مصطفى محمد أمين حيدر, نوري عبد الرحمن إبراهيم
بسبب الظروف الذاتية والموضوعية المحيطة بكوردستان فهي لم تنعم بالراحة والاستقرار على مَرِّ العصور ولكن على الرغم من كل ذلك، ففي الفترات القصيرة نسبياً التي تنعمت بها كوردستان بالراحة والاطمئنان والاستقرار السياسي، والاقتصادي، نرى بروز حواضر فيها ازدهرت، وبَزَّ أهلها غيرهم في النواحي الحياتية كافة آنذاك، لذا ارتأينا بأنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى إحدى الحواضر التي ظهرت وسبقت المحيطين بها، وعلى سبيل المثال لا الحصر اقتصرنا على بلاد هكاري، واتبعنا في ذلك الطريقة الاستقرائية في البحث والتقصي عمن نحن بصدد ذكرهم ضمن بحثا هذا. وعكفنا على جمع وسرد اسماء العلماء المنسوبين إلى بلاد هكاري قدر المستطاع، مع ذكر موجز عن تاريخ حياة ومؤلفات كل واحدٍ منهم إنْ وجدت. واكتفينا هنا بالجانب الثقافي فقط، لأنه هو الذي يدل في المحصلة النهائية على مدى التقدم والازدهار، الذي تم تحقيقه في الجوانب الأخرى. وإذا لم يكن هناك استقرار سياسي وعسكري، بالتأكيد لا يكون هناك ازدهار اقتصادي ولا ثقافي، ولا عمراني، إضافة إلى الجوانب الأخرى المكملة لمسيرة الحياة الحرة الكريمة. ففي هذه الفترات والتي وإنْ كانت قصيرة نسبياً، فقد ازدهر العلم، وظهر علماء يُشار إليهم بالبنان في تلك الحواضر. وخَلَّفوا آثاراً خالدةً دُبِّجَتْ وحُرِّرَتْ بأقلامهم، فكانوا علماء دين ظهروا وبرزوا في تلك الحواضر، وتفقهوا في الدين وألفوا في مجال اختصاصاتهم، فخلدوا اسماءهم ونتاجاتهم الفكرية، وسطَّروها على صفحات التاريخ بأحرفٍ من نور. ولا يفوتنا هنا الإشادة بدور المساجد والجوامع التي لم تكن هناك قرية كردية تخلو منها ولا يزال إلاّ ما قَلَّ وندر، ولم يكن أولئك العلماء خريجو الجامعات والمعاهد العالية، وإنما ظهروا وبرزوا من أروقة الجوامع والمساجد فكان لهم القدح المُعلى. وقد اقتصرت في بحثي هذا على سبيل المثال لا الحصر على العلماء المنسوبين إلى إمارة الهكارية، التي حكمت ما يقارب أربعة قرون من الزمان (334 737ﮪ /945 1336م)، التي رفدت العالم بعلماء أعلام. ولم أتناول العلماء الذين ظهروا في حواضر ومدن هذه الإمارة، ولم يُنسبوا إليها. من أهم النتائج التي تمخض البحث عنها أُجَمِّلها فيما يلي: 1 كردستان كانت ساحة تصفية الحسابات بين القوى المتصارعة، لكن بالرغم من ذلك ظهرت فيها حواضر تمتعت بنوع الاستقلال وإن كان شكليا، رفدت العالم بعلماء أعلام. 2 تمكنت تلك الحواضر من احتضان العلماء الذين ذاع صيتهم وسارت بها الركبان. 3 من بين تلك الحواضر اخترنا بلا هكارى على سبيل الاستشهاد لا الحصر، وركزنا على العلماء الذين انتسبوا الى هذه البلاد دون سواهم، ثم سردنا اسماءَ المنتسبين إليها، مع ذكر موجز عن تاريخ حياة ومؤلفات كل واحدٍ منهم إنْ وجدت. 4 الإشادة بدور المساجد والجوامع التي لم تكن هناك قرية كردية تخلو منها ولا يزال إلاّ ما قَلَّ وندر، وخَرَّجت علماء أعلام تفقهوا في الدين وألفوا في مجال اختصاصاتهم، فخلدوا اسماءهم ونتاجاتهم الفكرية، وسطَّروها على صفحات التاريخ بأحرفٍ من نور. ولم يكن أولئك العلماء خريجو الجامعات والمعاهد العالية، وإنما ظهروا وبرزوا من أروقة الجوامع والمساجد فكان لهم القدح المُعلى وقصب السبق في ذلك. الكلمات المفتاحية: علماء، منسوبون، هكارى.[1]
=KTML_Link_External_Begin=https://www.kurdipedia.org/docviewer.aspx?id=599560&document=0001.PDF=KTML_Link_External_Between=انقر لقراءة العلماء المنسوبون إلى هكاري=KTML_Link_External_End=