#بشار العيسى#
حين يرتجف الطغاة هلعاًَ في أكفان ضحاياﮪم الأباة
الصورة : في القامشلي عشرات الآلاف من الكرد والعرب والسريان ينتظرون وصول جثمان الشهيد الشيخ معشوق الخزنوي على دوار طريق الحسكة وامتداد الطريق العام، يكتمون غضبا يكاد يتفجر وألما يعتصر القلوب، يطل عليهم وفي عيونهم الدامية ، تمثال فارس من على صهوة جواد بقاعدة مرمرية عالية. ليس التمثال لأحد أبطال التحرير الوطني وليس لأحد صانعي الاستقلال السوري ولا لأحد الشهداء الذين حرورا الجولان المحتل منذ 38 سنة كما أنه ليس لأحد أبناء المدينة ممن خلد التاريخ ذكرهم وهوليس لأحد الفلاسفة أو المفكرين وليس الفارس ممن قدم خدمات جليلة للوطن أو المواطن حتى أنه لم يخدم الجندية اسوة بغيره من المواطنين مع أنه يحمل رتبا أهديت اليه اهداء كما أهديت اليه الكثير من الأشياء بينها سيارات فارهة وبنادق مذهبة سريعة الطلقات. وهو الشاب عينه لم يعرف عنه أن دفع ضريبة ما كسائر المواطنين السوريين، ولو ليرة واحدة. ميزته الوحيدة أنه الابن الأكبر لحافظ الأسد والشقيق الأكبر لرأس السلطة في دمشق بشار الأسد. قضى في حادث سير باحدى سياراته السريعة الفارهة التي استوهبها من مال الشعب كغيره من أبناء المسؤولين للسلطة الاستبدادية الفاسدة لنظام البعث.
لم تتكحل عيناه ولا عينا والده حافظ بترابات الجزيرة الكردية ولربما قضى الرجل وهو لا يعرف أين موقع الجزيرة من الخارطة السورية، اذاً ما هي موجبات وجود تمثال له بهذه الفخامة في الجزيرة؟ أوبالأحرى، ما موجبات وجود تمثال له في أي مكان ما من أرض سورية؟! ألاستفزازالبشر والحجر؟ أم لتشويه المدينة الأجمل في عيون أهلها بالطغيان الفجّ؟ الجواب ما الذي كانت تفعله العشرات من صوره وتماثيله وأخيه وأبيه في لبنان؟ والتي هربت في لحظة ذلّ أحمق لتمادي الاحتلال السوري في غيّه الأرعن.
البعث /الفساد، والعبث
تناقلت وكالات الأنباء خبرا أن عناصر من الجهاز الأمني الذي يرأسه آصف شوكت صهر الرئيس الأسد أطلقت النار في قلب دمشق على ابن جميل الأسد، عم الرئيس بشار الأسد على خلفية ابتزاز الصهر لابن العم حول خلاف التركة المالية التي خلفها المرحوم جميل الأسد والتي تقدر بخمس مليارات من الدولارات، أي ما يعادل 250 مليار ليرة سورية أي ما يعادل مجموع رواتب ثلاث وثمانين ألف مهندس سوري خلال عشرين عاما كاملة من العمل المتواصل، علما أن السيد جميل الأسد لم يعمل في حياته غير السلبطة والخوات شيئا آخر .
كما وأن الأنباء الرسمية عينها، أفادت أن السيد محمد مصطفى ميروالمجرم الذي أحرق سجن الحسكة عندما كان محافظ المدينة قبل أن يصبح رئيس وزراء اصلاحات بشار الأسد على 57 موقوفا من القومية الكردية الغالبة في المحافظة, خسر في افلاس شركة واحدة، مجموعة الديري مبلغا يقارب العشرين مليون دولار أي ما يعادل مليار ليرة سورية أي ما يعادل مجموع رواتب 350 مدرسا خلال عشرين سنة من العمل المتواصل.
