الحزب الشيوعي العمالي العراقي ..!!!
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 5590
المحور: القضية الكردية
الحزب الشيوعي العمالي العراقي...!!!
حضرنا ندوة والدعوة فيها كانت عامة في جامعة لندن( يو سي أل ) في احدى مدرجات الجامعة وحضر جمع قليل لا يتجاوز عشرون شخصا , وكانت الندوة حول الاستفتاء المرتقب , والمتحدثين كانوا ممثل حكومة الاقليم كاروان طاهر وكاك كاوه وسيروان سعيد مسؤول مجلس حركة التغيير واخيرا خسرو عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي .
حتى وقت قريب كنا في حركة التغيير والحزب العمالي نناضل ضد توريث السلطة والحكم السلطوي العائلي وهيمنة الجزب الواحد بالاضافة الى محاربة الفساد السياسي والاداري والمالي الذي ينخر في مفاصل و مؤسسات الحكومة ورئاسة الاقليم وشاركنا جنبا الى جنب في محاربة وكشف فشل سلطة الاقليم السياسية والادارية للرأي العام المحلي و الاقليمي والدولي سواء بتسييرات المظاهرات او باقامة الندوات السياسية تفضح مخططاتهم المشبوهة في بريطانيا .
وكان التتويج لهذا النضال المشترك هو تأسيس ( مظلة الحرية ) التى تبنت الدفاع عن الجماهير الكوردستانية وحرية الرأي والكلمة والتعبير وعدم كتم الافواه وحرية الصحافة والصحفيين وكانت مظلة الحرية رائدا وسباقا للنضال ضد سلطة الاقليم المهيمنة على ثروات ومقدرات الشعب الكوردستاني والجماهير تعيش في ضنك الحياة وحاجة ماسة بينما المسؤولون في هذه السلطة العفنة يعيشون برفاهية متناهية وقاموا بتكديس الاموال والثروات في سراديب قصورهم .
وكان اعضاء هذا الحزب من المتحدثين في ( ساحة أزادي ) في السليمانية أبان التظاهرات العارمة في الساحة المقابلة للمحافظة ( سراي ازادي ) ضد سلطة الاقليم وتعرضوا للمساءلة والمطاردة من قبل سلطة الاقليم لموقفهم مع جماهير كوردستان .
في احد الايام صباحا كنت متجها لايصال اطفالي الى مدارسهم مشيا على الاقدام وكانت ممثلية الاقليم خلف منزلي مباشرة في اجواررود الشارع الشهير في مركز لندن واذا التقي باحد عناصرهم وعدد من اعضاء حركتنا وقالوا لي عند الانتهاء من توصيل اطفالك الى المدرسة عد الينا لاننا نريدك في مهمة الدخول الى المبنى المتواجد فيه ممثلية الاقليم لاحتلال المكتب , وعدت مسرعا وصعدنا اليهم في الطابق الثامن من المبنى وكنا على وشك دخول الممثلية ولكنهم اقفلوا الابواب باحكام واتصلوا بالشرطة وخمسة دقائق واذا بعشرات سيارات النجدة اتت لنجدتهم وخيرونا الشرطة اما النزول اختياريا والتظاهر امام المبني او بالنزول بالاصفاد ولكننا اخترنا الخيار الاول , وكان احد اعضاء الحزب العمالي قبل مجئ الشرطة يضرب بقوة وعنف ابواب الممثلية ويقول افتحوا الابواب يا لصوص .
ذكرت لكم جزء يسير من نضالنا معا ضد سلطة الاقليم , ولكنني فوجئت كما فوجئ غيري من اعضاء حركة التغيير والحضور الكريم بأن متحدثهم خسرو يقول علينا مساندة البارتي وحكومة الاقليم في الاستفتاء المرتقب متناسيا أزمة رئاسة الاقليم التي ما زالت مستمرة وأن البارتي وقيادتهم وعلى رأسهم مسعود برزاني اقفل البرلمان وطرد وزراء حركة التغيير وضرب عرض الحائط بالحياة بالديمقراطية , ناهيك عن الازمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها الاقليم والذي هم المسببين المباشرين لها , وحكومة اقليم مطلوبة اكثر من عشرين مليار دولار لفشلهم في ادارة أمور الحكومة والرئاسة .
وعندما وجهت له ملاحظة بوجود أكثر من ثمانية عشرة قاعدة للجيش التركي ومخابراته ( الميت) في اقليم كوردستان وان كوردستان محتلة من قبل الجندرمة التركية , وعلى حكومة الاقليم العمل ديبلوماسيا على جميع المستويات لطرد هذا المحتل الغادر , بدلا من الاصرار على استفتاء مرفوض من قبل غالبية الدول المؤثرة في القرار الدولي , قد يأتي بالكوارث والويلات على الشعب الكوردستاني ليس باقل من جريمتي الانفال والقصف الكيماوي .
اجابني ان هذه القوات التركية هي لحفظ التوازن مع الحكومة الفيدرالية في بغداد !!! احتلال اصبح توازن في فكر هؤلاء , انهم انقلبوا مائة وثمانين درجة على مفاهيمهم ومبادئهم السابقة .
حزب لا يؤمن بالقوميات وبقدرة قادر اصبح يؤمن بالاستفتاء واقامة دولة قومية ( ادعاء البارتي ) وكان هذا الحزب يناضل من اجل ياعمال الشعوب اتحدوا !! ولكنهم الان لتقاطع مصالحهم مع البارتي والمنفعة السياسية والمالية وترقب للانتخابات المقبلة في الاقليم وتسهيل عملهم السياسي في العاصمة أربيل والاقليم عامة وفتح مكاتب لهم في المدن والاقضية بمساعدة البارتي والافراج عن معتقليهم في سجون الاسايش تنازلوا عن مبادئهم لكي يورث السلطة لمسعود واقامة مملكة برزان.[1]