حكم وامثال شنكالية عن معرفة اشهر السنة
مقالات/حيدر عربو اليوسفاني
لو انني اعتبر هذه المساهمة شحيحة و قليلة قياساً بما نملكه من تراث غني بالفلكلور الشعبي , هل يا ترى ان عصر ظهور الامثال قد انقضى ؟ هل هناك امثال جديدة و ظهرت على اقل خلال العقود الخمسة الاخيرة ؟ و هل يا ترى سيأتي يوم تصبح الامثال في خبر كان ايضاً ؟
لذا ارتايت بكتابة بعض من الامثال حفاظاً عليها من النسيان و الضياع و الفقدان و خاصة اننا نسمع نادراً ما نسمع اليوم من شبابنا الجيل الجديد ان يذكروا من الامثال و الحكم الشعبية بقدر ما يقتصر تفكيرهم بمواكبة الثورة المعلوماتية و الكومبيوتر و الانترنت التي هي من المتطلبات العصر و هذا شيء جيد و لابد منه , و لكن على شرط ان لا تهمل الماضي بتراثه و فلكلوره و ان نربط الماضي نضرب عصفورين بحجر واحد وتضمن توثقها من جهة و نمكن الاخرين من الاطلاع على تراثنا و اصالة شعبنا من جهة اخرى .و اليكم بعض الامثال الشنكالية التي قيلت في المناخ و معرفة الاشهر وفصول السنة باللغة الكرمانجية و تفسيرها باللغة العربية :
1- (خدر الياس و سار خلاس ) بمعنى في عيد خدرالياس تنتهي موجة البرد , علماً ان عيد خدرالياس يصادف في منتصف شهر شباط من كل عام .
2- في شهر اذار يتساوي الليل مع النهار و تصبح درجات الحرارة اقل برودة من فصل الشتاء و تبدأ الثلوج بالذوبان فقد قيل فيه (هەيڤا ئادارێ بەفر گەهشتە پةلگێ دارێ نەما هەتا دەهنێ ئێڤارێ) و معناه في شهر اذار و عند تساقط الثلوج على اوراق الاشجار تبدأ بالذوبان قبل حلول المساء .
3- في شهر نيسان تزدهر الطبيعة بالالوان الزاهية و الجميلة و كان الانسان في القديم يحتفل فيه بالسنة الجديدة فكان يقلد جمال الطبيعة بتزين داره و ممتلكاته بالالوان الزاهية كما انه كان يعتبر شهر نيسان بعروسة الطبيعة فيقول المثل (نيسان بوكە سەر بوكارا يە ) اي ان نيسان هي عروسة العرائس تنزل فيه البركة على الطبيعة و هكذا حرم الزواج في شهر نيسان .
4- في شهر ايار تبدأ زراعة المحاصيل الصيفية حيث قيل فيه (هاتى هايڤا گولانێ ,وەختێ چاندنا بامى و باجانێ ) و معناه جاء شهر ايار و حان وقت زراعة الباميا و الطماطة و خضروات اخرى .
5- وفي شهر حزيران تبدأ النباتات و الاعشاب بالاصفرار و التيبس حيث الدخول الى فصل الصيف الحار فقد قيل فيه (خزيران خنزرى گيا لمێركا گزرى نەما ژ بلى خورنوفكێ و مێوا ترى ) اي جاء شهر حزيران و بدأت النباتات تحترق بسبب حرارة الجو .
6- وفي شهر تموز تزداد الحرارة حيث غرة اربعينية الصيف تكثر فيها الاعمال الزراعية مثل الحصاد و جمع القوت و غيرها من الاعمال , حيث قيل فيه (هەكە تير مەهە , خودان ميرە) معناه شهر الفقراء و المساكين لانه خلال هذا الشهر و بعده الفقير يستطيع جمع القوت لفصل الشتاء .
7- وفي شهر اب يزداد الحرارة و قد قيل فيه (هاتى هەيڤا تەباخێ ,ئاگر چۆ ل ئاخێ ) و معناه جاء شهر اب حتى احترق التراب فقد كان الانسان يشعر بحرارة الشمس و سخونة التراب لانه في الغالب كان حافي القدمين بسبب الفقر و ضعف مستوى المعيشة .
8- و في شهر ايلول حيث تنتهي فترة الصيف الحار و تنتهي معظم الاعمال الزراعية و يبدأ الاستعداد لموسم الخريف حيث قيل فيه (ئيلونێ پەزێ ل كونێ , كوچەرێ لسەر جۆنێ ) اي في شهر ايلول المواشي في حجرته و البدو (كوجراتى) على موعد الترحال من مكان لاخرى بسبب قدوم مموسم البرودة .
9- وفي شهر تشرين الاول اوراق الاشجار تبدأ بالتساقط و تتاير وتتنافر , حيث قيل فيه المثل (چريا ئێكێ بەل وەشيانە رێكێ ) اي في شهر تشرين الاول تساقطت اوراق الاشجار على الطرق والدرب .
10- في شهر تشرين الثاني يبدأ موسم البرودة و بدات الناس ما جمعته خلال فصل الصيف من القوت بالاستعمال حيث قيل فيه (چريا پاشى قوتێ خۆ ببە ئاشى ) اي في شهر تشرين الثاني ياخذ الناس قوته الى المطحنة من اجل طحنه مثل البرغل .
11- في شهر كانون الاول يزداد الجو برودة و تبدأ الامطار و الثلوج بالسقوط و يتوقف الانسان عن الترحال و يمكث معظم وقته في البيت و يقوم باشعال النيران داخل الدار (ئاكرێ دارا ) حتى قيل فيه ( كانوونا كچك , خۆش دبن بەر كوچك ) معناه في شهر كانون الاول يطيب القرب من النار بسبب برودة الشتاء.
12- اما في شهر كانون الثاني منتصف اربعينة الشتاء يزداد البرودة اكثر حتى نهايته و يكثر فيه تساقط الثلوج حتى قيل فيه (بەفرا كانوونا مەزن ب ئەردێ ڤە دبتە ھێسن ) اي الثلوج كانون الثاني تبقى على الارض و لا يذوب.[1]