هدر 2.5 مليار دينار من خيرات الإيزيديين إلى أين.. ؟
سرمد سرهاد تحسين بك
رغم إعلان الأمير الراحل تحسين بك عن تبرعه بخيرات الإيزيديين الى المحتاجين من أبناء جلدته، ونحت هذهِ المبادرة على إحد جدران مجلس شيخادي في لالش، بغية تثبيت ذلك، ورغم تأكيده لأكثر من مرة على توصية تنفيذ هذا الأمر وفق ميكانيزم هادف لخدمة الإيزيديين، إلا أن هذهِ الخيرات وللأسف لم تسخر للهدف الذي دعى إليه جدي الأمير تحسين بك، ولو بنسبة ضئيلة أيضاً.
في الحقيقة أن هذا النظام الديني الخيري قد كان السبيل في الحفاظ على هيكلة هذا المعتقد وحلحلة مشاكلهم في الماضي، وأما الأن فإن المحتاجين من الإيزيديين هم أولى من غيرهم، وخصوصاً إذا عرفنا أن جميع رجال الدين، بدءً من المجلس الروحاني وإلى أخر رجل دين يستلمون رواتب رسمية شهرياً من حكومة أقليم كوردستان(مشكوراً)، وأكثر مما يحصل عليهِ من هذهِ الخيرات، بل يستلم أعضاء المجلس الروحاني رواتب كبيرة جداً.
يحصل هذا الصندوق سنوياً على أكثر من 550 مليون دينار عراقي من خيرات الإيزيديين (سنذكر بعض تفاصيله لاحقاً)، وللأسف دون أن يوزع ربع هذا المبلغ على المحتاجين! أو حتى إستفادة الإيزيديين منها في أي حدث أو مشكلة، كما يحصل مع الأخوة المسيحيين مثلاً، وعلى ذكرهم، هل يعلم المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى كم هو ميزانية أو ممتلكات إحدى كنائيس الاخوة المسيحيين في المنطقة؟ وكل ذلك من خيرات المسيحيين في تلك المناطق فقط، مقارنة بالإمكانيات الهائلة لخيرات الإيزيديين!! وهل يعلمون كم مشكلة تم حلها من قبلهم بإمكانياتهم البسيطة، فقط لأن نواياهم الخيرة صادقة، وهم يسعون إلى مساعدة بني جلدتهم.
عليهِ ولأجل كل ما ذكر، أنا كحفيد للأمير الراحل تحسين بك، أطالب المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى بتطبيق وصية جدي الأمير، وتسخيره في خدمة المحتاجين من أبناء جلدتي الإيزيديين، وبخاصة هناك الكثير من المحتاجين منهم، ويعيشون في المخيمات، أو ممن فقدوا معيلاً لهم في الإبادة الأخيرة، وهم بأمس الحاجة إلى تلك المساعدات، أو دعم الطلبة الإيزيديين وبناء أقسام داخلية لهم، بإعتبارهم مستقبل هذهِ الديانة، ولذلك أدعوا جميع الإيزيديين إلى التكاتف، والمطالبة بهذهِ الحقوق المشروعة.
ملاحظة: أدناه بعض تفاصيل مصادر خيرات الإيزيديين لمن يجهلها، وهي نسب تقريبية لبعض الحالات، ودقيقة في حالات أخرى:
1. تنصيب (بەرێ شبایكێ) 15 ملیون.
2. تعميد (بەرێ شبایكێ) 5 ملیون.
3. تنصيب (هەفت پەڕی) 10 ملیون.
4. خیرات جولات الطاوؤس 40 ملیون، يتم توزيعه بين (الأمير 50% والمرافقين للطاوؤس، القوالين 25% ونقيب التاوؤس و”شێرپكێ كانيا سپی” 25%)، وللملاحظة فقد خرج الطاوؤس لثلاث سنوات من اصل خمسة بسبب جائحة كورونا.
5. باب شێخادی مع حانوت معبد لالش 320 ملیون، وللعلم فقط حانوت لالش بمبلغ 40 ملیون.
6. باب شێشەمس 42 ملیون.
7. باب كانیا سپی 43 ملیون.
8. باب خاتونا فەخرا 30 ملیون.
9. باب شێخ مەند 14 ملیون.
10. باب ناسردین 14 ملیون.
11. باب شێمشەلەع 8 ملیون.
12. باب شێخ بابك 6 ملیون.
13. باب ئامادین 6 ملیون.
وهناك مزارات اخرى تمنح بمبالغ رمزية، لم نذكرها، وإذا جمعنا هذهِ الخيرات في خمسة سنوات، فسوف يزيد عن 2.5 مليار دينار عراقي، أي منذ رحيل الأمير تحسين بك وإلى يومنا هذا، فأين هدرت هذهِ المبالغ الكبيرة؟ ولما لم تصرف وفق وصية الأمير الراحل؟![1]