نحن امام اهمال كوردي لما يحدث في كوباني
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4601 - #12-10-2014# - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
بعد شهر تقريبا من استبسال الابطال في كوياني و نحن نتابع القيادة الكوردية و ما هم عليه في كوردستان الجنوبية من الوضع المتازم حقا، فالصراع دائر على قمته بين الجهات الرئيسية، و مزجوا الصراع و التنافس الداخلي مع الواجب القومي و الوطني، افرغوا جعبتهم من المباديء الاساسية التي كانت يستند عليها الكورد في ثوراتهم، و اليوم لم نلمس موقفا واضحا نابعا من الروح الوطنية و القومية للقيادة الكوردية في هذا الجزء من كوردستان، و جل ارائهم مبنية على ما تقع فيه كوباني و ينتظرون ما يفيدهم في النتيجة، عدا ما يراهن بعض منهم على سقوطه كي يكون هو طرفا في ادراة كانتونات غرب كوردستان على حساب الهدف القومي الملح الذي يفرض تحاشي الصراع الحزبي و المصالح الحزبية الضيقة في هذا الوقت، و للاسف لازال البعض يتكأ علي مصلحته الشخصية و الحزبية فقط في كل خطوة يخطوها . الحزب الديموقراطي الكوردستاني و حلفائه من احزاب الفنادق من كوردستان الغربية ينتظرون بتلهف سقوط كوباني و ةسيطر داعش عليها و من ثم ينتظرون تركيا لتتصدق عليهم في المشاركة في كوردستان الغربية تابعين منفذين لاوامرها و على حساب ارض و عرض و تاريخ الكورد، و يبغون ان يكونوا تابعين دائما ، و في المقابل لم نر من الاحزاب الاخرى في جنوب كوردستان الا الهوسة و الهرج و المزايدات الاعلامية فقط و التي لاتضعف ولا تسمن في حال و كوباني تحت اشرس ضغط من اوحش عدو على الارض .
في جنوب كوردستان، نحن امام مواقف عجيبة دون حراك ملموس لما تتطلبه الاوضاع المزرية لغرب كوردستان من كافة النواحي، هناك محورين واضحين احدهما تابع و مشابه لما يريده اردوغان و الاخر يصارعه و يوازي ما تريده الملالي في طهران و كلاهما لم ينبع من نظرة و موقف الكورد انفسهم و ليسوا بمستندين على ما يريده الشعب الكوردستاني .
اصبح الديموقراطي الكوردستاني و حركة التغيير من جهة و الاتحاد الوطني من جهة اخرى و الاحزاب الاخرى لم يبينوا الا ما يريدون ارضاء جمهورهم المحدد به في هذه الفترة دون بيان استراتيجية معينة . لازالت العلاقات الكوردية العراقية متازمة و هذا يقع لصالح تركيا و محورها و ربما هي التي تدفع سرا بعدم افساح المجال لعودة المياه الى مجاريها الطبيعية في هذا الجانب و عودة العلاقات المطلوبة، و هي التي تلائم هذه المرحلة على الاقل . اصبح الديموقراطي الكوردستاني اسيرة السياسة التركية بعدما وضع كل البيض في سلتها و ابتعد كثيرا عن المركز، و هو يحاول جاهدا ايجاد طريق للخروج من المازق و لكن دون جدوى، نتيجة لتشابك المعادلات و ما وضع نفسه فيه ليس لصالحه و لا لمصلحة الكورد ابدا، و ما حصل و بانت من المواقف الشريفة لتركيا! اثناء توجه داعش لكوردستان خير دليل على حفاظها على العهد و الوعد مع الديموقراطي الكوردستاني دون اي نكث او خلاف .
ما نحن فيه من كوردستان و من الصراع المتخلف و الشقاق الكبير له التاثير المباشر على الحركة التحررية الكوردستانية في كوردستان الكبرى و في جميع اجزائها . تمكنت الدول المجاورة اللعب بقادة الكورد و وضعوهم في موقع لا يمكن ان يفكوا القيد من معاصمهم و يبقون تابعين بعيدين عن الشعب الكوردستاني طالما قيدوا انفسهم بسياسات المحتلين و وقعوا في الفخاخ .
ما نراه من مواقف مؤسسات اقليم كوردستان من رئاسة الاقليم و السلطة النفيذية و البرلمان شيء مخزي بشكل يسجله التاريخ عليهم، و من الواضح ان الاحزاب هي التي تسيٌرهم و اصبح الاتفاقيات السرية هي تقود هذه المؤسسات و تجهز عليه و لم نلمس منها ما انتظرناه في هذا الوقت العصيب . هل من المعقول ان ترى اخاك يُقتل و لم تساعده لان المعادلة لم تقع لصالحك و ستكون الاحزاب او ما يمكن ان يُسموا بالمرتزقة في موقف ضعيف و لم يكن لهم موضع قدم بين الجماهير الكوردستانية في غرب كوردستانلو نجح اهل كوباني في الدفاع و الصمود .
اذا اثبتٌ انت فشلك في ادارة هذا الجزء من كوردستان و انت تحكمه اكثر من عقدين، لماذا تمنع الاخر الاكثر ادارة و صلاحا و امكانية عقلية و ادارية و نجاحا في تحقيق اهداف هذا الشعب المظلوم ؟ الايام تثبت ان من يضحي و يؤمن بقضية الامة الكوردية هو الذي يقود الامة و يصلها الى ضفاف المجد و بر الامان اليوم كان ام غدا، و لم يبق للفاشلين الا عض الاصابع و الخذلان.[1]