كاك نوشيروان وأزمة المالكي
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 3585
المحور: القضية الكردية
كاك نوشيروان وأزمة المالكي ...
من الواضح ان العراق يعاني من ازمة حقيقية , تهدد كيانه كدولة مدنية حديثة , وكما تهدد الديمقراطية الناشئة فيها , وان الاحتقان السياسي الذي تناولته وكالات الانباء عن صراع كان خفيا على السلطة والان طفح على السطح , و انسحاب اعضاء القائمة العراقية ومقاطعة جلسات البرلمان العراقي وكذلك انسحاب وزراء القائمة العراقية من تشكيلة حكومة الشراكة الوطنية برئاسة نوري المالكي , كل تلك الاحداث السياسية المتتالية ترد بنا بالعملية السياسية العراقية الحالية الى الوراء الى المربع الصفر , ويخلق جوا من الاحتقان والعداء بين الاطراف السياسية المختلفة , كل تلك الامور حصلت مفاجئة بعد الانسحاب التدريجي للقوات الامريكية حتى الانسحاب الكامل نهاية عام 2011 , وبعد عودة المالكي من زيارة خاطفة للولايات المتحدة الامريكية , ولا ندري ما تم من مباحثات ؟ وهل تلقى المالكي تفويضا للبدء في ضرب معارضيه وتحجيمهم , تمهيدا لحصر كل النفوذ بيده دون منازع , للبدء بسلسلة من الاجراءات السياسية التي قد تجعله ديكتاتور العراق القادم ؟اما ماذا تم في هذه الزيارة المفاجئة ؟ لسنا هنا بصدد الجواب على هذه التساؤلات المشروعة , ولكن نحاول تحليل الامور وفك عقدها السياسية المتأزمة .
ان هروب الهاشمي نائب رئيس الجمهورية من تسليم نفسه للقضاء بتهمة الارهاب كما الصقها به نوري المالكي , واحتماء الهاشمي بالسيد مسعود بارزاني , جعل شئنا او ابينا من الكورد طرفا في هذا النزاع الدائر على الاستحواذ على العملية السياسية واقصاء الاطراف السياسية الاخرى , بغية الانفراد بالحكم , وما مطالبة المالكي من بارزاني تسليم الهاشمي للقضاء العراقي لمحاكمته بتهمة الارهاب , الا ويصب في هذا الاتجاه .
ادركت قيادة البارتي واليكيتي ان الكورد اصبحوا طرفا في هذا الصراع الدائر بين مجمل الاطراف السياسية العراقية , وان الدول الاقليمية المجاورة للعراق دخلت على الخط وبدأت بتغذية الاطراف السياسية العراقية المتنافسة وكل يدعم حلفائه , لذا بادر بارزاني وطالباني الى الاتصال براعي حركة التغيير كاك نوشيروان للوقوف على رأيه بالصراع الدائر , وايجاد الحلول والمبادرات للخروج من عنق الزجاجة , وبادر المالكي ايضا الى الاتصال هو الاخر بالاطراف السياسية الاخرى لايجاد البديل عن التحالف الكوردستاني في الاوساط السياسية الكوردستانية للتحالف معها وفرط عقد التحالف مع التحالف الكوردستاني الذي كان حتى الامس الحليف القوي للمالكي في اقليم كوردستان ويدعم سياساته الداخلية والخارجية .
ان حركة التغيير اصبحت ملاذ للاطراف السياسية الكوردستانية والعراقية في أن واحد , لذا على ساسة حركة التغيير اللعب بجدارة , وان يلعبوها صح , حتى تكسب ثقة مجمل الاطراف السياسية الكوردستانية و العراقية , وانتزاع مطالب حركة التغيير في كوردستان والعراق من فم الاسد , ان هذه فرصة جوهرية متاحة لحركة التغيير للمناورة واللعب , ان الكرة بملعبنا وامامنا ثلاثة شباك علينا التسديد بفن وثبات وقوة لتسجيل الاهداف الثلاثة , لكي نفوز بتنفيذ بمطالبنا و تطبيق برنامجنا في كوردستان والعراق , علينا اللعب سياسيا وبحذاقة وخبرة , اما الوقوف وقفة المتفرج والانتظار لما ستؤول اليه الاحداث , فهي السلبية بحد ذاتها , ويتم تفويت الفرصة الجوهرية التي اتت لنا على طبق من ذهب .[1]