لو كنت رئيسا لاقليم كوردستان ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4470 - #01-06-2014# - 14:59
المحور: القضية الكردية
عند التمعن في الوضع العام لاقليم كوردستان، تتاسف على الفرص التي هدرت لعدم استغلالها في تحسين السلطة السياسية، واصبحت المراوحة التي اصابت العملية السياسية هي السائدة لحد اليوم و بالتالي لم يتقدم الوضع الاقتصادي ، الثقافي ، الاجتماعي، لمستوى طموح المخلصين خلال العقدين الماضيين .
الديموقراطية على شكلها الثابت كما نتلمسها و هي تسير مظهريا دون التعمق في تجسيدها و بناء اعمدتها الرئيسية بشكل صحيح، لانعدام الماسسة للحكم و انخفاض الثقافة الديموقراطية و استغلال الاحزاب السلطوية للوضع العام لصالح مجموعة او حلقة ضيقة و لغرض خاص او لمصالح حزبية او شخصية بحتة دون النظر الى المصلحة العامة . لم نلمس جهد من اية جهة كانت ضمان ارضية لتوفير اليات تجسيد الديموقراطية و ترسيخها من اجل الحياة الحرة الكريمة للمواطن و ما يحصله منها .
كلما في الامر ان مركز السلطة سائر باستمرار في محاولاته الحثيثة لتقوية اعمدة الحكم العائلية و الحزبية بمظهر والية وحيدة و ناقصة، من اليات الديموقراطية، و هي الانتخابات بما يشوبها من التزوير و الغش و التزييف . لن نقترب خطوة من تحقيق مضمون جوهر الديموقراطية الذي يتجلى في معرفة الناس بالحقوق و الواجبات الخاصة بها، ونحن في وضع انعدام تكافؤ الفرص للجميع في ظل المحسوبية و المنسوبية، و تحت مظلة الاحزاب السائدة المتهمة بهدر المال العام بعيدا عن العدالة الاجتماعية المنشودة .
لو كنت رئيسا لاقليم كوردستان في مثل هكذا وضع و ظروف عامة متخلفة من كافة النواحي ، ماذا فعلت ؟
بعد تحديد مجموعة عمل مخلصة مساعدة لي من كل الاختصاصات بناءا على الاسس العلمية الديموقراطية، و ليس حزبية او عائلية، و يجب ان يكون بعيدا عن المحسوبية و المنسوبية الحزبية الشخصية، ابدأ بالتالي :
اولا: حال انتخابي كرئيس و كاول خطوة استقاليت من الحزب الذي انتمي لاكون ملك الشعب بكل افراده و اعمل لصالحهم و انظر اليهم بعين التساوي بعيدا عن الانحياز للعائلة و العشيرة و الحزب و المنطقة و المدينة ، و اثبت لهم ذلك عمليا على الارض .
ثانيا : انكب في اولى خطواتي العملية على امرار دستور برلماني ديموقراطي يكفل كافة الحريات و يضمن العيش بسلام و حرية لاقليم كوردستان، لاقطع الطريق امام عودة الدكتاتورية مستقبلا و ان كانت من قبل ابناء جلدتي .
ثالثا :ا بذلت كل طاقتي من اجل تصالح المواطن مع سلطته و زرعت بذرة المواطنة والنتماء و حب الوطن بشتى الوسائل العملية التي يمكن ان اقنع بها ان السلطة الكوردستانية جاءت منهم و لاجلهم و نابعة من صلب المجتمع الكوردستاني و مهامه الاول و الاخير لاجلهم، و هو منهم و لهم جميعا.
رابعا :استشرت الشعب في اية خطوة او قرار يخص المجتمع و له ابعاد قومية و وطنية بالوسائل المتاحة، و اتخذت موقف و راي الشعب كمقياس لاية خطوة اتخذتها في اي مضمار و بالخص فيما يهم مستقبله .
خامسا : من الناحية الاقتصادية، انكبيت على تحديد الطرق الواجبة توفرها و بكل الوسائل ومن ضمنها استعانيت بالخبرات الخارجية و الداخلية من اجل تامين و ضمان الاكتفاء الذاتي في اقصر فترة ممكنة، و هذا بدوره من اجل توفير ارضية و حرية مطلقة لاتخاذ القرارات المصيرية التي تهم الشعب الكوردستاني .
سادسا : خطوت خطوة قوية و مخلصة من اجل بناء جيش كوردستاني مسلح له القدرة على الدفاع عن الحدود الكوردستانية و تسلحته باية طريقة كانت من اجل الحفاظ على المكتسبات و ابعاد الخطر عنها و ضمان مستقبل الامة بعيدا عن الخوف و القلق الذي ساد في ذهن الشعب الكوردي منذ عقود .
سابعا : نظمت العلاقات الخارجية وفق ما تتطلبه المصالح الشعب العليا و ليس استنادا على المصالح الحزبية و الشخصية و المناطقية .
ثامنا : خططت و بنيت الاستراتيجية السياسيية العامة لاقليم كوردستان وفق ما تتطلبه المرحلة و المستقبل و اخذت بنظر الاعتبار ما تفرزه الايام من الاحتمالات، و تحضرت بقوة و من كل النواحي لاتخاذ القرارات المهمة المصيرية و منها تحقيق الهدف الرئيسي للشعب الكوردستاني الذي يرى نفسه في اقرار حق تحقرير المصير له.
تاسعا :حاولت بكل جهدي توحيد اللغة الكوردية المقروءة و المكتوبة لتوفير اهم سند و عموداساي قوي لبناء كيان خاص للشعب الكوردستاني .
عاشرا : حاولت بكل جهدي ان انشر و اثبت المصالحة الاجتماعية و السياسية الكوردستانية و خطوت خطوات علمية من اجل استقرار الوضع السياسي الاقتصادي الاجتماعي العام الذي يكون سندا و نقطة قوة في اي قرار يمكن ان اتخذه في الوقت المناسب .
حادية عشر : صرفت كل جهدي و بكل طاقتي و بمساعدة الجميع في محاربة الفساد و بطرق علمية واقعية و عن طريق مأسسة الحكومة و ديموقراطية النظام و تسيد القانون و نشر الثقافة الوطنية، و به حققت نسبة معينة من العدالة الاجتماعية .
ثانية عشر : اهتميت بكل ما لدي من امكانيات و بما لدي من قوتي العقلية و امكانياتي و استشاراتي بالثقافة العامة للمجتمع و الناحية الاخلاقية للفرد و جوهره قبل المظهر و التمدن الجوفاء .
هذا و عدة طرق اخرى، كنت قد اتخذتها لاسجل لنفسي و للشعب الكوردستاني تاريخا حافلا بالنجاح و خلدت به اسمي، و ابتعدت بنفسي عن الدائرة الضيقة للنضال ضمن دائرة الحزب الضيقة، و به خدمت الشعب الكوردستاني اكبر من جميع الاحزاب و الحركات و الثورات التي اندلعت في كوردستان و حققت الاهداف الاستارتيجية التي ناضلت من اجلها القوى الخيرة، و وضعت مسار العملية السياسية الثقافية الاقتصادية العامة لكوردستان على السكة الصحيحة لها.[1]