البحث الإجتماعي بين مكونات شنكال :”نحو فهم الثقافة والسلوك “
مقالات/فلاح روج
في ظل الأحداث التي عصفت بشنكال وأهلها بعد 2014والأبادة الجماعية التي وقعت
والتطورات الإجتماعية والسياسية التي ولدت من رحمها ، تبرز أمامنا تساؤلات هامة حول فهم الهوية والسلوك الفرد الشنكالي.
حيث تعتبر شنكال ، محط تحديات هائلة تؤثر بشكل كبير على حياة ممن يعيشون فيها. وفي هذا السياق، يتجلى أهمية فهم القيم الإجتماعية والنفسية والثقافية التي تشكل الشخصية والسلوك في هذا البلد وفي شنكال تحديدا .وبالتحديد علم النفس الإجتماعي والذي يهتم بدراسة العمليات الإجتماعية والعمليات النفسية، ويُركّز على المجال المشترك بين علم الإجتماع وعلم النفس. حيث يتناول مواضيع مهمة مثل السلوك الإجتماعي والتنشئة الإجتماعية والدوافع والإتجاهات والقيم والروح المعنوية والرأي العام ومهارات القيادة ومهارات التعامل. كما يولي إهتمامًا خاصًا لدراسة أنماط الشخصية وخصائص النمو البشري . لذلك فإن البحث الإجتماعي يعتبر أداةً حيويةً لفهم التحديات والفرص التي تواجه هذا المجتمع.
نجد أنها قبل و بعد أحداث 2014، تعاني شنكال من تحديات كبيرة تؤثر على حياة الناس في مختلف الجوانب المعيشية. وهذه التحديات أثرت بشكل كبير على الشخصية الأصلية الثقافية والنفسية للفرد الشنكالي . ومن بين هذه التحديات، تبرز الحاجة الملحة لفهم الشخصية وتحليل السلوك والتغيرات التي طرأت على الشخص الشنكالي ، وأن هذه التغيرات هي ما تجعل دراسات الإجتماع وسيكلوجية علم النفس ذات أهمية بالغة في هذا السياق.
فعلى مداد الأحداث والأبادات الكثيرة التي أستنزفت شنكال نرى أن الناس تبنت بعض السلوكيات الهمجية المقلقة ، مثل العنف الجماعي، القتل ، القسوة في التعامل ، ثقافة الإنتقام، تفشي العنف ضد النساء والأطفال، وإنتشار ثقافة السلاح و الإنتحار ، وهي سلوكيات جاءت نتيجة للصراعات النفسية التي عاشها والحروب التي دارت حديثا وأيضا الظروف القاسية التي مرت بها المجتمع الأيزيدي على مر السنين وبالتحديد شنكال.
ألحقت عقود الأبادات خسائر كبيرة بالشعب الأيزيدي، والشنكالي وساهمت في إنتشار مشكلات الصحة النفسية بصورة واسعة ، وبالرغم من عدم وجود إحصائيات تعترف بمدى إنتشار الأمراض النفسية بين المقيمين في أماكن متفرقة ومتوزعة بين المخيمات والهياكل وحدود الدول . إلا أن الدراسات الإستطلاعية التي تقيم معدلات إضطراب ما بعد الصدمة والإكتئاب.
لذلك فإن أهمية دراسات الإجتماع في شنگال تتمثل في التوصل إلى فهم عميق للثقافة والمجتمع، وتسليط الضوء على التحولات الإجتماعية والنفسية والسياسية التي يشهدها المنطقة. . ومع ذلك، تثير هذه الاستكشافات تساؤلات حقيقية حول مدى توافر وجود دراسات إجتماعية فعالة في هذا السياق المعقد.
أحد التساؤلات الرئيسية هو: هل هناك تمويل ودعم كافٍ للبحث الإجتماعى في شنگال؟ وهل توجد البيانات والموارد اللازمة لتسهيل هذه الدراسات؟ بالإضافة إلى ذلك، هل هناك فرص وظيفية وتعليمية متاحة للباحثين الإجتماعيين والنفسيين المحليين لتعزيز التواصل والتعاون مع المجتمع الأكاديمي العالمي؟ وهل هناك علماء إجتماع وطنيين أو علماء نفس أو حتی باحثين مختصين في علم الإجتماع بشنگال؟ هل هنالك دراسات أجريت أو تحت الإجراء لفهم وتحليل شخصية مواطن الشنگالي من النواحي الإجتماعية والنفسية ؟
وبجانب ذلك، يثير وجود تحديات كبيرة في الأمن والإستقرار في شنگال تساؤلات حول مدى تأثيرها على قدرة الباحثين على إجراء دراسات فعالة وتوثيق الواقع الإجتماعي والثقافي للمجتمع الشنگالي
ومع ذلك، فإن تعزيز البحث الإجتماعي في شنگال يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز فهم القضايا الإجتماعية وتوجيه السياسات والبرامج التنموية بشكل أفضل. لذلك، يجب توفير الدعم المالي والتقني الكافي للباحثين المحليين وتشجيع التعاون المشترك مع المؤسسات الدولية لتعزيز البحث الإجتماعي وتحقيق تطورات إيجابية في المجتمع.
في الختام ، لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل مزدهر في شنگال دون فهم عميق للشخصية والسلوك في هذا السياق الفريد. إن تشجيع البحث الإجتماعي وتوجيه الإهتمام والتمويل إليه يعد خطوة حاسمة نحو تحقيق هذا الهدف.
فنحن إذا أردنا تغير مجتمع كامل علينا فهم أنماط هذا المجتمع ، من كل جوانبه النفسية والثقافية والسلوكية.[1]