الموروثات الشعبية في شنكال “خبز التنور الطيني”
مقالات/حيدر عربو اليوسفاني
بلا شك ان جبل شنكال غني بفلكلوره و تراثه ولايمكن ان نقارنه بمناطق اخرى من حيث العادات و التقاليد و الفلكلور بجميع اصنافه ، مناطق شنكال تزخر ببعض انواع الاكلات التي تفوح رائحتها فوق قمته الشامخة، بما انه خبز التنور الطيني الذي لا يمكن ايجاد طعم و رائحة مثله وهو غني عن التعريف ، لكن في الوقت الحالي نادراً ما نرى التنانير الطينية وهي في طريقها الى الزوال و الانقراض بسبب توفير تنانير الكهرباء في الوقت الحالي و تسهيل امور ربة البيت بانتاج الخبز بشكل اسرع مما سبق ، لكن لكي لاينسى احفادنا تراثنا ،حبذا ان اكتب ولو بشكل مختصر عن خبز التنور الطيني و كيف صنعت جداتنا و امهاتنا الاوائل هذا الخبزالموروث .
كما معلوم منطقة شنكال منطقة زراعية و يعتمدون بشكل اساسي على زراعة الحنطة منذ القدم ، فكل بيت شنكالي يخزن كمية من القمح بعد عملية الحصاد للطحن و بعد تنقية من بذور الادغال كالزيوان و الدنان ثم نقلها على ظهر الحمير او بغال الى المطحنة ، بعد جلب الطحين من ال (مطحنة) تفرش ام البيت اغطية خفيفة وتلبس ملابس قديمة وتجلس لنخل الطحين بالمنخل لعزل الناعم عن النخالة ، وتباع النخالة لاحقاً لأصحاب المواشي ، ثم تضع الطحين في براميل من الصفيح او اكياس لغرض الخزن في السرداب .. تأخذ المرأة كمية من الطحين وتضعه في طشت كبير وتعمل في وسطه مثل الحفرة كي تضع فيها الخمرة وسابقاً كانت تضع فيها “هێڤيرترشك” والملح ثم تضيف الماء الدافئ وتقوم بعجن الطحين مع الماء حتى تصبح عجينة ليّنة فتضغط عليه بأيديها المغلقة ، ثم تترك العجين وتغطيه بقطعة قماش سميكة في الشتاء لكي تختمر
بعد ان يختمر العجين تقوم المرأة بتقطيعه الى قطع مدورة تسمى بالكورمانجية الشنكالیە( گرك ) وتضعها في سينية كبيرة اسفلها طحين لكي لا يلتصق العجين ، ثم تذهب الى التنور بإشعال الحطب والجلة ( بشكول ) والخشب فيه الى ان يبيّض ( بۆرى، ئانكو تەنور بەرى) اي ان يصبح حاراً جداً ، ثم تقوم بعمل العجين على هيئة ارغفة باستخدام اليد والشوبك ، ثم تثقبه بأصابيعها او بالسكين عدة ثقوب كي لا ينتفخ وترفعه بيدها وتلزقه داخل التنور بعد دهن وجهه بالبيض ، ثم تقوم بغلق فوّهة التنور وتنتظر قليلاً ، وبعد ان تتأكد من تحميص الخبز تبدأ بقلعه ، وتستخدم الخبازة قماشاً تلفّه على يدها تجنّباً لاحتراقها وقد تستخدم ماشاً لقلع الارغفة البعيدة الحارة ، ومن عادة الام عمل قرصة خبز صغيرة يسمى ( عليلوك ) لاولادها ليأكلوها فرحين مسرورين . و لاننسى من عادات الام الشنكالية هي ان تعطي بعض الخبز من رغيف الى ثلاثة ارغفة خيراً للجيران و الفقراء يسمى “نانكێ خێرێ”
وهناك نوع آخر من الخبز تصنعه المرأة الشنكالية وهو ( خبز الصاج ) ، ، اذ يتم تدوير قطع العجين بالشوبك الى احجام كبيرة وتكون ارقّ من خبز التنور ، وبعد احماء الصاج بالنار يوضع رغيف الخبز فوقه ثم يُقلب على الوجه الآخر حتى تحميص الوجهين.[1]