الوزير السبهان “خارطة طريق واضحة” إنهاء الأزمة
أزمة ملف إدلب وضع اردوغان في مأزق حقيقي بإطلاقه لتصريحات بائسة
لم تكن زيارة الوزير(ثامر السبهان) زيارة عادية أو جولة من ضمن الجولات التي عادة ما يقوم بها الوزير، فهذه الزيارة إلى الشمال السوري جاءت وعلى وجه السرعة برسالة عاجلة من سمو الأمير( محمد بن سلمان ) لرسم خريطة طريق جديدة وتشير إلى بدء مرحلة جديدة من البناء وإعادة ترميم البُنى التحتية، وفرض الاستقرار والحفاظ على مكتسبات وإنجازات الشعب السوري، فمنذ بداية إعلان الحرب على داعش من قبل
قوات سوريا الديمقراطية قدمت المملكة دعماً عسكرياً في محاربة الإرهاب والتطرف انطلاقاً من #كوباني# إلى الباغواز ولعبت أهم الأدوار في التحالف الدولي للقضاء على مصادر تمويل الإرهاب وتجفيف منابع الدعم المالي والاقتصادي؛ فهذا الدعم اللوجستي والعسكري ساعد قوات سوريا في القضاء على داعش وعلى إخوانها، واليوم يأتي الدور المكمل للمملكة لهذه الإنجازات والعلاقات المميزة مع الشعب السوري؛ فهذه المرحلة تقدم المملكة الدعم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي تثبيتاً للاستقرار وسعياً منها لوأد الفتنة العرقية و المذهبية التي تعمل عليه أطراف خارجية؛ حيث أن هناك أيدي تسعى إلى زعزعة الأمن وإثارة النعرات العرقية محاوِلة ضرْب السلم الأهلي والاجتماعي والعيش المشترك و وحدة المصير، وإدخال المناطق المحررة في نزاعات وخصومات متنوعة؛ وهذا يعني إغراق المنطقة المستقرة والخالية من الإرهاب في بحر من الدماء مما يتنج عنه عودة داعش والمليشيات الإرهابية، وقد نصل إلى نتائج عكسية لا تُحمد عُقباه، وهذا ما أدركته المملكة، والزيارة تحمل أطروحات منطقية وتنزع فتيل الأزمة وتزيل العوائق والخلافات وتُفشِل مخططات الدول الخارجية؛ لذلك جاء الاجتماع مع الوجهاء و المجالس المحلية والإدارة السياسية والعسكرية لبحث آلية مكافحة بقايا داعش وضمان عدم عودته إضافة إلى دعم المجالس المحلية والإدارة في شمال سوريا، وتقديم المساعدات في القطاعين الصحي والتعليمي إضافة التوجه نحو تعويض المزارعين البسطاء الذين تضرروا من الحرائق التي التهمت محاصيلهم علاوة على ذلك الدعم لمجلس سوريا الديمقراطية المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية القوة الوحيدة التي انتصرت على داعش والضامن لعدم عودته والتصدي للمشروع الإخواني.
فهذه القوات لديها جيش منظم تعداده يفوق 100ألف مقاتل وموظفون تعدادهم قرابة 200ألف وأحزاب سياسية تعمل بكل حرية، وإدارة المجتمع المدني والتي ترسم خريطة ذهنية وعقلية قلَّما نجد لها مثيلاً في الشرق الأوسط وتبني نموذجاً حضارياً وثقافياَ ديمقراطياً لطالما سعى السوريون له بدون إراقة كل هذه الدماء.
كل ما يحدث من حراك اجتماعي وسياسي ورؤى سياسية حدث بتضافر جهود الإدارة السياسية لقسد التي تطبق القوانين والتشريعات الدولية وتلتزم بحقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الرأي، وهذا ما جعلها الرقم الأصعب ضمن المعادلة السياسية ومقصداً للوفود الدولية والعربية.
كل ما أشرنا إليه إن دلَّ على شيء إنما يدل على أن الدول العربية ترى فيها الشريك والممثل الشرعي للشعب السوري، وفي المرحلة المقبلة سيكون الاعتماد على رؤية مسد في رسم خارطة طريق و وضع تعريف منطقي لإنهاء الأزمة السورية.
أما خارجياً وعلى ما يبدو أنه لن يكن لتركيا موطئ قدم ضمن المنطقة الآمنة ولا غرب أو شرق أو جنوب الفرات، وكما قرأنا المواقف العربية من قبل والرافضة للتدخل التركي والذي اعتبرت تركيا جزء من الأزمة وليس الحل؛ فهنا يتفق الحلفاء ضمن رؤية واضحة لعدم إشراك تركيا في المنطقة الآمنة، وعدم السماح للإيراني باستغلال أي فراغ عسكري جرَّاء انسحاب القوات الاميركية وهذا لن يحدث في المنظور القريب وقد تتطور الأمور إلى طرد إيران من سوريا في مرحلة أخرى ضمن صفقات دولية وإقليمية، ومن حيث الجانب الروسي هناك خارطة طريق ومناطق نفوذ متفق عليه مع التحالف الدولي والعربي، كل هذه المعطيات تشير إلى أن المرحلة المقبلة بدعم من المملكة سيتمكن (مسد) من طَرْقِ أول مسمار في نعش الأزمة السورية.[1]