أما آن الأوان للوقوف في وجه الساسة؟
رحلة إلى الوجع الكردي
من البديهي أن حياة الشعوب والمجتمعات لا تسير دوماً بود ووئام، إنما تتخللها أحياناً نزاعات و خلافات واختلافات, فالتنازع والاختلاف من أهم الأسباب التي تحفز الشعوب للتطور والتقدم. كما أن التوافق الدائم يخلق التقاعس ويقتل التطور ويمنع الاستجابة للمتغيرات المتجددة.
كل الصراعات مهما كانت أنواعها أو أشكالها يمكن التغلب عليها وإيجاد حلول لها بشرط أن تكون النوايا سليمة ويتم البحث عن طرق جدية ومتوازنة للتعامل معها…
و من أقرب الأمثلة على ذلك الخلافات التي نتعرض لها جميعاً في مجتمعاتنا سواء في البيت أو في مكان العمل فالجميع يتعرض للخلافات والاختلافات… كيف لا والصراع رافق نشوء البشرية و”هابيل وقابيل ” نموذج لهذا الخلاف.
سورياً وبعد مرور كل هذه السنوات من القحط, والتي شابها الكثير من الأحداث الهائلة, يمكننا الاستنتاج بأن وضع السوريين عامة والوضع الكردي خاصة بحاجة إلى حضور للحنكة ولغة سليمة للعقل والمنطق وتفكير سديد، ومراجعة حقيقية للذات للوقوف على الهفوات التي جعلتنا ندخل في صراعات (عقيمة الحل).
من الواضح أنه عندما تتزاحم المصالح وتتعمق الخلافات وفقاً لمصالح حزبية أو عرقية أو مصالح شخصية ضيقة تحدث الصدامات بين الشعوب والمكونات …
اليوم بات من الحكمة النظر إلى جميع القضايا والاشكالات من منظور واقعي ومنصف وأن نتمتع بنظرة منصفة وعادلة تحفظ للجميع حقوقهم وتراعي مصالحهم ,بدلاً من الوقوع في مطبات خطيرة تؤدي إلى تأجيج الصراعات وتوسيع دائرتها بدلاً من حلّها و تحجيمها.. أعيد وأكرر كما دونت وأشرت في مقالات سابقة أننا في سوريا فقدنا الحيادية في التعامل, وكل مَنْ تدخّلوا لحل الأزمة السورية كانوا يضحكون على جراحنا لأنهم بالأساس يهدفون إلى تحقيق مصالحهم سواء كان على مستوى شخصيات أو دول إقليمية أو دولية أو حتى منظمات دولية، ولهذا نجد أن كل الاتفاقات والمؤتمرات انتهت بالفشل وما بقيت منها مصيرها الفشل بينما بقيت الأزمة السورية على أشدها وخاصة بعد دحر الارهاب في مناطق عدة، يمكننا الجزم أن الجميع يبحث عن مصالحهم، فإين المصلحة السورية في كل ما جرى، وما موقع مكونات الشعب السوري في ضمائر الساسة؟ أما آن الاوان للوقوف في وجههم؟
نحن جميعاً مكونات اللوحة الفسيفسائية السورية شعوب ومكونات و أحزاب ومعارضة وغيرها مطالبون ليس بتوحيد المواقف لأنني أجدها شرطاً قاسياً إنما بتفعيل المشتركات والخصوصيات وتجاوز بعض المختلف عليه ولو لفترة، والبدء بالبحث عن الحلول المنصفة للقضايا الخلافية, والاستعداد للتأقلم مع المستجدات الإقليمية والدولية وبالتالي الحفاظ على هوية المجتمع السوري ومرتكزاته.
بصراحة, ابتُلي المجتمع السوري بزمرة ممن يدعون السياسة وأنصاف السياسيين زرعوا أنفسهم في أهم مفاصل المجتمع السوري ليسيروا به من سيء الى أسوأ. فهل بقي متسع من الوقت للانتظار…[1]