الجريمة، جريمتان
لم تكن المسرحية السخيفة التي حاولت بها السلطات السورية احتقار الرأي العام في جريمة تصفيتها للعلامة الكبير الشيخ معشوق الخزنوي، محاولة للتغطية ولا تهربا من المحاسبة حينما عرضت شريطا تلفزيونيا يستفز الجماهير الكردية ويستخف بتلك العربية و بالمشاعر الانسانية وبالعقل البشري، لم تكن المسرحية مستوحاة من خيالات أرسين لوبين، بل أرادت السلطة بعنجهية وتشف أن تعيد اغتيال الضحية مراتأ ومرات لأن غريزة الوحش الحيواني للسلطة لم ترتو بعد، لأنها كانت ترمي الى فتنة دموية تستهدف الوحدة الوطنية بين العرب والكرد، فتنة تستولد بها شرخا أهليا حينما حاولت اصطياد الناس والمشاعر الى حقل ألغام لئيم بين ديرالزور والقامشلي واذا كانت الجماهير الكردية ونخبها الواعية لفخاخ السلطة وجرائمها قد فوتت عليها الفرصة هذه المرة فأن الأيام القادمة ستظهر أن السلطة لم تفقد الأمل فيما تصبو اليه.
ففي الوقت الذي كانت أبواق السلطة تروج لسياسات انفتاح داخلية، أقدمت أجهزتهاالأمنية في دمشق على فعلتها الدنيئة باختطاف بغرض التصفية الشخصية الوطنية الكردية التي تحظى باحترام عام،لتألقه الكارزمي وروحه السمحة وأفكاره النهضوية واجتهاده الديني في روح النص . بعملية أعادت الى الأذهان تلك الجرائم التي كانت تمارسها بحقد ومتعة، الثقافة الاستبدادية المتخلفة للأنظمة الفاشية وزمرها المسعورة من الأجهزة الأمنية المتوحشة مما تزخر به لاعقلانيات كتب التاريخ عن سطوة نظم القرون الوسطى.
لم يكن الشيخ معشوق يحمل سيفا ولا بندقية سريعة الطلقات ولا كان الرجل يتمترس من خلف الدبابة ولا جيوش جرارة داخلية أوخارجية تتقدمه، ولا كانت في فلسفته وفكره مما يوحي بالعنف أو بالقوة في مواجهة الاستبداد لايمانه العميق أن الحق ينتصردائماعلى البغي بوسائل لا تقوم على القوة المادية.
لم يكن الشيخ الخزنوي زعيما حزبيا ولا كان قائدا سياسيا, كما لم يكن معارضا بالعنف لسلطة الاستبداد ولم يكن الرجل خصما لنظام دمشق بقدر ما كان ناصحا مخلصا ومحاورا عقلانيا لهدف وطني يشغل فكره ووجدانه، انقاذ ما يمكن انقاذه من الوطن الذي يتدمر يوميا بالفساد والاستبداد.
امتاز الشيخ الخزنوي عن غيره من رجال الدين بخروجه عن وعلى المؤسسة الدينية التي أرسى نظامها الصوفي وموازينها الدينية، جده الشيخ الخزنوي الكبير، لأن الشيخ معشوق حسب رأي الباحث وائل السواح كان يرفض الإسلام السياسي ويرى أن الإسلام يمتلك منظومة أخلاقية من العدل والمساواة والشورى وإصلاح شؤون الناس، ولكن «هذا لا يعني أن نصل إلى حد الادعاء أن لنا في الإسلام نظاماً سياسياً متكاملاً تجسد في سياسة النبي (صلى الله عليه وسلم) وخلفائه في قيادة مجتمعاتهم كما يحلو لبعض الإسلاميين أن يدعيه». ويضيف أن الإسلام السياسي يناقض نفسه حين يدعو إلى فكرة الحاكمية لله. ويقتبس من الحديث الشريف قول النبي لأحد قادته: «فإن هم أنزلوك على حكم الله فلا ترضى فإنك لا تدري أتصيب حكم الله أم لا ولكن أنزلهم على حكمك».
ولأن الشيخ الخزنوي كان يرى أن المسلمين ليس عليهم فقط ألا يتحرجوا من «العيش مع أي نظام علماني ديموقراطي يؤمن بفصل الدين عن الدولة,» بل عليهم أن يدعوا هم إليه، لأن «الإسلام دين الله وهو أسمى من أن يكون مطية لطاغية أو شماعة لجرائمه كما حصل خلال التاريخ وإننا اليوم بحاجة ماسة إلى أن نضع الحكام أمام مسؤولياتهم وننأى بالدين عن تصرفاتهم لتتمكن الشعوب من محاسبتهم ومحاكمتهم، فقد ولى عهد الأباطرة الذين كانوا يخدعون شعوبهم بأنهم يحكمون باسم الله.»
