أنا القائد المقدس -الطالباني نموذج المقدس الثاني ( الجزء الثالث )
اريان علي احمد
الحوار المتمدن-العدد: 7371
المحور: القضية الكردية
من الناحية الفسيولوجية الصورة أحد المواد البصرية لأجل التعرف على مدى تاثير الشخص المعني في الصورة على الناظرللصورة . بذلك للصورة تأثير نفسي وعقلاني على الفكر البشري حيث من خلال العمليات البصرية ممكن أن تكون للصورة أثارة فعلية في التصرفات الشخصية الفردية والجمعية للمجتمع في نهاية ييستطيع الصورة السيطرة بصورة غير مباشرة على الفكر ومثال على ذلك بإمكان صورة فتاة جميلة أن يؤثر على مشاعر الشاب وييقى في المخيلة مرتبطا بها ونتيجتها والبحث عنها وفي أحيان الكثيرة الخشوع و الخنوع والاستسلام او القتل في سبيلها من هذه النقطة الرومانسية القاتلة بدات مؤسسي الأحزاب بتفعيل قاعدة ان القائد المقدس بإمكانها السيطرة على زمام كافة الأمور عندما تكون الحيطان ممتلئة بصورمعبرة عن شخصية القائد . على ذلك يعتبر نشر صور القائد من الأدوات التي يستخدمها القائد أو الزعيم أو حزبه للترويج لثقافة تقديسه، فلا يخلو مكتب حزب من تلك الأحزاب من صور لقائد حزبهم، وتعلق صوره في الشوارع وعلى مداخل المدن أيضاً، وفي المؤسسات الرسمية. ولا توجد مؤسسة دون صورة أو صور كبيرة للقائدهم، وهذه الثقافة المتوارثة في الأحزاب الكردية جأت من نقطة احتياج الشعب الى وجود من يتبعهم وبدون أن تكون هناك مدركات حسية فعلية عن مفهوم ماهية القائد
حزب الاتحاد الوطني الكردستاني
تأسس الحزب في #01-06-1975# برئاسة جلال الطالباني الذي كان عضواً في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني، وانشق نتيجة خلافات مع قيادة الحزب ليؤسس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1975، وأصبح رئيساً له منذ ذلك الحين وحتى وفاته في #03-10-2017# والطالباني مثلما عرف عنه من بدايات النضوج الفكري اليساري الماركسي امتهن التمعن فيها ومارسها منذ الصبا كون المرحلة الأولى من مسيرة الحياة كان في بدايات ظهور الفكر الماركسي ومدى تأثر الكردي في هذه المرحلة بهذه المدرسة رغما على عدم أدراكه بان الاستمرار فيها لا تأتي بالنتيجة في مصلحة القضية الكردية المتمسكة بالدين منذ القدم . على غرار الحزب الديمقراطي الكردستاني فإنّ حزب الاتحاد الوطني الكردستاني يقدّس زعيمه ومؤسسه (جلال الطالباني). لكن تقديس شخصية الزعيم عند الاتحاد الوطني أقل بكثير مما هو عند الحزب الديمقراطي الكردستاني وذلك لأنّ معظم قيادات حزب الاتحاد الوطني من الأكاديميين، كما أنّ الحزب تأسس بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني، أي أنّ الساحة السياسية لم تكن خالية ليتمكن من فرض زعيمه على الجميع، ولكن كما هو الحال عند أنصار الحزب الديمقراطي؛ فمن الصعب أن تجد من أنصاره من يَقبل انتقاده أو وصفه بصفات يرون أنها لا تليق بزعيم مثله. ويتصف الطالباني عند أنصاره بصفه تميزه عن الآخرين، فهو ثعلب السياسة والسياسي الكردي الذي لم يولد مثله في التاريخ الكردي. ويأخذ التقديس الاتجاهَ الأسري والعشائري كما هو موجود عند الحزب الديمقراطي الكردستاني، قوباد طالباني هو نائب رئيس مجلس الوزراء هو ابن جلال الطالباني، وهو المقدس الثاني بعد والده. غير أنّ قوة عشيرة الطالباني ضمن الحزب أقل مما هي قوة عشيرة البرزاني.[1]