الانتصارات التي تحققت, وتأثيرها على شعوب المنطقة
#القضية الكردية# وتوازنات الدول الإقليمية
مع نهاية داعش كتنظيم سيطر على مساحات شاسعة من الأراضي السورية والعراقية ومع إمكانية بقاء خطره داخلياً مثلها مثل خطر “الذئاب المنفردة”. تجعلنا مدعويِّن للبحث عن إجابات صريحة ومنطقية لأسباب قيام الأتراك بتقديم هذا الدعم الهائل لهذا التنظيم وغيرها من التنظيمات الإرهابية, وتأثير الانتخابات الأخيرة في تركيا على الكرد خاصة وعلى شعوب المنطقة بشكل عام.
السياسة التركية وتمهيدها لخلق أرضية تتكاثر فيها الإرهاب هي سياسة قائمة على فلسفة حديثة قديمة تعتمدها الدولة التركية العميقة من خلال شعار(تركيا الكبيرة القوية .. ومن يطالب بحقوقه من الدولة العثمانية هم كفرة, كل شيء من أجل تركيا العظيمة).
وهذا ما يؤكد استمرار حكومة العدالة والتنمية باعتماد الإرهاب واستنساخه بهدف تحقيق مستويات أكبر من الهيمنة والسيطرة وهذا ما يستدعي اليقظة والاستعداد لمواجهة السياسة التركية كونها أكبر خطر على شعوب المنطقة.
وفي شأن الانتخابات التي جرت مؤخراً في تركيا فمهما لجأت السلطات والأنظمة إلى الطُرق الملتوية لابد وأن تنالها قسطاً من رياح التغيير المقرون بإرادة الشعوب سواء طوعاً أم قسراً.
لقد مارست الفاشية التركية كل الوسائل وبذلت جهوداً كبيرة في سبيل الضغط على المناطق الكردية ومورست أساليب مختلفة لغاية كسب الأصوات فيها، ومع ذلك استطاع حزب الشعوب الديمقراطية من إلحاق الهزيمة بحزب العدالة والتنمية متجاوزة كل الضغوطات والهجمات القاسية وسياسة الإبادة, وهذا ما جعلنا ننظر إلى هذا الفوز على أنه انتصار تاريخي كبير وهو انتصار لنا ولشعوب الشرق الأوسط قاطبة؛ فعندما انتصرنا على تنظيم داعش وتمكننا من دحره وهزيمته لم ننتصر نحن الكرد فقط بل انتصرت إرادة جميع شعوب سوريا وشعوب الشرق الاوسط. فأينما هبت رياح التغيير والديمقراطية بالتأكيد ستكون لها تأثيرات إيجابية على نضال ومقاومة شعوب المنطقة كلها, فجميع الشعوب تربطها علاقات متينة إذا ما تجردت من أنظمتها الشمولية.
إن أنظمة الشرق الأوسط عامة تستبد السلطة بأساليب قمعية واستقصائية وتعتمد على ترسيخ نظرتها الشمولية في الحياة العامة وتفتقر دوماً للعدالة الاجتماعية وترفض بناء أسس جديدة لمصالحة وطنية حقيقية على أسس من الحوار والشفافية…وتحارب شعوبها وتستخف بحقوقها… وتستخدم كل وسائل القتل والإبادة والسجون لردع من يعارضها ومن يطالب بالديمقراطية والحقوق المشروعة..
إن ما تنشده شعوب ومكونات المنطقة هو تغيير جذري يضمن حقوقها المشروعة ويحافظ على العيش المشترك وعلى دمقرطة المجتمع.
اليوم وبعد كل ما جرى ويجري في المنطقة نجد أن مؤشرات العاصفة الهوجاء قادمة وبشكل أكثر ضراوة, والمتغيرات السريعة بدأت تفعل مفعولها في زخم هذه الحياة المضطربة التي تعيشها الشعوب والمكونات كما أن تأثير المتغيرات لا يمكن نكرانه وسط هذه الحركة التي تحيطنا بضجيجها وهوسها، ولعل تأثير بعض هذه المتغيرات قد ظهرت على السطح وها نحن نلمسها اليوم.[1]