*بقلم عبدالامير العبدلي
( … كثير منا لا يعرف النصوص التي غناها أكثر مطربي بغداد ويا حبذا لو نشرت هذا المقال لطفا
شاعر من بلادي / #سيف الدين ولائي# الفيلي الكاظمي قيثارة الزمن الجميل .. وغريبه من بعد عينچ ي يمه
اذا ذكر اسم الشاعر الغنائي سيف الدين ولائي فأننا نرحل على بساط الذكريات الى ايام الصبا والشباب ، وتتفتح دفاتر الايام بأجمل صفحاتها كما تتفتح أكمام الورد في حدائق الصباح .
فمنذ الشباب ونحن نتعايش مع النغم الجميل والكلمة المموسقة والصوت الساجر الذي يتدفق بأمواج الحب والجمال لشاعر العواطف المرهفة المرحوم ولائي الذي أسس له عالما خاصا وكيانا فنيا شامخا تدور حوله اصوات خالدة أمدها من فيض قوافيه المترفة بتحف فنية تترنم بها الاجيال على مر العصور ….
الشاعر الراحل ولائي يمثل ركنا هاما من اركان الفن العراقي الاصيل في مجال الأغنية الصادقة المشاعر العميقة الجذور في المجتمع فهي أنعكاس للقيم الأخلاقية الرصينة والمشاعر الانسانية الجميلة …….
فراق الأم يرسم لوحة حزينة تتصاعد نبراتها منذ عقود من الزمن حيث يشعر الانسان بالغربة القاسية لفراق مدرسته الاولى في الحياة فكانت ولا زالت وستبقى ( غريبه من بعد عينچ يا يمه محتاره بزماني) صرخة قلب يحترق بنار الفراق الدامي لأعز إنسانة في الحياة التي بفقدها تفقد الحياة طعمها ويغيب الحنان بغياب الحضن الدافيء والقلب الحنون……………
غريبه من بعد عينچ يايمه
محتاره بزماني
يا هو اليرحم بحالي يا يمه
لو دهري رماني
حاچيني .. يايمه
فهميني .. يايمه
غريبه من بعد عينچ .. يايمه
محتاره بزماني
گلبي لو فرح انتي فرحتي
گبلي يا حبيبه
ترد الروح لو يمي گعدتي
يالريحتچ طيبه
حاچيني .. يايمه
فهميني .. يايمه
غريبه من بعد عينچ.. يايمه
محتاره بزماني
آسف للاطالة لأن الشاعر يستحق ان نكتب عنه لطمس كل ما كتبه بعد تسفيره ورميه على الحدود وكل اغنية كانت من كلماته تسجل باسم
( من التراث ) كي لا يذكر اسمه ….
* بقلم عبدالامير العبدلي
( … القسم الثاني *
كانت اللهجة البغدادية طاغية على كل اللهجات المحلية وكل الشعراء والفنانين من بغداد كانت ليالينا الجميلة في عهد الطفولة والشباب تنام على أضواء الفوانيس النفطية الهادئة مع سويعات متواضعة من الكهرباء البائسة المنتجة من محطات محلية متعثرة ، فالطرقات تعيش في ظلام دامس لساعات عديدة قبل أن تمنحها المصابيح الشاحبة بصيصا من النور الخافت فكنا نتابع البرامج الأذاعية والحفلات الغنائية الاسبوعية من خلال اجهزة المذياع العاملة بالبطارية السائلة وهي مستطيلة وثقيلة تكفي لمدة شهر ، كانت اغنيات زهور حسين وعفيفة اسكندر ولميعة توفيق تشد المستمعين وتشيع في مجالسهم روح الزهو ونشوة الطرب وكان اسم الشاعر الولائي يتردد مع كل واحدة من هذه التحف الفنية الخالدة مع اسمي الفنان الراحل رضا علي والفنان الراحل عباس جميل البغدادي وكلاهما من أهلنا واخوتنا الفيلية وغيرهم من الملحنين لم يسع المقال لذكر اسماءهم فتحولت هذه الاغنيات الى امثال شعبية متداولة بين الناس لصدق تعبيرها وملامستها للواقع العراقي وللاسرة العراقية الكريمة المحافظة في افراحها واحزانها ….ففي الأفراح العائلية ترتفع الهلاهل وأصوات الطبول تعبيرا عن الحدث السعيد فكانت اغنيات ( هلهلي ) و( عروسه والحبايب زافيها) و ( الليله ليله من العمر تسوه الف ليله ) تشد من روح المودة بين العوائل المختلفة وتعمق جذور الفرح في النفوس المستبشرة بأغنيات ( سمر سمر ) و( خاله شكو ) و ( أدلل علي أدلل ) وسواها من الاغنيات الخالدة التي تحمل في مضامينها العاطفية والنفسية عمق المعاني وروعة الذكريات لقد كانت كلمات الشاعر سيف الدين الولائي ضيفا مقيما في منازلنا ومرافقا خفيف الظل في حلنا وترحالنا….. إنها اسهمت في شد أواصر المحبة بين أبناء المجتمع فكل أغنية خالدة لها الفنان الكبير ولائي تعطي زخما عاطفيا نبيلا وترتقي بالأحاسيس الى أسمى مراق الذوق ونشوة الطرب المنبعثة من أعماق الوجدان وعندما نسمع أية أغنية قديمة من شعره فأنها تفتح كنوز الذكريات المخبوءة في أعماق النفس وتعيدنا الى أيام الطفولة المرحة والأعياد السعيدة النائمة في صفحات كتاب الحياة حيث السفرات المدرسية والشباب …[1]