ويطالب الخزنوي، إلى ذلك، بإجراء «مراجعة حقيقية» لقانون الأحوال الشخصية الذي «مر على اكتمال تدوينه قرابة خمسين عاماً، ويمكن القول الآن إن كثيراً من بنوده لم يعد يلبي المصالح العادلة للناس».
لا غرابة اذا أن ترى فيه سلطة من نوع تلك السورية خصما وخصما عنيدا لأنه يبني للمستقبل على أساس مصالح الجماعة والجماعة وحدها.
أما المسرحية البوليسية الرخيصة التي قدمتها السلطة للغز اختفاء ومقتل الشيخ الخزنوي كما حاولت لتغطية جريمتها في اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحرير وكما فعلت سابقا بجرائم عديدة لبستها دمى مقهورة متواطئة على شاشات التلفزة أثناء سنين القهر في بدايت الثمانينات الحالي تدفعنا لأن نتساءل لماذا أقدمت السلطة على فعلتها الجبان هذه وبهذا الشكل الجديد في سلسلة جرائمها ؟.
بارتكاب هذه الجريمة البائسة بحق رجل تعرفه هي أكثر منا جميعا، اذ لم يكن الشيخ من أولئك الذين يتوارون عن الحق بالقول أوالوضوح بالموقف. خاصة وأنه كان يشغل موقع نائب رئيس مؤسسة الدراسات الاسلامية التي يرأسها الدكتور محمد حبش حصان طروادة السلطة السورية الى الجماعات الاسلامية ورجلها بامتياز؟.
لا نملك أجوبة شافية على هذه الأسئلة وان كنا نتلمسها في نهج الطغيان لسلطة البعث بتاريخها الجرمي المليء بالجثث في مسيرة آلام الشعب السوري منذ أكثر من أربعين سنة كردا وعربا.
ليست كردية الشيخ الخزنوي وحدها سببا كافيا رغم محاولة البعض من قوادي السلطة وأجهزتها اغتصاب الشيخ حتى قوميته الكردية وفي سوريا ثلاثة ملايين من قومه الكرد، يمارس على الأقل أكثر من نصفهم السياسة بمعارضة النظام سلما وبعناد منذ اليوم الأول لوصول البعث الى السلطة.
كما أن المهابة الكارزمية لشخصية الشيخ الخزنوي، وحدها، لا تشكل سببا مقنعا لجريمة القتل الفاحشة هذه، لسلطة سجنت لسنين طوال شخصيات وكوادر حزبية كردية وعربية من مختلف أطياف المعارضة السورية وخصومها ولم تقتل أحدا بالطريقة التي قتلت بها الشيخ اذا استثنينا الشهيدين فرج الله الحلو، أيام عبد الناصر و صلاح جديد، في عهد حافظ الأسد، اللذين قضيا ليس بفعل التعذيب,الممارسة اليومية في أقبية تحقيق الأجهزة السورية وانما بالتصفية الجسدية، بقرار سياسي، من نوع الاغتيال السياسي الذي يقطع الطريق علىأخطار محتملة من الخصوم المحتملين في ظروف يقدرالطغاة دقتها، لأن الاستبداد والمستبد يرتجفان هلعا من كاريزما الأباة أصحاب كلمة الحق.
