الأبجدية #الايزيدية# تتحدى الاندثار
مقالات/حمدي حمد
تعد أبجدية الإيزيدية القديمة نظامًا للكتابة، يرجع أصوله إلى فترة ما قبل الميلاد، وتتميز بخصائص فريدة تميزها عن الأبجديات القديمة الأخرى المعروفة في المنطقة. يُعتقد أن الأبجدية الإيزيدية كانت تُستخدم لأغراض دينية خاصة بالديانة الإيزيدية، وكانت تُكتمَ عن الأجانب. تأتي أهمية هذه الأبجدية من استخدامها في كتابة النصوص الدينية المقدسة للإيزيديين، مثل الجلوة ومصحف الأسود، والتي للأسف احترقت خلال فترة غزوات القوى الإسلامية العربية على ميسوبوتاميا العليا المعقل الرئيسي للايزيديين.
توجد الأدلة التاريخية المؤكدة على وجود الأبجدية الإيزيدية، حيث ذكرها عدد لا بأس به من الرحالة والبعثات الغربية في بدايات القرن الماضي. وقُدِمت أيضًا دلائل على الأبجدية الإيزيدية من خلال النقوش الموجودة على جدران معبد لالش في شمال العراق. ومن اللافت أنه تم اكتشاف بعض القطع المعدنية التي تحمل نصوصًا دينية إيزيدية مكتوبة بأبجدية الإيزيدية.
على مر الزمن، ونتيجة للحملات الابادة المتكررة التي تعرض لها الإيزيديون، تلاشت استخدامات الأبجدية الإيزيدية وأصبحت شبه منقرضة، حيث تراجعت تدريجيًا عن الاستخدام الواسع. لكن بعد الاضطهاد الشديد الذي تعرض له الأيزيديون في عام 2014، نجح الإيزيديون في إحياء الأبجدية والحفاظ عليها، واستعادوا تدريجيًا جزءًا من تراثهم الثقافي المهدد بالاندثار. وحاليًا، تستخدم الأبجدية الإيزيدية من جديد لأغراض دينية عند الإيزيديين في بعض المجتمعات في روسيا وجورجيا.
من المؤسف أن يواجه الإيزيديون تحديات في الحفاظ على الأبجدية وتعليمها للأجيال القادمة في مناطقهم التاريخية، حيث يُمنَع الإيزيديون في مناطق شمال العراق من استخدامها وتعليم الأطفال. هذا يُعَد تهديدًا لتراث الايزيدي الثقافي القيم.[1]