بشكل او اخر من خلال ما تريده من فرض شروط و ما وراء الشروط هو مصلحته الاستراتيجية و ليس محاربة داعش، مرافقة قوات الجيش الحر الى كوباني و بالاسلحة التي يمكن تزودهم بها تركيا ليس لسواد عيونهم بقدر امكانهم من السيطرة على هذه المدينة و الرقعة الشمالية من كوردستان سوريا لاغراضها و اهدافها المستقبلية، يجب الحساب له من قبل القوى الكوردية بحذر شديد .
بعد المواقف التي ابدتها تركيا ازاء ما يجري في كوباني خلال اكثر من شهر، و ما تحايلت و تجاذبت مع التحالف ليس الا لفرض شروطها و هذا ما تفعله الان، لن يدعنا ان نستريح لموافقة تركيا على ارسال قوات الجيش الحر مرافقا مع البيشمركة المحدودة العدد، و لكن الكورد ايضا لهم ما يقرا ماوراء افعال تركيا، و يجب العمل وفق كل الاحتمالات، و عليهم الحساب الدقيق لنوايا تركيا و مدى محاولتها لفرض الجيش الحر على كوردستان سوريا من منفذ كوباني و تريد ان يخرج الكورد بعد التضحيات الجسام و الاستبسال و الشجاعة عديمة النظير من المولد بلا حمص كما يُقال .
الحذر الواجب من قبل الكورد لتلافي استثمار بسالة ابناءهم من قبل تركيا لاغراض سياسية توسعية و في صراعاتها في المنطقة و على حسابهم لامر هام و هدف اني يفرض نفسه على الجميع .
من الخطوات العسكرية و السياسية الواجبة اتخاذها من قبل الكورد هو؛ الحسابات الدقيقة للحجم و الاسلحة و النية الحقيقية للقوة المرسلة و بفرض من تركيا، عدم السماح لهذه القوة الانتشار بحرية و يجب مرافقة القيادة الكوردية و قوات وحدات حماية الشعب لهم و فرض قيادة مشتركة معهم و منع تحركهم بحرية، او اصدار اي اوامر حركة يجب ان يكون بالتعاون، عدم السماح لتواجدهم بشكل جبهة و انما توزيعهم و محاولة كسب ودهم بعيدا عن ما تنويه تركيا ان كانت تريدهم في تحقيق اهداف اخرى لها، و التنسيق المراد من اجل توجيههم نحو الهدف الرئيسي وهو محاربة داعش قبل اي شيء اخر، الحذر و المراقبة التامة لهم و لحركاتهم و تنسيقهم مع تركيا، و الحذر من اندساس المخابرات التركية في تلك القوة و ما يمكن ان تفعله في الاوقات الحساسة و منع اية خطوة يمكن ان تفيد اهداف تركيا من فرض مناطق عازلة او حركات يمكن التنسيق و الترتيب مع داعش كما يشك الجميع بتركيا في هذه الناحية .
و قبل اي امر اخر، لابد للقوات الكوردية من اهلنا في كوباني و البيشمركة ان يتاكدوا من ان يكون ميزان القوة بين الجهات الموجودة في كوباني لصالحهم و يضعوا امام اعينهم ان يتمكنوا من السيطرة على الارض في اي طاريء يحصل و بوقت قياسي، و بكل تلك الترتيبات يمكن ان يُسحب البساط من تحت ارجل تركيا التآمرية التي تريد شيئا و تعلن عن غيره.[1]