من مجمعات شنكال ( زورئافا)
مقالات/حيدر عربو اليوسفاني
مجمع زورافا (زورئافا) يعتبر من اصغر المجمعات السكنية في شمال جبل شنكال ،يقع في اقصى شرق ناحية الشمال اذ يبعد بمسافة ( 30)كم عنها ، يجاوره من الشرق قريتي كرشبك و خرانا ، و من جهة الشمال قرية عصرية العربية ، ومن جهة الجنوب قرية بارانا ، ومن جهة الجنوب قرية شوركا ، وفي جهة الشمال الغربي مجمع كوهبل السكني .
تم بناء قرية زورافا القديمة في الخمسينات من القرن الماضي من قبل المرحوم هادي داود الداود وابناء عشيرته المهركان، في بداية الامر عارضت العشائر العرب القريبة من موقع القرية فكرة بناء قرية لابناء عشيرة الهركان، لذلك رفضوا ذلك، و عبروا عن ذلك من خلال التهديد بهدم القرية و استهداف من يقوم بالعمل فيها اذا ما اصر هادي داود الداود على بناء القرية، علماً ان ملكية الارض تعود للعشيرة المهركان، لكن المرحوم هادي الداود اصرَ على بناء القرية و وزعوا بعض من ابناء العشيرة المسلحين على التلال المجاورة لبقعة المراد بناء قريته ، حيث تمركز مجموعة من الشباب في تل (گرێ ب رێز ) اي تل العجيل ، و البعض منهم ذهبوا الى (گرێ گولۆ) و الى تل (گرێ زۆر)و ايضاً الى تل ( طرىَ تيَذ) كحراسة للاشخاص الاخرين الذين يعملون لبناء قريتهم جبراً، و لهذا سميت القرية ب (زورئافا ) و تعني تم بناءها جبراً، و استقرا فيها عشيرة المهركان و عشيرتي الرشكان و الهويرية، و تم نصب اول طاحونة في القرية من قبل المرحوم برو كوجك و يديرها من قبل دينو موسى وهو مسلم .
مع استقرار العوائل في القرية تم افتح اول مدرسة فيها و سميت ب (معلاك البيت) و كان الاستاذ حسين هو اول من استلم مهام الادارة فيها، و قد تغير اسمها في عام 1976 الى مدرسة بيروت الابتدائية المختلطة و تم تعيَن الاستاذ دخيل حسن كوجو مديراً لها، وعندما قررت حكومة البعث تدمير القرى الايزيدية و تهجير اهلها الى مجمعات قسرية في زمن الرئيس احمد حسن البكر، حينها قد تم ترحيل ابناء العديد من القرى الى اطراف قرية زورافا لتكون مجمعا بأسم مجمع العروبة، و قد تم الترحيل في صيف عام 1975 ، و من هذه القرى (جمي جفرا ، بارانا ، زيروا ، باخليف , بكرا)، و قد ضم المجمع الجديد خليطا من عدة عشائر ،منها(عشيرة بكرا ، مهركا ، رشكا ، هويري ، دنا ، جفري ، قرمندا ، كوسادي ” مجيور جيلميرا” ، جيلكا ، كوركوركا، طبقة فقراء فخذ عدلانكي ، فخذ جندو ، مالا فقير سبيل “جندوكا” ، و خفشا ، مالا كوجكا من احفاد كوجك برهيم ، و شيوخ شيخ مند ، و شيوخ خاتونا فخرا)، و تعد عشيرة بكرا من اكبر العشائر في المجمع قياساً بالنسبة للعشائر الاخرى .و حسب تعداد و احصاء عام 1977 كان المجمع يتكون 400 بيت .
ومن الجدير بالذكر ان حجي قاسو من عشيرة بكرا هو اول من قام بفتح معمل للغزل والنسيج (جومكر) في المجمع و مازال ابنائه يديرون المعمل ويصنعون الملابس الايزيدية التراثية (شالك و خاجي )، وان احمد بيناف هو اول طبيب فتح عيادة طبية في المجمع في بيت بيسو رشو باكرا وهو مسلم من اهالي كرزرك ، و اول من حصل على شهادة لبكالوريوس في المجمع هو كمال عمر داود من كلية الادارة والاقتصاد / جامعة الموصل ، وفي عام 1978 تم تبليط الشوارع داخل المجمع ، وفي عام 1987 تم ايصال التيار الكهربائي الى المجمع، و نظرا لبعد المجمع و رداءة الطرق و عدم وجود خط للمواصلات فقد قام البعض من اهالي المجمع بشراء سيارات خاصة للعمل عليها في نقل الناس، و اول ثلاث سواق في المجمع هم ( سيدو شعبو ، عذيب مراد ، دخيل عيدو ) .
ومن الرموز الدينية المقدسة في المجمع (رستكا كوجك برهيم ) في بيت العم سكفان سيدو، و توجد في المجمع مدرستين للدراسة العربية و مدرستين للدراسة الكوردية و اعدادية كوردية و اعدادية عربية.[1]