ما الموقف المناسب لاقليم كوردستان في هذه المرحلة
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4489 - #21-06-2014# - 00:19
المحور: القضية الكردية
هنا اضغط على نفسي كثيرا كي اتكلم بحيادية اكثر و بعيدا عن المصلحة القومية لابناء جلدتي، و من خلفية انسانية بحتة، حفاظا على الموضوعية التي من الواجب على كل كاتب ان يتمسك بها في طرح اراء و مواقف سياسية تهم الجميع دون استثناء .
على الرغم مما ذاقته ابناء شعبي من المرارة و الويل و من القتل و الضربات المتعددة الموجعة طوال تاريخه، و خاصة منذ انبثاق الدولة العراقية وفق اسس غير عادلة لمكوناتها و بحكم و سلطة و قيادة مستوردة و تابعة للاقلية، لاغراض مصلحية عالمية طوال عقود .
بعد اكثر من ثلاث و تسعين عاما على تاسيس الدولة العراقية، و لازال الوضع الديموغرافي في تغيير مستمر نتيجة عدم توافق المكونات طوال الحكومات الملكية و بعدها المسماة بالجمهورية، و زادت الطين بلة سنوات حكم الدكتاتورية و وصلتها الى الحضيض، بحيث فقدت المواطنة معناها و محتواها في العراق، و فرضت القبضة الحديدية سيطرتها على الشعب و على حساب الحرية و الامان و الاستقرار، و تغيرت الحال العراقي من جميع الجوانب الاجتماعية و السياسية و الثقافية و الاقتصادية ، و طوال هذه العقود لم تستفد الكورد قيد انملة من هده الدولة، الا ان هناك فترات شهدت المناطق الكوردية ما يمكن ان نسميها استراحة مقاتل، و من ثم بدات الصراعات و الاحترابات و سفك الدماء بدون اي وجه حق، و لم يكن دفاعا عن اي مبدا او فكر مطروح من قبل السلطة يمكن ان يلتزم به الشعب العراقيو يدافع عنه و لم يكن من الواجب الالتزام به اصلا، و كل ذلك كان من اجل مصالح ضيقة و نظرة السلطات المتعاقبة لفئات المجتمع، دون التفكير و التامل في معاناتهم و حقوقهم. اي كان بدافع غرور السلطات المتعاقبة الخارجية الصنع و المدفوعة من مصالح الاقليم و القوى العالمية .
بعد اسقاط الدكتاتورية العراقية، جاءت الفرصة المناسبة من جميع النواحي لاعادة الحقوق لاصحابها و يستريح الجميع كل من بقدر مستحقاته، الا ان القوى الداخلية التابعة و الاقليمية و العالمية المتنفذة الجديدة، اخطات و اعادت الغلطة ثانية، و سارت على ما كان يسير عليه الاستعمار البريطاني ابان تاسيس الدولة العراقية في حينه .
بعد اكثر من عقد على سقوط الدكتاتورية العراقية، و العراق يتمرغ في الوحل يوما بعد اخر نتيجة اخطاء امريكا و الخلفية الدينية المذهبية للقوى العراقية التي سيطرت على زمام الامور، اضافة على التدخلات الاقليمية الفضة في شؤون العراق الداخلية .
في البداية، اي بعد سقوط النظام الدكتاتوري العراقي، كانت الفرصة سانحة للكورد ان يتخذوا موافق متشددة و يصروا على تحقيق اهداف مصيرية، و كان بامكانهم تحقيق نسبة كبيرة منها ، و لكن الاحساس بالتقص، و فقدان الخبرة و العقلية الثورية غير المدربة على ادارة الدولة اضاعت الفرص العديدة امامهم، و بقوا كما هم مع تغيير ضئيل في وضعهم السياسي و الاقتصادي .
اليوم نشهد تغييرا جذريا في الوضع العراقي نتيجة مجيء الداعش و القوى المتحالفة معها و استلامهم زمام الامور في مساحة واسعة من المنطقة السنية العراقية، فاجلبت معها تغييرات جذرية في المعادلات السياسية و ما يؤول اليه الوضع العراقي العام، وهو متوقف على مواقف الجهات الثلاث العراقية في المرحلة الحالية و المستقبل القريب، الى ان تستقر الحال على وضعها المتغير حتما بعد الحين . و ما يستوجب فعله من كل طرف مهما كانت النتائج و الدور الذي يمكن ان تؤديه الاطراف معا و كل على حده في التعامل مع الواقع الجديد و ما يتمخض عنه، هو قراءة الحال بالشكل المناسب و علمي دون المغامرة و بعيدا عن العقلية الفردية و اتخاذ المواقف المختلفة الخاصة بما نحن فيه الان .
لنكون صريحين على ابداء الراي حول الموقف السياسي الملائم الذي يمكن ان يكون بعيدا عن الانسانية في حالات، و التي يمكن ان يكون لغاية انسانية مستقبلية بحتة، اي، لا اتكلم عن الغاية تبرر الوسيلة ابدا، و انما عند التوقف فيما حل بالكورد في العقود السابقة، يفترض على الساسة العمل على ايجاد طرق و وسائل و الوصول الى واقع و حال، تمنع عودة الاوضاع الى ما كانت عليه سابقا، اي مهما كانت الوسائل و نوعيتها و المواقف و ما تنتج او تتسرب او تفرز منها، فلابد من الاخذ العبرة من الماضي و العمل بالعقل لا بالعاطفة، و يجب ان نتعامل مع الاحداث وفق ما تفرضه المصالح العليا ايضا و بخلفية انسانية و ما يمكن ان نعتمده من الطريق المكن سلكها في الحصول على التامينات و الضمانات الحديدية القوية لبقاء الواقع الكوردستاني على خطواته المستقيمة دون رجوع . اي، في الوقت الحالي نحتاج الى معرفة ما تنويه الاطراف الاخرى جميعا دون التفريق بينهم مهما كانت خلفياتهم، و عليه نبني المواقف نحن الكورد استنادا على تاريخنا النظيف و بنظرتنا الانسانية المعلومة عنا، و العفو عند المقدرة شيمتنا كما يعرف العالم، و لكن يجب ان لا تؤدي الشيمة و العاطفة الى خراب البيت مستقبلا و يجب ان لا تؤدي هذه السمات الحسنة الى اتخاذ مواقف مرحلية سطحية دون النظر الى الافق السليم، اي، اليوم نجد الفرصة الاخيرة للعمل العقلاني و التعامل مع المعادلات المعقدة التي طرحت بعد احداث الموصل و المناطق الاخرى.
الموقف المناسب يجب ان يتوازى مع المنال من المتطلبات التي تؤمن المستقبل الكوردستاني مع اي كان، و الموقف يجب ان يَبنى على ما يمكن ان نحصله من الضمانات السياسية و ما يمكننا من تحقيق الاهداف الاستراتيجية النهائية في اخر المطاف و في الوقت المناسب . لا عودة الى الوراء، هو الشعار المناسب و التعامل العقلاني مع الاحداث و معجميع الاطراف دون استثناء، التخطيط و البرمجة السليمة للخطوات الداخلية و التعامل مع المستجدات و التاثيرات المتوقعة على الوضع الاجتماعي المعيشي العام للشعب الكوردستاني .اي يمكن ان نتبنى مواقف صارمة و حادة و نتعامل مع الجميع وفق المصالح الانية للوصول الى المصالح الاستراتيجية النهائية في المستقبل القريب، و ان كانت الوسائل لا انسانية و لغايات انسانية بحتة نسبة الى الجميع و منهم الكورد.[1]