د. آزاد علي
كانت مجتمعات كوردستان في حالة اضطراب وعدم رضى، بل منتفضة في وجه السلطات العثمانية، وان كان بشكل جزئي. وذلك كاستمرارية للمسعى التاريخي في المطالبة بمزيد من التحرر والاستقلالية. وكانت النخب الكوردية السياسية والاجتماعية مهيأة للتفاعل مع أي متغير وحافز خارجي لتعبر من جديد عن مطالبها السياسية، وتترجم رفضها للحكم التركي.
انسجاماً مع حالة الترقب، والاستعداد للمتغيرات تفاعل وتأثر مجتمع كوردستان بشكل عميق بأحداث الحرب العالمية الأولى، ويبدو أن المناطق التي كانت في السهول وقرب الطرق الرئيسية، كانت عرضة أكثر لآثار الحرب وتعرضت بعمق لمفاعليها.
ظلت مجتمعات سفوح الجزيرة الفراتية، وكذلك المناطق الجبلية مركزاً للحراك المناهض للحكم العثماني، ومنتظراً استغلال فرصة الحرب للخلاص من الهيمنة التركية، ولتحقيق الاستقلال السياسي. لذلك برزت في العديد من مناطق كوردستان العثمانية حركات الاحتجاج والثورة ضد السلطة العثمانية. منذ سنوات مطلع القرن العشرين، وامتداد موضوعي لانتفاضات وحركات القرن التاسع عشر.
تحققت انعطافه تنظيمية جديدة مطلع القرن العشرين، وذلك عبر تأسيس العديد من الجمعيات والمنظمات القومية الكوردية. وبدأ حراكها السياسي والاعلامي يؤثر على العامة، ويترجم على شكل انتفاضات، واكبت الحرب العالمية الأولى، وقد يكون أحد أبرزها انتفاضة بوتان عام 1915 التي قامت في جوار القريب لسهول الجزيرة الفراتية: وعلى الرغم من اقامة نظام عسكري – بوليسي دكتاتوري في الامبراطورية العثمانية، قامت حركة كوردية معادية للحكومة منذ النصف الأول من عام 1915. فقد جرت انتفاضات كوردية في بوتان وفي وادي موش، وديرسم وجنوب شرق تركيا. (لازاريف وآخرون، 2012، ص109)..[1]
=KTML_Link_External_Begin=https://www.kurdipedia.org/docviewer.aspx?id=598795&document=0001.PDF=KTML_Link_External_Between=انقر لقراءة استقلال كوردستان العثمانية بين سيفر ولوزان (1920 -1923)=KTML_Link_External_End=