كامل سلمان
لو أردنا أن نحصي عدد الكورد الفيليبين الذين يتبوؤون مناصب مهمة وحساسة في الدولة لتفاجأنا بالأعداد الكبيرة من الكورد الفيليبين الذين يشغلون مناصب كبيرة وحساسة وخاصة بالعاصمة بغداد ، ولكن للأسف لا يحسب مردودها للكورد الفيلية ، فهؤلاء تسلقوا تلك المناصب بأسماء وعناوين بعيدة كل البعد عن التجمع الفيلي ، فقد جاءوا بعناوين الأحزاب الدينية أو أحزاب أخرى غير مرتبطة بالكورد أصلاً . هذا الشيء كان من المفروض أن لا يحصل ، كان المفروض بالنسبة للكوردي الفيلي أن يدخل في أي مجال بأسم مكونه وقوميته فذلك أولى وأكثر صدقاً ، خصوصاً وأن النظام السياسي القائم يعتمد على التصنيف العرقي والديني والطائفي . صحيح أن الكوردي الفيلي أصبح مثل الطماطم يتم( ترهيمه ) على جميع التصنيفات وفي جميع الطبخات ، ولكن يبقى انتمائه القومي هو الأساس ، ولسنا من أوجد هذه التركيبة السياسية وأصر على أستمراريتها ، فهذا واقع حال تقبله الجميع وتكيف معه الجميع . الجميع يعلم بأن الكورد الفيلية فيهم من يمتلك المؤهلات والقدرة على شغل أي منصب رفيع في الدولة ، لذلك فأن الحصول على المنصب ليس منة بل هو استحقاق عن جدارة ، فلا حاجة للتخلي عن أسم المكون لعيون المنصب . كلنا نتذكر صباح مرزا مسؤول حمايات صدام حسين وطه الجزراوي نائب الرئيس صدام حسين ، كلاهما كانا من الكورد الفيلية ، بماذا نفعا الكورد الفيلية ؟، لم ينفعا شيئاً ، والسبب لأنهما تبوؤا مناصبهما بصفتهما البعثية وليست صفتهما الكوردية ، فلم يستطيعا أن يمنعا قتل الشباب الفيلي وتهجير العوائل الفيلية . فأي منصب أو موقع أو مكانة يحصل عليها الكوردي الفيلي بصفته غير الفيلية تكون عديمة القيمة بالنسبة للكورد الفيلية . فلا يفرح بعض المروجين لهذه الشخصية أو تلك فقط لأن لقبه يدل على كورديته الفيلية ، أعطوني ماذا قدموا لمكونهم المحمل بالجراح والآلام . ولا أريد هنا أن أطالبهم بجعل مصلحة مكونهم الكوردي فوق المصلحة العامة ، نعم المطلوب منهم الإخلاص في عملهم الوطني أولاً ثم السعي الجاد لنصرة مكونهم الفيلي ثانياً ، فما زالت حقوق الفيليين مهضومة . . مئات من المشاكل والأمور العالقة تخص الكورد الفيلية ، منها أمور قانونية ومنها سياسية ومنها مالية لم تحل حتى اللحظة بعد مرور أكثر من عشرين عاماً على سقوط النظام السابق في الوقت الذي كانت الاموال تغدق على عوائل رفحة وعوائل الشهداء والسياسين والمسجونين وحتى المصريين والكويتيين والأردنيين نالوا حقوقهم وزيادة ، إلا الكورد الفيلية سيبقون مهمشين كما كانوا من قبل ، مع العلم والكل يعلم ذلك بأن معاناة جميع الملل والطوائف والإتجاهات السياسية لم تساو معشار ما عاناه الكورد الفيلية ، وتبقى حقوقهم طي النسيان ولا أحد يطالب بها ، فمن سيطالب بحقوقهم إذا كان هذا المسؤول الفيلي أو ذاك يدافع عن حقوق حزبه الذي أعطاه المنصب أو حقوق العباءة التي ألتحف بها .
أخوتي وأخواتي الفيليين بقدر ما نكون جادين بطرحنا وبقدر ما نكون مصممين على استرداد حقوق مظلومينا بنفس القدر نستطيع تحقيق أهدافنا ، الحياة علمتنا بإنها لا تتقبل غير الجد والصبر والإصرار ، فما زالت صرخات النساء والأطفال والشباب الفيلي المغدور المظلوم وعويل الأمهات الثكالى ودموع الأباء مازالت تنتظر رد أعتبار لها لتنام قريرة العين في مراقدها التي دفنوا فيها وهم أحياء أو الذين ماتوا بالعراء ، المجد والخلود لجميع الشهداء الفيليين المظلومين .[1]