كوردستان ضحية الحرب العالمية الاولى
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 6053
المحور: القضية الكردية
كوردستان ضحية الحرب العالمية الاولى ...
ألتقى أكثر من 70 رئيسا في العاصمة الفرنسية باريس في ساحة النصر في حفل أحياء الذكرى المئوية لإنتهاء الحرب العالمية الاولى .
بعد أنتهاء الحرب العالمية الاولى اجتمع دول التحالف مع دول المركزمن بينها الدولة العثمانية في مدينة سيفر في فرنسا في 10 اغسطس 1920 , وكانت هذه المعاهدة بمثابة انتهاء الهيمنة العثمانية على الاراضي التي كانت قد احتلتها سابقا ,ومن أبرز بنود المعاهدة هو انسحاب الدولة العثمانية من جميع المناطق التي لا تنطق باللغة التركية كلغة أم , وأحقية دول الحلفاء المتمثلين بفرنسا وبريطانيا وايطاليا بالاستيلاء على المناطق التي انسحبت منها الدولة العثمانية.
المواد التي تناولت الشعب الكوردي في معاهدة سيفر :.
المادة 62 : تتولى هيئة ، تتخذ مقرها في اسطنبول مكونة من ثلاثة أعضاء تعينهم حكومات كل من بريطانيا وفرنسا وايطاليا ، التحضير أثناء الأشهر الستة الأولى التي تعقب تنفيذ هذه الاتفاقية ، لوضع خطة لمنح حكم محلي للمناطق التي تسكنها غالبية من الأكراد والتي تقع إلى شرق الفرات والى جنوب الحدود الأرمينية التي ستحدد فيما بعد ، والى شمال الحدود بين تركيا وسورية وبلاد ما بين النهرين ، وعلى النحو المحدد في المادة 27 من القسم الثاني ( 2 و 3 ) وفي حالة عدم توافر إجماع في الآراء بصدد أي قضية ، يحيل أعضاء الهيئة المذكورة كل إلى حكومته ينبغي أن توفر الخطة ضمانة كاملة لحماية الآشوريين والكلدانيين والجماعات العرقية أو الدينية الأخرى في المنطقة ، ولهذا الغرض ستزور المنطقة هيئة مكونة من ممثلي بريطانيا وفرنسا وايطاليا وبلاد فارس والأكراد لكي تتولى تحديد أي تعديل – أن وجد – ينبغي إدخاله على الحدود التركية أينما تلتقي مع الحدود الفارسية وذلك على النحو الموضح في هذه المعاهدة .
المادة 63: توافق الحكومة العثمانية من الآن على قبول وتنفيذ القرارات التي تتخذها الهيئتان المقرر تشكيلهما في المادة 62 أعلاه خلال ثلاثة أشهر من تاريخ أخطارها بتنفيذ تلك القرارات .
المادة 64 وإذا ما طلب السكان الأكراد في المناطق المحددة في المادة 62 في غضون سنة واحدة من تاريخ تنفيذ هذه الاتفاقية من مجلس عصبة الأمم وأعربت غالبية سكان تلك المناطق عن رغبتها في الاستقلال عن تركيا ، وإذا ما ارتأى المجلس أن هؤلاء السكان مؤهلون للاستقلال وأوصى بمنحهم إياه توافق تركيا من الآن على قبول مثل هذه التوصية ، وتنازل عن جميع حقوقها وامتيازاتها في تلك المنطقة ، وستكون تفاصيل هذا التنازل موضوعا لاتفاقية خاصة تعقد فيما بين تركيا والدول الحليفة الكبرى . وإذا تم التنازل ، لن تعترض الدول الحليفة الكبرى إذا ما سعى الأكراد الذين يقطنون في ذلك الجزء من كردستان والذي يقع حاليا ضمن ولاية الموصل لأن يصبحوا مواطنين في الدولة الكردية المستقلة حديثا.
بعد توقيع المعاهدة نشبت حرب أهلية بعد خلافات داخل الدولة العثمانية ,اسفرت عن نشوء الدولة القومية التركية الحالية , تم الغاء معاهدة سيفر واستبدالها بمعاهدة جديدة وهي لوزان عام 1923 بقيادة اتاتورك القومي المتعصب .
هذا الحرب وضع حدا لأطماع الامبراطورية العثمانية في التوسع على حساب الاوربيين وترك أرثا كبيرا مترامي الاطراف مما أوعز للاستعمار الاوربي لتقسيمه ونهب خيراته وثرواته , وعرف باتفاقية سايكس - بيكو الاستعمارية التي قسمت الشعوب الشرق الاوسطية ( الولايات العربية )الى دويلات وفق مصالحها الخاصة واستأثرت بخيراتها الطبيعية من بترول وغيرها ...
الارث العثماني المترامية الاطراف كانت تتكون من ولايات عثمانية تابعة للحكم في الاستانة للسلطان العثماني مباشرة , ومن هذه الولايات العثمانية ( ولاية الموصل) أي كوردستان والتي تم تقسيمها وفق الاتفاقية السيئة الذكر سايكس - بيكو الى أربعة أجزاء والحاقها بقوميات حاكمة ليتسنى للاستعمار التحكم فيها وفق مصالحها وشل ارادتها وحرمان شعبها من حقوقها القومية والعيش مثل سائر الشعوب الاخرى في دولة يلمها , كما فعلت مع الولايات العربية الشرق اوسطية التي تم تقسيمها الى دويلات متنازعة فيما بينها على حدودها المصطنعة التي رسمتها لها الدول الاستعمارية .
على دول التحالف بهذه المناسبة مرور مائة عام عليها , تقديم الاعتذار للشعب الكوردي , وتصحيح الاخطاء والتهاون من قبلها ازاء الشعب الكوردي وتهيئة الظروف لاقامة دولة كوردية من الاجزاء التي ألحقت عنوة ودون أرادة شعبها الى الدول القومية الحاكمة.[1]