من مجمعات شنكال (سيبايا شيخ خدري)
مقالات/حيدرعربو اليوسفاني
مجمع سيباي (الجزيرة) اكبر مجمع سكني في جنوب جبل شنكال ، يقع في شرق المجمع ناحية تلعزير بحدود عشر كيلو مترات ،و يحاذي من جهة الجنوب الشرقي قريتي الوحدة العربية و تل ساقي الايزيدية بحوالي 15 كم ، اما من جهة الشمال الغربي يقع قرية ام ذيبان بحوالي عشر كيلومترات ، اما من جهة الغرب قرية الثورة العربية و يحاذي قضاء بعاج من جهة الجنوب الشرقي .و يقع هذا المجمع ضمن حدود قضاءين مختلفين احدهما يربطه بعلاقات تاريخية وهي شنكال و الاخرى ادارياً والذي يقع ضمن حدودها وهي قضاء البعاج .
بدأت البوادر الاولى للبناء في هذا الموقع سنة 1954 ، حيث ذهبت عائلة شيخ خدري الى ارض كانت زراعية تمتلكها ليحفروا بئراَ ارتوازياً هناك و يرعوا الاغنام و يزرعوا القمح و الشعير، و عرف هذا المكان بعدئدٍ بسيباية شيخ خدري (سيبا كلمة كوردية تعني البئر) نسبة الى بئرهم هناك، و قد تحولت تلك المنطقة الى مجمع سكني عرف بمجمع سيبا شيخ خدري لنفس السبب وهو نفسه مجمع الجزيرة ، و جاءت تسمية الجزيرة بعد عمليات تعريب و ترحيل التي قام بها النظام السابق ضد القرى الايزيدية في جبل شنكال و اطرافه ، و الجدير بالذكر ان عائلة شيخ خدري وهي عائلة ايزيدية من طبقة الشيوخ التي لها مكانتها و عظمتها بين المجتمع الايزيدي التي ذاع صيتها بالكرم و الشجاعة على مستوى المنطقة باكملها بالاضافة انها ترأس عشيرة القيران .
حيث هجر النظام البعثي البائد عام 1975 جميع الايزيديين من مناطقهم ليسكنهم في مجمعات قسرية اثناء عمليات التعريب السيئة الصيت في محاولة منهم لدمج المجتمع الايزيدي بالمجتمع العربي ذات الاكثرية لمحو الثقافة و تفكيك المجتمع الايزيدي و ابعادهم عن الجبل الذي كان منقذاً للايزيديين للعديد من المرات ، ومن القرى التي دمرت و هجرت سكانها الى مجمع سيباي هي 🙁 قرية سكينية ، قرية رسما ، قرية الحيالي ) و اطلق عليه اسم (مجمع الجزيرة) . اما التكوين العشائري للمجمع ، فيتميز عن غيره من المجمعات بكونه ذات طابع واحد و هو عشيرة القيران، و التي تتفرع الى عددة فروع و افخاذ .
و يقدر عدد سكان المجمع في عام 2014 حوالي 28 الف نسمة ، اما عدد البيوت حوالي 5000 بيت اما المواقع الاثرية الموجودة في المجمع و محيطه وهي: (گرێ حەمۆ شڤان ، گرێ عەجوز ، دربا كەفرا ، گرێ گەوڕ ). قبل الابادة الاخيرة كانت هناك تمان مدارس في المجمع ثلاث مدارس للدراسة الكوردية و خمس منها للدراسة العربية ، اما الان و بعد عودة بعض العوائل الى المجمع تم فتح مدرستين عربيتين احدهما للدراسة الابتدائية و الاخرى للمتوسطة .
في عام 1980تم تزويد المجمع بشبكة الكهرباء ، وفي 1977 تم بناء اول مدرسة في سيباي و اول من استلم مهام الادارة فيها الاستاذ “درمان قوجي “من اهالي منطقة ولات شيخ .
اما بالنسبة لكارثة او إبادة 14 آب 2007 التي حدثت على الايزيدية بهجوم أربعة صهاريج محملة بمادة ال TNTفي حيث خلفت تلك الجريمة الشنيعة عشرات، بالاضافة الى تدمير الدور و الاسواق و الممتلكات، و حسب الاخصائيات فقد بلغ عدد الضحايا من الشهداء و الجرحى و المفقودين في مجمع الجزيرة و تلعزير إلى حوالي 800 ومنهم من قال وصل إلى 1000 الف شخص ولازالت تلك الجراح لم تندمل ولم تحسبهم الدولة شهداء ولم تمنحهم الحقوق.
و في يوم الابادة في 3 من آب عام 2014 هاجم التنظيم المتطرف المعروف باسم “داعش” الارهابي مناطق الايزيدية في تمام الساعة 2،30 بعد منتصف الليل لمجمع العدنانية “گرزرك” ومجمع الجزيرة”سيباي” وبعد مقاومة باسلة من شبابنا الذين قاموا بصد أقوى تنظيم همجي متطرف في التاريخ باسلحتهم المتوسطة و الخفيفة وبهلهولة الأمهات ، و استطاعوا ان يقاوموا حتى الساعة السابعة صباحآ وبعد نفاذ ذخيرتهم اضطروا ان ينسحبوا كي ينقذوا العوائل باتجاه الجبل في منطقة السكينية، وقد رفض قسم منهم ترك السواتر يفضلوا الموت على ان يهربوا، وقد قاوموا حتى النفس الأخير واستشهدوا ببسالة ودونوا أسماهم في التاريخ باحرف من الذهب امثال البطل “خضر خاتونا” واخرون .
بعد النزوح باتجاه الجبل الاشم ، قام الشباب بتشكيل مجموعات في كل اطراف الجبل ودافعوا عن شرفهم وارضهم وبعد صولات و جولات التحق القائد البطل “خيري شيخ خضر” في منطقة السكينية بقافلة الشهداء اثر هاون عشوائي، وهكذا لم يستسلم الابطال حتى الرمق الأخير وفشل داعش لأول مرة منذُ بدء حربها على جبل شنكال و تم اعلانهم بفشلهم في جبل شنكال، وبهذه الملحمة التاريخية أصبح عدد المفقودين والشهداء في سيباي حوالي 364 حسب احصائية قام بها الباحث داود ختاري.
و بعد سنوات من دحر داعش مازال المجمع خاليا من سكانه، و مازالت الدور مهدمة و المساعي غير جادة لعودة الاهالي الة ديارهم.[1]