كلمة الحق في وجه السلطان الجائر
بعيدا عن التبسيطية التي أراد بها المراقب العام للاخوان المسلمين علي صدرالدين البيانوني، البناء بالمصادرة على معزوفة تصريحات اعضاء ادارة منتدى الأتاسي في عودتهم المشكورة من الاعتقال التي حاولت بها السلطة التغطية على جريمة اغتيال الشيخ الخزنوي. نقول ذهب الشيخ الخزنوي ضحية، وشهيد، كلمة الحق التي أراد بها نصح السلطان الجائر، كلمة الحق التي استخلصها الشيخ من اجتهاده في الدين « فأينما وجدت مصلحة العباد، فثم شرع الله». لقد اجتهد الرجل في مصلحة الجماعة ومن أحق بجماعته من بني قومه القائم بين ظهرانيهم وقد رأى بأم عينيه رصاص السلطان الجائر باستبدادية فاشية يتوجه الى صدور ورؤوس أهله وبنيه وجيرانه وأخوته الناطقين لغته وهو الخطيب الامام المؤتمن عليهم في مالهم وعرضهم وحياتهم. في#13-03-2004# هال الشيخ ما رآى من الظلم الذي طغى وبغى، ورأى شعبه الكردي يرتسف في العسف وقوميته الكردية ملغاة بالعنصرية ووطنه السوري منتهبا بالفساد وبالادارة الفاجرة. فلبى الرجل نداء عقيدته بفكر المؤمن المؤتمن بأنه آن الأوان للانتقال من العبادات الشرعية الى الأخلاق الشرعية، العبادات باعتبارها عقدا بين الانسان وخالقه الى الأخلاق لاقامة العدل بالعقد بين الانسان ومجتمعه ، حسب تعبيرعبد الرحمن الكواكبي، كردي نهضة بداية القرن العشرين :الاستبداد ريح صرصر فيه اعصار يجعل الانسان كل ساعة في شأن . وهو مفسد للدين في أهم قسميه أي الأخلاق، وأما العبادات منه فلا يمسها لأنها تلائمه في الأكثر. ولهذا تبقى الأديان في الأمم مأسورة عبارة عن عبادات مجردة صارت عادات فلا تفيد في تطهير النفوس شيئا.
أتى الشيخ الخزنوي السياسة من بابها الواسع بالممارسة الميدانية بالعمل اليومي خارج ملهاة الشعارات النخبوية التي تفتقد آليات البناء ووسائل تحقيق الهدف بالبناء على حقيقة الوجود المستقل للمشاكل وحاجات الناس عن ذهنية النخبة المثالية التي تغذي الاستبداد بالعجز والارتكان الى انتظار المعجزات باللهو اللفظي.وتفادى الخزنوي مطبات الحزبية التقليدية القائمة على الشقاق وبعض النفاق لصالح المواجهة اليومية لجهة الانتماء الى الحقيقة القومية لجماعته الكردية في علاقته الجدلية بالوطن السوري متعدد الأقوام والثقافات فانتمى الى الأصل بدل التقاتل على الفروع بتكسيرها وتفتيتها، كما وأنه أجتهد في الدين باعتباره واجبا شرعيا لجهة النظر في مسائل تتعلق بقانون الأحوال الشخصية والعلمانية بفصل الدين عن الدولة للمحافظة على نقاوة الدين بتنزيهه عن أن يكون مطية للطغاة من الحكام وراى في الديمقراطية وجوبا تنظم علاقة الحاكم بالمحكوم بدل التلهي بمسألة الشورى التي تلغي الجماعة الشعب لصالح فئة نخبوية بالنيابة المزيفة.
أن العقلانية التي حشد من وراءها الشيخ الخزنوي فلسفته الحياتية جعلته بمنأى عن الخطابات العاجزة التي حاولت النخب السورية استرضاء السلطان بها من نوع رفض الدبابة الأمريكية أو مد اليد الى الخارج الأجنبي لعلة فيهم لا لجريرة في التعاون الدولي استهدافا للمشترك العام لما فيه مصلحة الشعوب وروح العصر بالقطع والحجر على نظم الاستبداد والفجور والقمع والقهر الداخلي.
قضى الشهيد الخزنوي فداء الأزمة التي دخلها النظام السوري في المستويات التالية :
_جعلت انتفاضة الشعب الكردي في سوريا 12/ #13-03 2004# من الجماهير الكردية الرافعة الأساسية للعمل الوطني الديمقراطي السوري .
_الأزمة التي أدت الى القرار1559 وطرد النظام السوري ذليلا من لبنان بعد احتلال دام 39 سنة
;اشتداد الضغط الدولي على النظام النظام السوري باعتباره آخر وأسوأ أنظمة الاستبداد في الشرق الأوسط باتجاه التغيير ،رغم استهلاك السلطة لكل التنازلات التي حاولت تقديمها لاسرائيل وأمريكا ولا زالت تقدمها دون جدوى.
