تاكتيك بوتين
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 4117
المحور: القضية الكردية
تاكتيك بوتين ...
أزدادت وتيرة حرب التصريحات والتصريحات المضادة بين قطبي السلطة في أقليم كوردستان مؤخرا مما قد ينذر بعواقب وخيمة على العملية الديمقراطية والامن والاستقرار في اقليم كوردستان , والسبب هو الدستور وانتخابات الرئاسة في الاقليم وافرز هذه الحرب الكلامية والاعلامية فريقان , فريق يؤيد طرح الدستور على الاستفتاء الجماهيري العام ويترأسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومؤيديه وفريق معارض يؤيد ارجاع الدستور الى برلمان أقليم كوردستان للتنقيح ومراجعة بعض مواده وبنوده ويتزعم هذا الرأي احزاب المعارضة في الاقليم والاتحاد الوطني الكوردستاني أحدى قطبي السلطة .
في غضون ذلك هاجم المتحدث باسم حزب البارزاني قيادات حزب الطالباني , فنقلا عن صوت كوردستان بدأت الخلافات بين القوى الكوردية في اقليم كوردستان تتصاعد مع اقتراب وقت الانتخابات واصرار حزب البارزاني على عدم اعادة النظر في قرارهم بصدد دستور اقليم كوردستان من ناحية واصرار المعارضة وحزب الطالباني على التوافق الوطني على الدستور والتي بموجبه سيتم تحريم البارزاني من ترشيح نفسه لدورة ثالثة
فبعد تكذيب أزاد جندياني لجعفر أيمكي ونفيه موافقة الاتحاد الوطني الكوردستاني على ترشيح البارزاني لدورة ثالثة , خرج اليوم أيمكي للمرة الثانية خلال يوم واحد ( مما يؤكد عمق الخلاف ) ليهاجم حزب الطالباني وقياداتها واتهامهم بالعمل حسب أهواء حركة التغيير
كما انتقد أيمكي كل من كوسرت رسول وسعدي بيره وملا بختيار وقال بانهم يدلون بتصريحات مناقضة للتحالف الاستراتيجي بين حزبه وحزبهم
وكما وجه أيمكي انتقادات خاصة للملا بختيار بسبب الخطاب الذي ألقاه في محافظة دهوك بمناسبة تأسيس حزب الطالباني .
في سياق متصل أتهم عادل مراد القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني الحزب الحليف بأحتكاره للمناصب وحرمان كوادر الاتحاد الوطني من المناصب الدبلوماسية فيما رد عليه , فلاح مصطفى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بأن دائرتنا دبلوماسية وبعيدة عن سيطرة الاحزاب
أن المتابع للحرب الكلامية بين قطبي السلطة واتهاماتهم المتبادلة لبعضهم البعض , يستشف بان شيئا خفيا يطبخ في الخفاء وبموافقة حزبي السلطة .
بعد تصريحات ملا بختيار الاخيرة والذي قال فيه بان برزاني هو مرشحهم الوحيد لرئاسة اقليم كوردستان كما ان مام جلال مرشحهم لرئاسة العراق الاتحادي , وان تصريحه واقواله هذا لا يقبل اللبس او التأويل هكذا بكل صراحة قالها مؤكدا على عدم التأويل والتحليل ولكن بعد مرور عدة ايام انقلب ملا بختيار على تصريحه هذا مائة وثمانون درجة , هذا مما اوجس لدينا الحيطة والحذر من هذه التصريحات اللامسئولة من قبل قيادات حزب الطالباني .
وبرأيي المتواضع حول تصريحات ملا بخيتار وازاد جندياني النارية وغيرهم من قيادات حزب الطالباني والمناقضة لتصريحاتهم السابقة ماهو الا لاعطاء انطباع لقواعد الاتحاد الوطني وجماهيره بأن حزبهم ليست أمعة ولا ذليل لسياسات حزب البارزاني وتوظيف هذه التصريحات النارية للانتخابات المقبلة خير توظيف وحصد اصوات جماهير كوردستان لصالحهم , وأن هذه الحرب الكلامية والخطاب السياسي للاتحاد الوطني لحليفه في الاتفاق الاستراتيجي هو تاكتيك انتخابي محض وبعدها سوف يرجعون احباب لتقاسم السلطة والمال .
أليس الاحرى بالحزب الديمقراطي الكوردستاني احترام الدستور والتوجه العام وعدم اصرارهم على ولاية ثالثة خلافا للدستور الذي ينص على أن تكون ولاية رئيس اقليم كوردستان اربع سنوات ويجوز اعادة انتخابه لولاية ثانية !!!
واعادة الدستور الى برلمان اقليم كوردستان الذين هم ممثلي الشعب الكوردستاني الحقيقيين والمدافعين عن تطلعاتهم القومية والوطنية المشروعة والذي ينبض بروح الشعب الكوردستاني .
اما الاصرار على تحدى الشعب الكوردستاني والانصياع للرغبات الشخصية سيولد الخيبة والفشل و سيؤدي بنا الى كما فعل بوتين حيث رشح نائبة دميتري ميدفيديف لرئاسة روسيا لدورة واحدة , ثم ما انفك انتزعه منه بعد انتهاء دورته الرئاسية , والتمسك بشخص وحيد وعائلة وحيدة .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا , أليس هناك شخص أخر في كوردستان غير برزاني لرئاسة أقليم كوردستان ؟؟؟!!![1]