اقليم كوردستان بين خيارين صعبين
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4509 - #11-07-2014# - 16:11
المحور: القضية الكردية
الاحداث الاخيرة فرضت على الاقليم خطوات لم تكن متحضرة لها او لم تتوقعها اصلا، فرضت داعش تغييرات كبيرة بحيث اثرت على المعادلات على المنطقة باجمعها، و من ضمنها الرقعة التي يعيش فيها الشعب الكوردي بجميع اجزاءها من جهة و اقليم كوردستان العراق بشكل خاص، كونه اصبح جارا متلاصقا بالدولة الاسلامية الجديدة التي اعلنت من قبل البغدادي . من جراء المواقف اشتدت الاحتكاكات و منها الاعلامية التي تتركز على تبرئة كل طرف من مسؤليتها لما حدث، و يعتمد المركز التصعيد تغطية لفشله الذريع و الذي لم يتصوره احد و المالكي قبل غيره، لذا نشاهد التخبط و القاء اللوم على الاخر و التخوين و الاشتراك في الموآمرة من اجل ابعاد افرازات الفشل الخطيرة عن الذات، و ما تفعله الطموحات التي استبعد تحقيقها، بعد النشوة من فوز الانتخابات بنسبة كبيرة .
بعدما كان العدو الاول للمركز و بهذه الرئاسة و القيادة هو المكون السني، و بعدما سيطرت جهة خارجية على مساحة هذا العدو حسب المركزو نتيجة افعاله و تهميشه و اعتقاده بانه يسيطر على زمام الامور بقوة، فانه يريد توجيه اسباب الفشل الى مكون اخر و الفاق التهم بشتى انواعها، كي يستمر في غيه . بعدما فشل في اعادة النصاب الى حاله و لم و لن يقدر من ازاحة العدو الخارجي المسيطرفي الوقت القريب لوحده، بل خوفه من الوصول الى المركز ايضا، لم يبق امامه الا ايجاد عدو اخر لتشغيل الناس و تصدير التوجهات و الفات النظر للراي العام نحوه لتغطية الفشل الذريع و الخيبة التي اصاب بها، بل سقط نهائيا سياسيا من جرائها .
اليوم و بعد ان تاكد اقليم كوردستان بان عقلية المالكي لم تتغير و لازال على غروره وكما هو، اما انه يحتضر سياسيا او يريد ان يلعب لعبته النهائية كي ينقذ نفسه من الوحل الذي غمر نفسه الى العنق فيه، ما العمل ؟
الخيارات المطروحة امام اقليم كوردستان و الاوراق التي بايديه يمكن استغلالها في الوقت المناسب. بعد قطع المركز رواتب الموظفين في اقليم لمدة طويلة و لحد اليوم، و تمكن الاقليم من احتواء الازمة شيئا ما نتيجة تعاون الشعب، و المضحي الشعب قبل الموقف و ضحى من اجل تحقيق اهدافه الاستراتيجية قبل اي احد، و الا لما قبل بما يجري، و الكل على علم بان المظاهرات و الاحتجاجات التي جرتسابقا و رضخت السلطة في حينه لمطالب الشعب، لم تكن لاسباب اقوى من انقطاع الرواتب عن الناس . لذا يجب ان يختارالاقليم اختيارا صحيحا و دقيقا، الشعب يمكن ان يتقبل الوضع الصعب لو علم بان ما يؤمن به يتحقق في النهاية ،الا انه لم يقبل بالتضحية و يخرج من العملية فاضي الوفاق . الخطوة الصحيحة هو التنسيق مع الجميع دون انقطاع مع اي طرف معتدل في هذه اللحظة، و الحذر من تحويل الخلاف الى خلاف عربي كوردي او كوردي شيعي. اما الطرف السني الذي يشارك في الحكومة الحالية لا يمكن الوثوق به تماما، لاننا اليوم لمسنا موقفهم فلم نشاهد بعد انسحاب الوزراء الكورد اي موقف ايجابي من اي طرف منهم، اي التفرج من بعيد يضر بالاقليم، مثلما نسق الاقليم مع المكون السني لوحدة الموقف في البرلمان كان عليه ان ينسق ايضا في الحكومة ايضا، اي قبل اي قرار يجب دراسة كافة جوانبه .
لو عرفنا المقومات الاساسية المتوفرة و المتطلبات الضرورية للفصل عن المركز ولو بشكل غير رسمي بداية و كشف نوايا المركز و كيفية تعامله مع الاقليم، و فضح نواياه، لتمكننا ان نفرض الامر الواقع و نجري الاستفتاء و نسير على نتيجته. اما الخيار الاخر و هو الصعب ايضا، و يجب ان يكون سريا للغاية و بافعال سياسية مخابراتية مختلفة، محاولة احداث فوضى عارمة خلاقة لنخرج من الازمة كاقليم محققين اهادفنا النهائية، و نبين للعالم اننا شعب مسالم و نريد حياة كريمة و لا يمكننا ان نعيش في الفوضى و به نحقق ما نصبوا. اي تحقيق الاهداف باية وسيلة كانت، لان المركز لم يتعض و يسلك طريق الدكتاتورية الصدامية في تعاملاته، و قد فضح نفسه في اول خطوة . ان كان المركز العراقي عاقلا، لفسح المجال و ساعد ايضا الاقليم في نواياه قبل الاخرين، لانه يقع لصالحه، و الا المكون الاقليمي الاخر لن يدع ان يسيطر مكون واحد على زمام الامور في العراق كله و هو يتفرج على الوضع و تكون مصالحه مهددة .
ان اعاد المالكي النظرفي توجهاته في المحطة الحاسمة اليومقبل الغد، يمكن التعامل معه و ان خضع لامر الواقع يمكن ان يتراحع عن ما ينوي فعله ان قدر عليه، فالاستباق في عمل مضاد قبل حدوثه يمكن ان يفيد، اي حث الطرف الذي يمكنه تغيير المعادلة بشتى الطرق و تحريض على الاحداث التي يمكن ان تشغل المركز في عقر داره، سيظطر المتسلط ان يتراجع، اي لا يمكن الوثوق بانه يعيد النظر في توجهاته بعد التصريحات الا اذا فرضت عليه، و يمكن ذلك بافعال و مواقف شتى . فرقصة الموت موجعة .
اي لدى الكورد خياران؛ ترك المركز و سحب ما لدينا من جميع السلطات و التوقف عن التعامل مع المركز بشكل قاطع و الانتظار لما يؤول اليه، من تعامله مع المكون الاخر، او محاولة ضيق الامر على المركز بكل السبل و اخضاعه مذلا بمتطلبات اليوم . فلدى الكورد قوة شعبية هائلة و تاييد منقطع النظير لتحقيق الهدف الاسمى، و هذا ليس خلافات داخلية كي لا يكون للشعب الراي و الموقف المؤيد للسلطة و بعد تحقيق الهدف السامي و الاستقرار، سيكون لكل حادث حديث.
[1]