_الرعب الذي تعيشه الرموز الفاسدة للسلطة السورية من البعث والأجهزة الأمنية وأسرة الأسد مما حدث في العراق على الثروات الهائلة التي راكموها من النهب من المال العام ومن لقمة الشعب الفقير.
_لقد أصبح واضحا لدى النظام أن القرار الدولي بالتخلص منه قد أتخذ وبقيت المسألة في صراع مع زمن التنفيذ وما يقلق النظام هو من أية زاوية وبواسطة من سينفذ هذا القرار ولئن كان النظام يدرك أن القوى المحلية التقليدية أعجز من أن تنجز نقلة نوعية في قدراتها وهممها تبقى تلك القوى المجهولة منها هي التي تقلقه أكثر من غيرها في مناخات الصلات الأمريكية بأوساط من المعارضة ليس الغادري الا واحدا منها ولن تكون تصريحات رفعت الأسد بالعودة الى سوريا أقل من المسمار ما قبل الأخير في نعش السلطة الفاسدة والتي كان رفعت رمزها المعبر وخصمها المرشح لتفكيكها لقدراته المالية وعلاقاته التاريخية القادرة على تفسيخ البيت الداخلي من أساساته.
_من هنا تبقى لشخصية كارزمية مثل معشوق الخزنوي بخطاب عقلاني توحيدي للصف الكردي بعلاقاته الدولية المحترمة ومكانته الدينية غير المشكوك فيها الدور الكامن الذي تحتاجه سوريا ليس لاحقاق الحق الكردي بالاعتراف به بقوة الحضور بالدستور وحسب وانما يتجاوز الى أن يكون الرافعة الأساسية لأي تغيير وطني منشود لسوريا اذا ما استطاعت القوى الديمقراطية التخلص من حسابات السوق اليومية القائمة على حساسيات محدودة الطموح للأسف لا يتجاوز مناكفاتها الحزبية والتي تعرفها السلطة جيدا وبذكاء.
أن جريمة اغتيال الشيخ الخزنوي والمهزلة البوليسية الرخيصة التي تحاول بها السلطة وأبواقها تضليل الرأي العام، ليست سوى الضلالة والرعب اللذين تتخبط بهما سلطة عصابات الاجرام المتنفذة في دمشق بعدما أفلست من كل المراهنات وتكاد تتهشم على عجزها.
هل آن الأوان لأن تتعلم النخب السورية السياسية والثقافية والمجتمعية درسا في التاريخ والسياسة من لبنان؟ هل آن لهم أن يتعلموا من موقف قضاة مصر ومن حركة كفاية؟ طالما هم أعجز ما يكونون أن يرتقوا الى المستوى اللبناني بالنزول الى الشارع كما تفعل الجماهير الكردية ونخبها الأبية!؟
أن شعبنا السوري بعربه، وكرده، مسلميه، ومسييحيه، علوييه، ودروزه، يزيدييه، وسريانه، اسماعيلييه، وتركمانه، مدعو اليوم الى مراجعة جدية والى وقفة مع الذات بمسؤولية تجاه أجيال المستقبل من أبنائه وعلى نخبه السياسية والفكرية والطلابية أن تتقدم الى ساحة العمل الميداني وأن تقوم بأرشفة كاملة لتنظيم لوائح جرمية بالمجرمين من مسؤولي البعث والأجهزة الأمنية والمسؤولين الاداريين لملاحقتهم أما المحاكم وفضحهم أمام الهيئات والمؤسسات الدولية كما وأنه أصبح ملحا تنظيم وكالالت شعبية لمقاضاة المجرمين على أفعالهم.
علينا أن نجيب معا على السؤال الذي أصبح ملحا ألا تفرض الجريمة التي ذهب ضحيتها الشيخ الخزنوي والتضحيات التي يقدمها الكرد دما ومعاناة والتدمير الذي يلحقه الطغاة بالوطن رؤية الطريق الصحيح لانهاء هذه الثلة الحاكمة التي ترتجف في أكفان ضحاياها بآليات أكثر فعالية وأقرب الى تحريك الناس؟ [1]