لهذه الأسباب نحتفل بيوم اللغة الكردية!!!
القضية الكردية وتوازنات الدول الإقليمية
إن الاحتفال بيوم اللغة الكردية مناسبة عزيزة، بل هي الآن تشغل المثقفين على مستوى الإنسانية لذلك فالحفاوة بها واجبة، وإن كان أمر #اللغة الكردية# والولاء لها والانتماء إليها والاعتزاز بها لا يتوقف على يوم ولا على مناسبة، إنما هو أمرٌ ممتد في ضمير الإنسانية.
منذ بداية ثورتنا كان في مقدمة أولوياتنا الاهتمام باللغة الكردية والتعليم والتعلم بها؛ ففي بدايات سنة 2011 أنشأنا في قرية من ضواحي عفرين وفي تحدٍّ كبيرٍ ما يُشبِهُ مدرسةً للُّغةِ الكرديةِ بالرغم من معارضة النظام، وكان هذا الحدث منطلقاً وحافزاً, فتوافد إليها العديد من المهتمين باللغة، ولتنتشر المدارس التي تعلم اللغة الكردية وتعم كافة أرجاء روج آفا، ومع بَدْءِ الثورةِ كان جُلُّ اهتمامنا إدراج اللغة الكردية في المدارس والتعليم والتعلم بلغة الأم فيها؛ فازدادت عدد المدارس وعدد التلاميذ الذين يُجيدون لغتهم قراءةً وكتابةً، وخلال هذه السنوات تم اجتياز العديد من العوائق واكتسب الطاقم التعليمي المزيد من الخبرات والمعارف من خلال تكثيف التعليم للمعلمين والمعلمات بعد الاطلاع على طرائق التدريس المختلفة و من خلال هذه المدارس سعينا للعمل على تطوير وإحياء اللغة الكردية والارتقاء بها وخلقِ إنسانٍ يستطيع قيادة مجتمع أخلاقي حر, كما تم افتتاح العديد من الجامعات والمعاهد والأكاديميات .
وإدراكاً منا بأن التعددية هي نظرية تُفضي إلى الوعي بالذات الجماعية بحيث تستند على فكرة التشارك في المجتمع بين الجماعات الثقافية المتعددة الهوية على أساس العدالة والمساواة والاعتراف رسمياً بالهويات المتمايزة، والتعاون معها ودعم تمايزها بدمجها بآليات معينة بما ينسجم و طبيعة النسيج المجتمعي. ولأننا أردناها تعليماً متميزاً يدرُّ على الشعوب والمكونات الفهم والتفهم والإيمان بالإخوة الإنسانية الصحيحة و المحبة وعدم التمييز والإسهام في تقريب الحضارات مع بعضها على الصعيد الإنساني, وفي خطوة أخرى وظاهرة نادرة غير متواجدة في كل الشرق الأوسط تم البدء بالتعليم بلغات ثلاث (كردي –عربي –سرياني)أي الاعتراف بلغة المكونات الأخرى؛ بمعنى الاندماج والدفع لبناء مجتمع متناغم سياسياً واجتماعياً من حيث التطابق بين الإدارة الذاتية الديمقراطية بوصفها نظام ديمقراطي تعددي وبين الشعوب والمكونات بوصفها الموروث الحضاري والثقافي الذي يعزز قيمة المواطنة في المنطقة التي يتواجد فيها المتباينين ثقافياً في إطار العيش المشترك وبناء هوية جامعة بحيث تشعر المكونات بقوة و تماسك الانتماء الثقافي والسياسي وفك التناقض بين الشعوب والمكونات المتجانسة والواقع المتعدد؛ فالثقافة المشتركة تعطي حسَّاً بالانتماء المشترك والتضامن بين أبناء المجتمع كما تُعطي إحساساً بالتماثل في الشعور والموروث والأصول.
بالمحصلة, تُعتبر اللغة في حياة الأمم والشعوب مقوِّماً أساسياً في تحديد انتماءاتها القومية وقد استطاع الكرد الحفاظ على لغتهم وترسيخها وتعميمها على الرغم من تعرض اللغة الكردية لمزيد من الصَّهْرِ والقمع ولمؤثرات متباينة ومعقدة, ولهذا نقول: يحق لنا اليوم أن نحتفل بيوم اللغة الكردية..[1]