هل نعترف بولادة الديموقراطية في كوردستان
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 2732 - #08-08-2009# - 09:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بصراحة كاملة و باختصار شديد ، عندما نحس بوجود الشروط و العوامل الاساسية لترسيخ و تجسيد و ضمان مستقبل الديموقراطية في اقليم كوردستات، و ما مرً خلال الانتخابات البرلمانية تدلنا على الاسباب التي تقنعنا و تجعلنا ان نتفائل لولادة الديموقراطية الحقيقية و الفعالة و لكنها تحتاج الى الدعم و الاسناد من جميع النواحي . و من اهم تلك الشروط لا بل في مقدمتها ، و بالاخص في العملية الانتخابية و ضوح نتائجها وبيان العملية السياسية و الاجتماعية بشكل كامل و هي المشاركة الواسعة و الكثيفة للمواطنين في العملية بمجملها و سعة مساحة المشاركة في القرارات السياسية لاستثمار الديموقراطية الحقيقية ،و من ثم الديموقراطية الحقيقية و الفعالة لا يمكن ان تكتمل الا بوجود المعارضة الحقيقية الفعالة و الواقعية قلبا و قالبا ، و ليس شكليا او مظهريا ،و وجودهم من دون اداء افعالهم و مهاماتهم و تحقيق اهدافهم الخاصة و العامة لا يغير شيئا من القضية.
و الايجابيات التي تسجل للعملية السياسية و منها الديموقراطية و الانتخابات منها و من واجب المخلص ان يذكرها ، وجود العديد من الكيانات و الكتل و الاحزاب المشاركة فيها، اي لم تكن الاختيارات محدودة في هذه المرحلة كما كانت في سابقاتها ، و هذا ما يجعلنا ان نتوقع الحياة و الخارطة السياسية الجديدة في الاقليم و التغيير من الناحية الكمية و الكيفية . و النتائج توضح لنا بان الاكثرية في البرلمان لا يمكن ان تهيمن بشكل مطلق على الوضع و القرارات و فعاليات البرلمان ، و الاهم وجود معارضة ايجابية فعالة لا تقل اهميتها عن السلطة ذاتها ، و بوجود التنوع السياسي و التعددية . و يمكن فصل المؤسسات الحكومية عن الحزبية بمرور الزمن و ربما هذا يحتاج الى جهود الجميع من اجل التقليل من هيمنة الحزب ، و لكن هنا ما نحتاج الى مشاركة كافة المؤسسات و المنظمات و في مقدمتها الاعلام الحر المحايد ، بالاضافة الى تحرر السلطة القضائية من العوائق و ايجاد الحدود المناسبة لاطار السلطة في هذا الشان ،مع ظهور المنظمات المدنية المستقلة بشكل واضح و شفاف و علني العمل و واسعة المهام و واقعية و مختصة ، و يمكن الحس بتعمق الاعتراف و التعامل الجيد بحقوق الانسان و ضمانها . هذه هي التوقعات المحتملة و لكنها ليست سهلة او ممكنة التحقيق في هذه الدورة بشكل كامل و مطلق ، بل تحتاج الى وقت و دورات اخرى لتكتمل بشكل مُرضي و من اجل ضمان الديموقراطية الحقيقية ، اي يمكن ان نقول ان الديموقراطية قد ولدت و لا يمكن العودة عن هذا السبيل ، بل فرضت نفسها بشكل اتخذت الطريق المستقل الواضح و الواسع لها.[1]