اللااستراتيجية اوباما هي الاستراتيجية الامريكية بعينها في المنطقة
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4568 - #08-09-2014# - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
انها استراتيجية بعينها عندما يعلن الرئيس الامريكي اوباما بانه ليس لديهم استراتيجية للوقوف امام داعش، و هذا اعلان صريح عن التعامل الاني مع ما موجود على الارض و يحصل التغيير لديهم من التوجهات وفق ما يتغير كما حصل من قبل، لم يتحرك اوباما عندما وصل داعش مشارف بغداد بينما تحرك مسرعا ليس له مثيل عندما غير داعش توجهه نحو كوردستان، اي، كلما كان تحرك داعش لم يؤثر على التوجه الامريكي لن يكون عليه غبار، و في حالة قلب الطاولات لا تسمح امريكا بها، هذه استراتيجية انية و ان لم يكن تكتيكا متحركا لمدة ليست بقليلة .
اليوم هناك صراع دامي محتدم في سوريا، و العراق على ابواب تشكيل حكومته، و كل ما تريده امريكا تقدم خطوة من اجل بيان وضوح افقها و ما يكون عليه مستقبل المنطقة على الاقل من جانب واحد و هو العراق بالذات كي تتحرك هي نحو الاهداف الاخرى، و عدم وجود الاستراتيجية يعني؛ في ظل هذه الظروف الموجودة في سوريا و منبع داعش الموجود فيها لا يمكن تحديد الخطوات الاستراتيجية الابعد . اي اعتبرت امريكا و اتعضت من اخطائها من العراق، و سلمت العراق لايران على طبق من ذهب بعد هذا العدد الغفير من تضحياتها فيه، و لا يمكن ان تعيد ما فعلت و تقدم سوريا دولة قوية امنة خالية من داعش، و ان كانت هناك معارضات اخرى و ستبقى ضعيفة مقارنة لداعش، الى ايران ايضا و يكتمل به الهلال الشيعي الذي يبقى خطرا داهما على المنطقة و حلفاء امريكا .
بيان و اتخاذ اية خطوات استراتيجية يحتاج لعوامل و وسائل و وضوح في الرؤية و المراد الوصول اليه من الاهداف و الاحتمالات و تحديد المقررات و كيفية تنفيذها . و الاستراتيجية ليست كتكتيك، يمكن ان تفرز اسوء الافرازات السلبية ان اتخذت خطوات بالاتجاه الخاطي، ان كانت هناك معضلات لتحقيقها بالوجه الصحيح و بصورة مكتملة . اليوم ان كان الهدف انهاء داعش فممكن الحدوث، و لكن ماوراء ذلك هو الهدف الاستراتيجي الاهم، اي انهاء المعادلات التي خلطها داعش و باي شكل و يقع لصالح من، فامريكا و ان اعتكفت على بناء تحالف قوي في مواجهة داعش لا يمكن ان نتصور بانها تخطو خطوة واحدة ان كانت غير متاكدة من مصير المنطقة و ما تكون عليه، و ان كانت لم تحقق اهداف اخرى مع سقوط داعش، و ان تتفق مع المتحالفين و الاطراف المؤثرة الاخرى على امور و مواضيع و قضايا اخرى تهمها كالمفاوضات الجارية حول النووي الايراني، و ما تحققه من التواصل مع الاطراف من اجل التوصل الى صيغة لسوريا مابعد داعش، و الاخذ بنظر الاعتبار ما يهم روسيا، فان لم تكن هناك روسيا التي لها الدور الاكبر فيها كطرف يمكن ان تحدث فوضى او تخرب الملعب ان لم يدعوها ان تلعب مثلما فعلت في سوريا بعد اندلاع الثورة فيها . هذه استراتيجية بعينها باسم اللااستراتيجية، و انما الاعلان عنها خطاب لمن يعتقد بان امريكا لم تفكر فيما بعد داعش، و اللااستراتيجية المعلنة تعني انها لن تسير للنهاية ان لم تتيقن من النتيجة النهائية مسبقا .
عندما نلاحظ ان الامور و القضايا المصيرية لهذه المنطقة مربوطة مع بعضها بقواسم مشتركة تهم كل المعنيين، فانها تحتاج لاستراتيجية و عمل معقد و من عدة جوانب ليُسمى استراتيجية عامة لاي مهتم في المنطقة و ليس لامريكا وحدها، فما بالك لامريكا المهتمة و المتدخلة بصورة مباشرة و ان كانت المنطقة خطر احمر لمصلحتها الاستراتيجية المصيرية .
اذن، الاستراتيجية التي اعلنها اوباما و سماها باللااستراتيجية غير مكتملة في ظل التعقيدات الموجودة في العراق و سوريا و لبنان و اليمن و اوكرانيا علاوة على المفاوضات الايرانية مع امريكا و ما يجري سرا من اعادة تنظيم لما مر من العلاقات المتوترة و ما اثرت العقوبات على ايران، و كما هي حال ايران التي لا تريد ان تخرج من اعادة ترتيب المنطقة خالي الوفاض .
ان كان كل طرف مهتم بالمنطقة ليس لمصلحة اصحاب المنطقة بذاتهم، و ان كانت المصالح الذاتية للاطراف المهتمة و المتدخلة هي التي تدير المنطقة فلا يمكن نتصور ان تكون مصالح اصحاب الارض و المشكلة بذاتها من الاولويات اكثر من ما يهم تلك الاطراف بالخصوص من المصالح الذاتية، فلا يمكن ان نعتقد بان الدماء التي تسيل من شباب العراق و سوريا و ما يفعله داعش من فضائع ان تحرك شعرة من اصحاب المصالح ان لم يتقنوا ما يريدونه من النتائج قد تتحقق ولما يمكن الوصول اليها في المنطقة . فلننتظر ما تفعله امريكا باستراتيجيتها الجديد التي تاتي بعد ان خسرت كثيرا من اللااستراتيجية الحقيقية و كانت تسميها الاستراتيجية البعيدة المدى بعد اسقاط الدكتاتورية العراقية حقا.[1]