اقليم كوردستان العراق بحاجة الى المثقفين اكثر من السياسيين
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 2307 - #09-06-2008# - 06:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بداية لابد ان اذكر انني لا اقصد هنا ان السياسيين غير مثقفين و لا المثقفين ليسوا بسياسيين من الطراز الجيد، بل كل ما اعنيه انه هناك من المثقفين الحرفيين و الهواة مستقلين و حياديين همهم الخدمة و التقدم بعيدا عن السياسة و التحزب و المصالح الحزبية و الشخصية،و لا اقصد هنا ايضا مثقفي السلطة الذين يطبٍلون للسلطة مهما كان نوع و فعل الحكومة و الاحزاب المتنفذة، المهم هو اداء مهامه الرئيسي و هو العثور على المبررات و الاعذار للدفاع عن السلطة مهما حصل للشعب من تاثيرات تصرفاتها ، و لا اقصد هنا ايضا مثقفي المعارضة الذين يفتشون من بين ثنايا الحشود المتراكمة من الافعال و التصرفات السلطوية و الحزبية للعثور على السلبيات فقط و الكلام عنها دون الاشادة بالايجابيات و الانجازات، و الاهم من كل ما سبق لا اقصد هنا ايضا و ابتعد عنه تماما وهو المثقفين المقنًعين الذين يتكلمون بلسانين و يتمشون باكثر من قدم و رجل، قدم في السلطة و لسان في المعارضة او بالعكس تماما.
لست بحاجة هنا لتعريف المثقف المقصود، انما يمكن ان اعرٍج على المواصفات التي يجب ان يتمتع بها المثقف ليكون عاملا هاما و عمودا اساسيا لاسناد السلطة و توجيهها نحو الطريق السوي. يجب ان يكون دائما مبصرا و قارئا و متنبئا للاوضاع العامة الاجتماعية السياسية الاقتصادية و له اهداف عامة و همٌه خدمة الشعب و له مواقفه المعلومة الغير الحزبية او الايديولوجية و مواقفه نابعة من عمق ثقافته و ايمانه بحق المواطن و ما يتطلبه التقدم و ظروف الحياة، وله نظرة ثاقبة و واضحة حول التي تطرح و مايهمه هو من دون السياسيين هو المواطن البسيط قبل اي شيء كان،و له آراءه الثابتة القائمة على قناعته الثقافية العلمية باحقية افكاره من دون التعنت و يهمه الاخذ باراء المجاميع الثقافية و الافراد و حتى السياسيين لغربلة الاراء و استنتاج راي صحيح و ملائم في اية قضية و اتخاذ القرار المفيد او اقتراح لمن بيده السلطة في ذلك، و ان يقتنع بان يكون له دور في عملية التغيير الاجتماعي ضمن عمليلات التغير المستمرة الحاصلة تلقائيا مع الاخذ بنظر الاعتبار مواقفه الصحيحة و اهدافه السامية في جميع القضايا و العمليات الحاصلة.
اي ان ما تحتاجه السلطة في اقليم كوردستان العراق هو المثقف صاحب الادوار المؤثرة اجتماعيا لا مثقفا هدفيا اوممثلا لاي كان و له اهداف سياسية خاصة سوى كانت للسلطة او للمعارضة و لا مثقفا موقفيا ذو مواقف معينة لا يتغير و لا يستبدل منه شيئا و يسير على الطريق للوصول الى تلك المواقف من دون النظر الى المتطلبات الاجتماعية الاقتصادية الثقافية للمجتمع.
نصل الى ملخًص الكلام بان الوضع الحالي في اقليم كوردستان العراق بحاجة ماسة الى المثقفين الحياديين العاملين وسط المجتمع و له يد جميلة و حرة و مؤثرة في عملية التغيير المؤكدة و نشاهد هؤلاء دائما من بين الطبقات الدنيا و الشريحة الفقيرة و المتوسطة التي تحاربه السلطة و كذلك تكرهه بعض من المعارضة المصلحية لانه محايد و مستقل لا يهمه الا من يعيش بينهم. و الحق ان السلطة الامينة ان كانت مخلصة لشعبها من دون التمييز الطبقي بحاجة الى هؤلاء المثقفين دون ان تدري و هم حقا اكثر حرصا من الاخرين على تقدم المجتمع و رفاه المواطن.[1]