رسالة إلى العالم بخصوص ثورة روج آفا
بدأت الثورة 19تموز – بماذا بدأنا ؟ وما كان ردود الشعب؟
تحت شعار “النصر أو الموت” بدأنا بثورة 19 تموز.
لأن الشعب في روج آفا بشكل عام و كوباني بشكل خاص قد ذاق الويلات من ممارسات النظام، وكوننا شريحة واسعة من الشعب قد ناضلنا إيماناً منَّا بحقوق الشعب الكردي منذ خمسينات القرن الماضي، وبشكل خاص مع ظهور حركة حرية كردستان التي كُنَا جزءاً منها.
بدأت ثورة 19 تموز من كوباني وبدورنا كنا قد هيأنا الشعب للقيام بواجباتهم الوطنية والاجتماعية وذلك عبر المجالس رغم قلة الإمكانيات في كافة النواحي وبإصرارنا ونضالنا تجاوزنا مخاض الولادة الأليمة للثورة, وكان أشهر مقولة للشعب هي ” نحن لا نخاف إما أن نموت أو ننتصر ” نحن شعبٌ مقاوم بدأنا بالسلاح الأبيض من الجبهة الغربية.
بدأت الحرب وقد استشهد الرفاق وهم أولادنا، وكنا نعلم هذا ونرى بأم أعيننا قلة السلاح والذخيرة.
نحن كإداريين في بيت الشعب كان الناس يتوافدون إلينا, ويسألوننا عن السلاح وقلته في حال أي اعتداء، ومن أي جهة كانت، وكنا نلاحظ ونقرأ من خلال زياراتنا واجتماعاتنا مع الشعب آلاف الأسئلة التي لم ينطقوا بها إنما من خلال نظراتهم وملامحهم عن مصيرهم ” كيف سنكون , الى أين نتوجه, من سيؤمن المطالب الحياتية,…… ” مع كل هذه الأسئلة وإيماناً بنضالنا لعشرات الأعوام كان هذا الشعب يؤمن بهذه الثورة؛ كوننا قمنا بثورة مزدوجة؛ ثورة لقلب النظام وثورة لإدارة أنفسنا وثورة المرأة؛ لهذا كان حِملُ هذه الثورة ثقيلاً لدرجة تُكسرُ منها الظّهر.
أخرجنا النظام في 19 تموز ولم نكن نملك أي شيء، وأولادنا في جبهات القتال وكان الخوف يأكل عيون الشعب, ورغم ذلك لم نتراجع بل كان إصرارنا أن نتوج دماء الشهداء وذلك بإنشاء المؤسسات “الخدمية– الحماية– المرأة– الشبيبة– العدالة– الصحة……” وكان نتاج كل ذلك يزعج الأعداء الذين لا يؤمنون بالديمقراطية لهذا السبب اُرسِلَ إلينا كل مرتزقة العالم, أحرار الشام – جبهة النصرة – داعش .
وباءت كل تلك المحاولات بالفشل أمام إصرار شعب يريد العيش بكرامة ويؤمن بالديمقراطية وحقوق كافة المكونات، ولذلك كان إصرار الدول وبالأخص تركيا إفشال المشروع المَبنِي على حفظ الكرامة الإنسانية /المشروع الأوجلاني المبني على العدالة الاجتماعية وأخوة الشعوب وحرية المرأة/ عبر دعمها اللامتناهي لتلك الجماعات وعلى رأسها داعش.
قام تنظيم داعش الإرهابي بمهاجمة مقاطعة كوباني في #15-09-2014# من ثلاث جبهات وقد أبدت وحدات حماية الشعب والمرأة مقاومة بطولية مع كافة شرائح المجتمع, وقد ذُهلَ العالم من هذه المقاومة، وعليه خرج المظاهرات في عشرات المدن في العالم كانت تحيي تلك المقاومة وتطالب الدول المؤمنة بحرية الشعوب أن يساندوا ويدعموا تلك المقاومة في (#كوباني# ) .
نعم انتصرت كوباني ومعها انتصرت الإنسانية.
والآن ها نحن نحارب بأحدث سلاح متطور ومن حقنا الحصول عليه كوننا حاربنا نيابة عن العالم. الآن ندافع عن أنفسنا ولم نهاجم أحد. لقد حاربنا #داعش# / أجندات الدول الخارجية والداخلية / من أين جاؤوا؟ ولماذا جاؤوا؟.
الربيع العربي الذي افتَخَرَ به الشعب العربي بدأً من تونس ومن أفقرِ طبقةٍ من الشعب مروراً على ليبيا ومصر واليمن, وجاء دور سوريا التي كانت ضمن مشروع الربيع العربي وما زالت الحروب مستمرة على هذا الأساس حتى الآن.
نسأل العالم لماذا لم ينتصر الشعب على هذه الدول المستبدة والديكتاتورية؟؟ أعتقد بأنه ليس هناك مشروعٌ بديل لكي ينتصر الشعب على الدولة لأنه نفس الذهنية,
وها نحن بالمشاريع الأوجلانية نتحدى العالم بالإدارة الذاتية والأمة الديمقراطية، ولهذا نتقدم خطوة بخطوة ولنا صدانا في العالم بالتعريف بمشروعنا، ولدينا بديل عن هذا النظام ونقدمه للعالم، ولهذا السبب انقطعت الحقوق القانونية عن قائد الإنسانية #عبدالله أوجلان# , ونقول للدول التي تقول عن نفسها متقدمة ومُطالبة بالحرية أين انتم من هذا؟؟!!.
اليوم نبدأ بأغلى شيء نملكه الذي هو الروح فبدأت رفيقته ليلى كوفن التي تضحي بنفسها بالإضراب عن الطعام من أجل الإنسانية والديمقراطية لمعرفة وضع قائد الإنسانية داخل زنزانة إيمرالي الذي منع محاميه وأفراد عائلته من مقابلته وحُرِمَ من حقوقه, فالإنسان عندما يصيبه مكروه أو مرض وأينما كان له حق المعالجة كي يبقى على قيد الحياة, اليوم نرى كوفن تجمع حول نفسها سبعة آلاف شخص التي بدأت من سجن آمد وأعادت من جديد الروح الآبوجية.
ليلى بروحها وقفت بتحدٍ أمام العالم, وبهذه الروح تضحي لتروا وتسمعوا صوت الكُرد وما يعانونه من داعش وتركيا التي لا فرق بينهما.
بكل دقيقة تكون أمام الموت فهل يوجد الإنسانية ويوجد حق للحقوق الإنسانية؟؟!!, وإذا وُجِدتْ؛ أليس للكرد حقٌ بذلك؟.
نَعِدُ كأمهات الشهداء اللواتي رفعن أيديهنَّ على نعوش أولادهن بمطالبة الحرية والنصر؛ ولن نخاف ولن نتراجع أي خطوة للخلف، وكل يوم نَعِد ونتقدم وسنستمر على ذلك، ولا يوجد أي شيء نخاف منه فأولادنا هم أغلى شيء وقدمناهم فداءً لأرضنا.[1]