اغلاق ملف مقتل خاشقجي مقابل ...!!
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 6050
المحور: القضية الكردية
كان واضحا لنا منذ البداية ان الاهتمام التركي الملفت للنظر لم يأتي عبثا , بل يخفي وراء هذا الاهتمام الصادم في دولة تعتقل المئات من الصحفيين الاتراك دون توجيه اي اتهام لهم , صفقة سياسية ما يعمل له من وراء حجاب , لأن اردوغان ليس الرجل المناسب للدفاع عن الصحفي المغدور به جمال خاشقجي وهو الذي أمر بإقصاء وتهميش وأعتقال المعارضين لسياساته المتغطرسة البعيدة كل البعد عن الانسانية وحقوق الانسان وإخفائهم وقتلهم بعد تعذيبهم في غياهب معتقلاته المنتشرة في أرجاء البلاد .
الكل شاهد كيف تم قتل وذبح وعلى الملأ أعوان ( غول) الرجل الديني التركي المقيم في الولايات المتحدة بعدما نسب اليه وأتهامه بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في أنقرة , حيث تم تصفية المعارضين ( الانقلابيين) بدم بارد من قبل أنصار أردوغان في الشوارع والطرقات وعلى الجسور , وزج الالاف منهم في السجون والمعتقلات ولا زالوا في هذه المعتقلات ينالون أبشع أنواع التعامل الانساني ودون تقديمهم الى محاكمة .
هل يعقل بعد هذا أن يكون أردوغان مدافع عن حقوق الصحفي المغدوربه خاشقجي, ويحمل راية الدفاع عن حقوق الانسان ؟؟!! , أشك بذلك تماما لان الواقع مخالف لسلوك وغطرسة أردوغان واختراقه مبادئ حقوق الانسان لمرات عديدة عندما يتعلق الأمر بالقضية الكوردية أو قضية المعارضين له .
اذن لابد من نهاية لهذه التمثيلية وأهتمام أردوغان وأستخدامه لقضية الصحفي جمال خاشقجي وتحقيق ماٌربه وأطماعه السياسية وعقد الصفقة التي طالما ينتظرها من وراء العمل على تضخيم واعطاء هالة كبيرة على عملية قتل خاشقجي .
الادارة الامريكية تعمل على قدم وساق في خطين متوازيين , خط تعمل لاجل فرض عقوبات على المملكة العربية السعودية وفق قانون ماغنتيسكي للحفاظ على القيم والمبادئ الامريكية , وخط أخر مواز له يعمل لأجل المصالح الامريكية والحفاظ عليها .
اللقاء المرتقب بين ترامب وأردوغان في باريس هو لجني ثمار ( اذا جاز التعبير) التضخيم التركي لعملية مقتل خاشقجي وعقد صفقة القرن بينهما , وهو غلق ملف مقتل الصحفي جمال خاشقجي من قبل أردوغان مقابل رفع الدعم الامريكي لوحدات حماية الشعب وعدم تسييردوريات مشتركة لحماية الحدود واستتباب الامن في منبج وشرق الفرات بين وحدات حماية الشعب والقوات الامريكية العاملة في المنطقة .
ولعل رصد أدارة ترامب مكافأة مالية تقدر ب 12 مليون دولار لكل من يرشد القوات الامريكية لمكان وجود ثلاثة قادة كورد , يصب في هذا المسار وهو ترطيب الاجواء السياسية بعد جفاء بين أدارة ترامب وأردوغان وغزل سياسي .
لقد بات جليا لكل مراقب سياسي وصحفي أن الاهتمام المفاجي لأردوغان بحقوق الانسان وحقوق الصحفيين , ماهو الى تمثيلية أعدتها وصاغ سيناريوتها أردوغان للتقرب من أدارة ترامب بعد خصومة وجفاء بين البلدين .
أن أدارة ترامب اذا ادارت ظهرها لوحدات حماية الشعب سوف تخسر الكثير من مصداقيتها السياسية وتخسر ايضا موقعها كلاعب أساسي سياسي وعسكري في سوريا .
على الادارة الامريكية أن تعمل على الحل السياسي في سوريا , وتعمل على حث الاطراف كافة بما فيهم الكورد على الجلوس والعمل على صياغة دستورجديد تنال ثقة جميع الاطراف المتنازعة في سوريا .
أما الركون الى أردوغان وأهمال الاطراف الاخرى ويعرف جيدا ترامب أن أردوغان هو الذي كان وما زال يدعم الارهاب والارهابيين من داعش وغيرها من الفصائل الارهابية التي تعمل على الارض السورية بالمال والسلاح والدعم اللوجستي , أما الركون الى أردوغان دون الاطراف الاخرى لن يتم حلحلة الامور .
أن الهدوء والامن والاستقرار والسلام في سوريا لن يتم الا بصياغة دستور حديث يضمن حقوق جميع الاطراف المتنازعة.[1]