ابادة الايزيديين ... وصمة عار
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 6635
المحور: القضية الكردية
إبادة الأيزيديين ... وصمة عار
في 3 اغسطس 2014 وانا اشاهد التليفزيون جاءنا خبر عاجل وهو اقتحام داعش الارهابي شنكال وهروب القوات الكوردية المكلفة بحماية امن المنطقة دون اطلاق طلقة واحدة , حيث لم يتجاوز عدد مهاجمين داعش 250 فرد وبالمقابل الالاف من الزيرفاني وقوات الاحزاب الاخرى في مشهد يوحى اليك ان هناك صفقة ما او عمل دبر بالليل .
ورأينا كيف أن مراسلة الفضائية الكوردية تسأل الهاربين من الزيرفاني ( الراكه فاني ) لماذا الهروب !؟ لماذا لا تدافعون !؟ واحد هم يرد باستحياء للمراسلة : ليس لدينا اوامر بالقتال !!!؟؟؟
هكذا بكل بساطة تم تقديم شنكال وقراها وقصباتها لقمة سائغة الى قوات داعش التي استابحت المنطقة وارتكبت الجرائم والفضائع بحق شعبنا الايزيدي تم استشهاد الاف الرجال وسبي الالاف من الاطفال والنساء والفتيات واخضاعن الى التعذيب والمعاملة اللاانسانية , واحراق البيوت والمزارع والقرى الاخرى المتأخمة لشنكال , فيما هرب الناجين من الشباب الايزيدي الى الجبال الوعرة هربا من بطش قوات داعش الارهابي , وأثناء مسير النجاة بارواحهم توفى الاف منهم من العطش والجوع , وبقى بعض الشباب خائفون من مطاردة داعش لهم على الجبال , لولا وصول نفر من حزب العمال الكوردستاني لم يتجاوزوا اصابع اليد قدموا المعونة للناجين وصمدوا وقاوموا الغزاة واجبروا قوات داعش على التقهقر .
لن ننسى وقفة قوات حزب العمال الكوردستاني الذين لولاهم لاجهز داعش على الناجين والباقين من الايزيديين الذين سلكوا ظريق الجبال والاحتماء به خوفا من بطشهم وتمسكهم بالارض وبقوا على سفوح جبال سنجار .
مضت ستة اعوام ومازالت معاناة الايزيديين مستمرة , فمنهم ما زال يعيش في مخيمات النزوح ولم يقدم لهم ما يستحقونه والاطفال مشردون بلا تعليم او حتى تهيئة بيوت لهم وتوفير حياة حرة كريمة تتناسب مع حجم التضحية التي قدموها وتمسكهم بالارض .
لا زال الالاف من الفتيات والنساء في سبيهن ومصيرهم مجهول , ومستعبدين جنسيا عند الارهابيين الذين يقترفون الفضائع ضدهم و ضد الانسانية .
بهذه المناسبة الاليمة الدامية على قلوبنا ينبغي من حكومة اقليم كوردستان محاسبة وتقديم الذين سلموا شنكال والقرى المحيطة بها الى داعش الارهابي الى العدالة لينالوا جزائهم العادل , وعلى الحكومة العراقية التحرك في هذا السياق والتحرك لانهاء معاناة شعبنا الايزيدي وتعويض عوائل الشهداء والضحايا وتوفير الرعاية الاجتماعية والمادية والنفسية , والعمل على كشف مصير المختطفين وتحريرهم وارجاعهم الى ذويهم .
على المجتمع الدولي تفعيل القرارات الدولية باعتبار الجريمة التي حدثت للايزيديين ضمن جرائم حرب الابادة وتقديم مسببيها ومقترفيها والمساهمين فيها باي شكل من الاشكال الى العدالة الدولية في محكمة لاهاي لجرائم الحرب ضد الانسانية .
كما ينبغي على المجتمع الدولي وبمساعدة حكومتي العراق والاقليم الاسراع بعملية تطبيع الاوضاع واعمار القرى التي احرقت ودمرت حتى يتسنى لشعبنا الايزيدي العودة الى منازلهم وقراهم وقصباتهم ومزارعهم وتقديم المساعدات لهم ليبدؤا حياة حرة كريمة.[1]