منح جائزة “ساخاروف” للكردية مهسا أميني وانتفاضة “المرأة.. الحياة.. الحرية”
تم منح جائزة “ساخاروف” إلى الإيرانية التي قتلت على يد شرطة الأخلاق في إيران مهسا (جينا) أميني، وانتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية”. وحضر صالح نيكبخت، محامي عائلة الفتاة المقتولة، نيابة عن العائلة، في مقر البرلمان الأوروبي بستراسبورغ فرنسا وقرأ رسالة والدتها.
ويتم تقديم جائزة “ساخاروف” من قبل البرلمان الأوروبي للإشادة بالمدافعين عن حقوق الإنسان.
وقد تم يوم الثلاثاء 12 ديسمبر (كانون الأول)، منح الجائزة لمرسيده شاهين كار، من مصابي الانتفاضة الشعبية، وأفسون نجفي شفيقة حديث نجفي، نيابة عن مهسا أميني، وانتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية”.
وفي رسالتها التي قرأها صالح نيكبخت، قالت مجكان افتخاري، والدة مهسا، إنها لن تنسى الجرح الذي خلفته جينا أبداً، وشددت على أن اسم ابنتها سيبقى رمزا للحرية إلى جانب اسم جاندارك (البطلة القومية الفرنسية). وكان جزء من رسالة والدة مهسا باللغة الكردية.
وأشارت والدة مهسا في هذه الرسالة أيضًا إلى منع خروجها وعائلتها، وقالت إن النظام الإيراني حرمهم من فرصة حضور هذا الحدث والحصول على جائزة رمز الحرية من البرلمان الأوروبي، خلافاً لكافة المعايير القانونية والإنسانية.
وفي 9 ديسمبر (كانون الأول)، عندما كان أفراد عائلة أميني متوجهين إلى فرنسا بدعوة من الاتحاد الأوروبي، أُبلغوا في مطار خميني أنه لن يُسمح لهم بالمغادرة، وتمت مصادرة جوازات سفرهم.
وردا على هذه الحادثة، طلب 188 عضوا في البرلمان الأوروبي، يوم الاثنين 11 ديسمبر (كانون الأول)، من النظام الإيراني السماح لعائلة مهسا جينا أميني بمغادرة البلاد لتسلم جائزة “ساخاروف”، وقالوا إن هذا التقييد يهدف إلى إسكات العائلة حتى لا تتمكن من إدانة قمع النظام الإيراني.
وقال صالح نيكبخت، اليوم في المؤتمر الصحافي قبل حفل توزيع الجوائز، إن عائلة مهسا جينا أميني قامت بكل الأعمال المتعلقة بحضورها في هذا الحفل، لكن لم تخبرهم أي من مؤسسات النظام الإيراني حتى اللحظة الأخيرة أنهم غير مسموح لهم بالمغادرة.
شعار “المرأة، الحياة، الحرية” تبلور القيم الإنسانية السامية
وذكرت مجكان افتخاري في رسالتها اسم “جاندارك” عدة مرات، وقالت في جزء منها: “كم هو جميل وذو مغزى أن تلتقي هؤلاء الفتيات، ويلهمن التاريخ بعد قرون؛ الفتيات اللاتي بموتهن عبرن حدود الأرض وأعطين حياة جديدة لإرادة التحرر والحرية للشعوب”.
واعتبرت والدة جينا ابنتها بأنها “مظهر الحياة”، وقالت إن اسمها أصبح رمزا للتحرر، وقد نشر حلم الحرية من مسقط رأسها كردستان إلى العالم أجمع.
وبحسب قول افتخاري، فإن الظالمين قد ظنوا أنه بإخراج الحياة من جسد جينا، ستتوقف عن “الصيرورة والوجود”؛ كما تصور أعداء فرنسا، أنه بإحراق جسد جاندارك، فإن أحلامها سوف تتبخر أيضًا.
وتابعت افتخاري: “لكن لم يكن أحد منهم يعلم أنه من رماد جاندارك وجينا ستُولد روح تشبه العنقاء، روح لا تُقهر…”
واعتبرت افتخاري ابنتها مهسا بأنها “الوعد بتحقيق القيم الإنسانية السامية التي تتبلور الآن في الشعار التقدمي “المرأة، الحياة، الحرية”، وأعربت في النهاية عن أملها في ألا يخشى أي صوت في العالم كله أن يقول كلمة “الحرية”.[1]