فلك في الميثلوجيا الايزيدية
مقالات /الياس قيراني.
الفلك في الميثلوجيا الايزيدية تفهم بطريقتين وهي
الطريقة الأولى السطحية: وهي الأكثر انتشارآ وتداولآ واستعمالآ ويقينآ لدى أغلبية المجتمع الايزيدي من حيث القالب التابت الراسخ في عقولهم بأن فلك هي شخصية أنثوية متسلطة وظالمة بحق بعض الناس وخاصة في مجال العشق والغرام والرزق وهي تقف أمامهم لتفسد متعتهم الدنيوية وتقلب الطاولة راسآ على عقب وبهذه التفكيرة السذاجية الراسخة تنعت وتشتم وتلوم الناس شخصية الفلك المتجسدة في خيالهم وأفكارهم التابتة وبعبارات القدف والشتم ومنها (ليخرب الله بيت الفلك، الفلك الخاينة، فلك الظالمة، الحسودة، بلا ضميرة، شريرة الخ) وحسب قولهم : الفلك هي من تقطع ارزاقهم في مجال العشق وبعض الأعمال الحياتية، ويضن الناس بأن هناك نيشان او قبة فلك في لالش ويزورونها ولكن في الحقيقية ليس هناك أي شيء في الأرض المادي مرتبط بالفلك كما الريح فهل من المعقول ان نعمل للريح قبة نزورها،!؟ وترثي الفنانين والشعراء في مواويلهم وقصائدهم كثيرآ اسم فلك بالسوء ويلومون الفلك كأنها واقفة أمامهم لتفريغ ضعفهم وغضبهم في سلة فلك الخيالية.
الطريقة الثانية العميقة : وهي الأقل انتشارآ بين الناس وكاد ان يدركها اعداد من الناس الذين درسوا وتعمقوا بهذه المسألة الخيالية السردية في مخيلة الناس، وفي الحقيقة ليس هناك شخصية بأسم “الفلك” كما يتناول الناس ويقصها بل هي شخصية خيالية سريالية مرتبطة
بالزمن والبعد الثالث والرابع وبثقافة تلك الشعوب وكيفية مواجهة الصعاب بدون اللوم والعتب على الآخرين ولأن ليس لديهم قوة متزنة ووعي متزن لفهم المصائب وعدم درايتهم المسألة فيلجؤن إلى نعت فلك للهروب من مشاكلهم وعدم تقبل الواقع الذي يمرون به كما يتناول العلم الايزيدي الباطني في إحدى نصوصها تقول: çendî siûd heyne û feleke hemo bi destê Tawisî meleke)
اي السعود الحظ الفلك بيد رئيس الملائكة طاووس ملك، بمعنى هي الحظ والقدر الزمن الدوران والله أعطى الإنسان حرية الاختيار لتغيير قدره وهو المتحكم الحر المخير وليس هناك أحد مسؤول عن حياتنا غيرنا
كما تقول المثل ( felek sîha darê ye li ser serê tu kurên baba na sekine “
فلك ظل الشجرة لاتقف على رأس أحد باستمرار نعم هي الحركة، الزمن الظل، الحظ الخ
ولأن البشرية في قالب تابت خوفآ من بعضهم في الخروج من نفس السيناريو والتفكير لعدم خروجهم من القالب التابث السهل وعدم محاربتهم فاختاروا هذا النمط المرتاح ولو علم الناس بأن فلك او الحظ او المشاكل التي تحدث في حياتهم فهي تعمل على جانبين السبب والنتيجة النقيضين وأغلبهالمصلحتهم لو ادركوا ذلك كما تقول المثل ” عسى ان تكرهوا شيآ وهو خير لك”
ولهذا أرى من الخطأ ان ننعت الفلك بأي عبارة سيئة لأننا ننعت أنفسنا وهي مرتبطة بنا وعدم تقبلنا الواقع وهو ضعف الإنسان وضعف مستواه الوعي لادراك الحياة ولهذا يلجأ إلى الهروب من باب الحياة ويدخل لنافدة الفلك مترجيآ هزيلآ متوسلآ.[1]