لماذا ابواب تركيا مشرعة على مصراعيها لمن ينضم لداعش
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4541 - #12-08-2014# - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لم يمر احد و يعبر الحدود متوجها الى مناطق الحرب في سوريا و العراق و ينظم الى داعش الا و يتوجه الى تركيا كما اعترف الارهابيون بانفسهم قبل ان ندعي نحن هذا الامر . على الرغم من الفوضى المنتشرة بين الحدود السورية التركية الا ان الجانب التركي محكم بشكل لا يمكن ان يعبر احد منه الى سوريا دون غض الطرف من تركيا، و الدليل ان الحدود التركية مع اقليم كوردستان اعقد و اكثر وعورة الا ان سيطرة تركيا علىها بشكل لا يمكن ان يُقارن بما يحصل في حدودها مع سوريا ، و يمكن وضع علامة تعجب على مجموعة من الامور التي تحصل في هذه الدائرة الضيقة من الحدود التركية السورية العراقية في هذا الوقت الذي تغلي فيه المنطقة منذ سيطرة داعش و ازالتها لمساحات واسعة من الحدود المثبتة منذ انتهاء عصر الاستعمار .
الصراعات التي وزعت دول الاقليم الى محاور تدلنا على ان موقف تركيا مما يحصل واضح بعد فشل محاولتها لاعادة امجاد العثمانيين اثناء ثورات الربيع العربي و فشلت فيما نوت و عملت من اجلها الى حد كبير، و من ثم انطوت و تراجعت الى دورها الكلاسيكي و حفظها على موقع ما فيما يحصل في حدودها الاقليمي دون التعلي، او عرفت قدر نفسها في الوقت المناسب بعد ان جست نبض المنطقة و ما هي عليه من الظروف الموضوعية .
اليوم، و بعد التدقيق من دورها المباشر في الثورة السورية و ما وصلت اليه، وهي دور تركيا في الجار الاقرب من الدول الثائرة، و ما فيها من المكون الكوردي الذي له اتصال مباشر بالامن القومي التركي، نراها نشط و بارز في دورها من الفرق المحاربة لا بل داعمة مباشرة و حاضنة و مشرفة على من لها المصلحة الضرورية المباشرة في نجاحها من عدة جوانب، منها: بقاء الكورد على حالهم او على الاقل بقائهم في مساحتهم او منع وصول تداعيات نجاحهم على ابناء جلدتهم في تركيا لان لهم اتصال مباشر و متداخل معهم، و المحاولة الحثيثة في ان تقع الثورة على شكل يسيطر عليها من يكون قريبا من توجهات تركيا في المنطقة، و الاهم هو منع الخلط او التواصل المباشر الموجود بين المقاتلين الكورد في البلدين بطرق شتى، سواء من خلال المتحالفين او بالتدخل المباشر او توجيه الثورة السورية باتجاه ان تمكن ان تهمش القوى الكوردية السورية . و لم تعثر الا على القوى الاسلامية المتشددة بعد فرض سيطرتها على الثورة هنا بشكل جلي و مد يدها الى العراق ايضا بعدما وصلت اليه الجيش الحر من الارتخاء و الضعف و التراجع و سيطرة النظام السوري على زمام الامور في كثير من النواحي و المناطق على الارض ايضا،. على الرغم من ان القوى الكوردية مسيطرة بشكل مطلق على مساحات واسعة من كوردستان سوريا و القوة المعنوية لدى مقاتليهم وقفت تمدد القوى الاسلامية الى مناطقهم مما ابهروا المراقبين جميعا بقوة عزيمتهم و انتمائهم القومي .
تستفيد تركيا من حركات داعش سواء بعلمها و توجيهها ان كانت قادرة على ذلك ولو جزئيا ام من نتاج حركات داعش و تدخلاتها و تطاولها على اراضي تهم تركيا قبل غيرها، او من خلال علاقات تركيا بالراعي الكبير لها اي لداعش ، و هي متشدقة في الحفاظ على مصالحها فقط، و انما تفعل اكثر من ذلك بكثيرللابتعاد عن وضع الدفاع . و ليس بغريب ان تكون ابواب تركيا الحدودية مع سوريا مشرعة لمن هب و دب للدخولالى سوريا، ان كانت تعلم انهم متوجهون للانضمام الى التنظيم الارهابي داعش بعدما تاكدت انها تفعل ما يقع لصالحها، و على الرغم من الحركات و المراوغات و المناورات التي تريد تركيا ابعاد الشبهات عنها . و ليس موقف البغدادي من انتخابات تركيا و اردوغان الا تكتيك اخر و مناورة تركية داعشية و باشراف قطري و جهات اخرى من المحور الاخر بغير مباشر لترسيخ الاعتقاد بان داعش بعيد عنها .
فهل من المعقول ان يكون دبلوماسيو دولة عضو في الناتو تحت ايدي ارهابيين لهذه المدة الطويلة و لم ترى على الاقل موقفا حاسما جديا او محاولة لفك اسرهم طوال هذه المدة، و الاعجب عدم عرض هذه القضية الخطيرة في العرف الدبلوماسي على القوى العالمية، لا بل اهمال الموضوع المتقصد و جعل القضية طي النسيان و ارازها في الوقت المناسب لاسباب تفيد تركيا فقط و من اجل المناورة و الخداع ليس الا . اذا كانت داعش ليس بما نقول من مواقفها نحو تركيا و ما لها من التواصل سريا معها لما شاهدنا لها حركات على الارض او على الاقل موقفا عقيديا نظريا طوال هذه المدة مما يحصل في تركيا من انها دولة علمانية دستورا و واقعا، غير ما ادعاه البغدادي من موقفه من اردوغان و بلحن كلاسيكي رحوم و هاديء دون اي تهديد كعادته . اذا، من المؤشرات التي تصل كل المراقبين فان المحور السني و من على راسه و قيادته و منهم تركيا، لهم ما ينتفعون منه خلال بهلوانيات داعش و اعمالها الارهابية في المنطقة، و هي اصبحت بعلمها او دون ان تعلم الملقط المناسب بيد من يريد تحركهم و توجيههم ولو بشكل غير مباشر . و يحققون اهدافا عالمية و اقليمية على حساب ابناء المنطقة.[1]