هونر حميد
سنة بعد سنة، تتغير الخريطة الديموغرافية لقضاء#مندلي# في محافظة ديالى، حيث يغادره السكان الكورد بشكل متزايد ليحل العرب مكانهم.
يشير عمر علي، صاحب مكتب عقاري، إلى أن العديد من مناطق مندلي التي كانت يوماً ما كوردية باتت اليوم عربية، ما يؤكد على انخفاض عدد الكورد في القضاء.
في مكتبه، كان 6 من بين 8 مشترين الشهر الماضي من المكون العربي.
يقول عمر علي لشبكة رووداو الإعلامية: المناطق المحيطة بمندلي أصبحت كلها عربية، مضيفاً أن الكورد كانوا في السابق يشترون الكثير من المنازل والبساتين والأراضي، أما اليوم، فإن معظم المشترين المحتملين، حوالي 8 إلى 10 منهم، هم من المكون العربي.
إذا تجولت في المدينة، ستلاحظ أنها تفقد طابعها الكوردي، كما أن جميع المدارس أصبحت تُدرس باللغة العربية.
بدوره، يشير عدنان محمد، أحد سكان مندلي، في حديثه لشبكة رووداو الإعلامية، إلى أن الكورد غادروا جميعاً إلى بغداد وبلدروز وكنعان، مذكّراً بمعاناتهم بسبب شح المياه.
إلى ذلك، يقول مواطن آخر من قضاء مندلي: لم يبقَ في مندلي سوى عدد قليل من الكورد.
ويضيف لشبكة رووداو الإعلامية: في السابق، كانت المدينة كوردية بالكامل، السوق كان كوردياً، والجميع كانوا يتحدثون الكوردية.
بينما كان قائممقام القضاء كوردياً في السابق، يتولى المنصب اليوم قائممقام تركماني، والذي يشير بدوره إلى انتقال الكورد من القرى.
يقول مازن أكرم لشبكة رووداو الإعلامية، إن مندلي تضم خليطاً متعايشاً من الكورد، العرب، والتركمان. والعلاقة بين هذه المكونات أخوية، ولم يحدث أي حادث يعكس التفرقة أو التمييز بينهم في السنوات الأخيرة، على عكس ما كان يحدث قبل عام 2007.
تحولت ناحية مندلي إلى قضاء عام 1947، وتُعدّ من أقدم المناطق في العراق.
يشكل الكورد الفيليون غالبية سكان القضاء الذي يضم 78 قرية كوردية، وتعرضت مناطقه لحملة التعريب منذ عام 1975.
وقد حملة التعريب في 1975، وهجمات أكتوبر 2017، غيرت الطابع الديموغرافي للمدينة.
بحسب إحصائيات قائممقامية القضاء، يبلغ عدد سكان مندلي 32 ألف نسمة، يتوزعون على النحو التالي: 20 ألفاً من العرب، 7 آلاف من الكورد، و5 آلاف من التركمان.[1]