أول صانع سيارة كهربائية عالم كُردي من العراق
علي سيريني
الحوار المتمدن-العدد: 6054
المحور: سيرة ذاتية
أول صانع سيارة كهربائية عالم كُردي من العراق
جلال صالحي أحد أعظم علماء القرن العشرين
الترجمة من الإنجليزية بتصرف: علي سيريني
في هذا الفيديو المرفق مع هذا النص المترجم مع إضافات، يفاجئنا مقدم البرنامج بأحد أعظم علماء القرن العشرين و هو جلال صالحي، كُردي من إقليم كُردستان العراق، الذي يوصف بأنه أحدث ثورة كبيرة في عالم التلفونات و السيارات و الأليكترونيات. في الواقع ظل هذا العالم مجهولا لا يعرفه حتى أبناء جلدته! بقية القصة و ماذا حصل لجلال صالحي، تجدونه في هذا النص المترجم:
مقدم البرنامج: لوغان لاوسن (مؤسس Pilot car registry).
ولد جيلو تيسلي (جلال صالحي)، في 19 ديسمبر عام 1925 في مدينة السليمانية بكُردستان العراق. كان يعيش مع عائلته في بيت جده فتح الله. كان والد جلال متزوجا من إمرأتين. لجلال خمسة إخوة و ست أخوات. كان والد جلال يعمل لدى الحكومة العراقية. بسبب العمل الحكومي انتقل والده إلى مدينة أربيل حين كان جلال في عامه الثالث. و في أربيل عاش مع عائلته في القلعة و سط المدينة. في هذه المدينة يكمل جلال المرحلة الإبتدائية في المدرسة، و يطور إهتماماته كطفل بدأ يكتشف الحياة حوله. كان لدى جلال صالحي عدة هوايات في هذه المرحلة وهي التلاعب بالتلفون الآلي في ذلك الوقت و محاولة اكتشاف كيفية عمله، ثم ملاحظة الحشرات الزاحفة و حركتها و كذلك كانت لديه هواية غريبة و هي زراعة النقود بأمل أن تثمر و هو عمل فشل في تحقيق أي نتيجة منها!
مقدم البرنامج: لنتوقف هنا، و لأتحدث لكم عن قصة أحد أهم عقول القرن العشرين.
يعود أصل جلال صالحي إلى منطقة شهدت دوما صراعات و حروب مدمرة، إنها كُردستان. كُردستان هي من أوائل المناطق في العالم التي قصفها البريطانييون بقنابل النابالم (يضيف جلال صالحي).
في عام 1945، تمنح الحكومة العراقية 60 منحة دراسية للطلاب المتفوقين من خريجي المدارس الثانوية (التوجيهي)، من أجل إكمال دراساتهم الجامعية في بريطانيا. كان جلال صالحي الكُردي الوحيد بين هؤلاء الستين طالبا الذين حصلوا على هذه المنحة. لأسباب خاصة لا يقدر أحد الإثنان الأولان من أصحاب هذه المنح، و الحاصلان على الموافقة لإكمال دراستيهما في حقل الهندسة الكهربائية الإستفادة من المنحة. كان قادمان من المدارس الخاصة البريطانية في العراق. لحسن حظ جلال صالحي تعطى هذه المنحة له، بعد إقناعه من قبل أحد الموظفين في الوزارة. هذه هي نقطة التحول في حياة هذا الرجل الذي يتحول إلى أحد أهم علماء القرن العشرين. يسافر جلال صالحي إلى إنجلترا، و في عام 1948، ينهي دراسته الجامعية بتفوق قبل الطلاب الآخرين بوقت طويل. و بما أن منحته هي لخمس سنوات، فإن القسم الخاص في القنصلية العراقي بإنجلترا تقدم لجلال صالحي منحة أخرى و هي الدراسة و إكتساب الخبرة في المدارس البريطانية الخاصة بالتعليم و التدريب على التلفون و الراديو. حين يدخل صالحي هذه المدرسة، أول ما يلفت انتباهه هو، التلفون الميكانيكي و كيفية عمله. بعد أعوام يقوم بتطوير نظام هذا التلفون الميكانيكي بشكل مذهل. بعد إكمال السنتين، يتجه صالحي نحو جامعة بيركلي بكاليفورنيا للحصول على شهادتي الماجستير و الدكتوراه في مجال الهندسة الكهربائية و يحصل عليهما بتفوق بين عامي 1954 و 1957. الحصول على المرتبة العلمية العليا تدفع بصالحي إلى مشروع بحث لمدة 18 شهرا في شركتي لينكولن الكهربائية و مينلوبارت-كاليفورنيا بأمريكا. في غضون هذه الأشهر، يقوم صالحي بإجراء تغيير كبير و إبداع (بروتايب اليكترونيك سيلليكتر) و الذي يغير النظام القديم (ميكانيك سيلليكتر و سويجبورد) في كل أنحاء أمريكا. بعد ذلك قام صالحي بإبداع جديد و هو صناعة (فولت-تريجللر) الذي مازال يستعمل في كل الأجهزة الأليكترونية في عصرنا بسبب صغر حجمه. بعد هذه المدة، أي 18 شهرا، يعود صالحي مع زوجته (ميري) و وإبنهما (داني) و إبنتهما (شيرين) إلى العراق في عام 1959.
مقدم البرنامج: هذا الرجل (صالحي) بحركة يد واحدة، أحدث ثورة كبيرة في التلفونات حيث أوصلها إلى نظامها الجديد الذي نستعمله في عصرنا الحالي.
يطلب رئيس شركة (لينكر) من صالحي أن يبقى عندهم. لكن صالحي و بسبب الإلتزام الأخلاقي تجاه بلده، يعود إلى العراق ليصبح رئيس قسم الهندسة الكهربائية في جامعة بغداد. لكن مع بدايات صعود البعث نحو السلطة يتعرض صالحي و زوجته إلى مضايقات تعرض حياتهم إلى الخوف. و رغم كُرديته، لكن العرب يحبون صالحي و يكنون له الإحترام. مع ذلك كان هناك نفر قليل من البعثيين يخلقون له المشاكل. من هنا يرسل صالحي زوجته ميري و ولديهما إلى سانتا باربرا بأمريكا، لينتظروا بفارغ الصبر إنضمام صالحي إليهم في أمريكا. أخيرا يتمكن الرجل بمعاونة أصدقاء مخلصين أن يهرب من العراق و يعود إلى أمريكا. في أمريكا، يجد صالحي أحد مشرفي دراساته العليا بجامعة بيركلي، الدكتور سونراز، يعمل كمستشار لدى شركة (جنرال موتورز) الشهيرة في قسم الدفاع. فضلا عن هذا، كان الدكتور ميللر (أحد أصدقاء صالحي القدامى في شركة لينكولن الكهربائية كان قد قدم إلى شركة جنرال موتورز كمسؤول في أحد الأقسام. هذان الشخصان يتحمسان لكسب صالحي و ضمه إلى شركة جنرال موتورز. بدورها تقدم الشركة فرصة العمل إلى صالحي بموافقة مسبقة و بدون إجراء مقابلة العمل، و يعيّن فورا في قسم مختبر الدفاع (Defence Laboratory). في عام 1963، يصبح جلال صالحي المسؤول عن الدراسات و الأبحاث في هذا القسم، و خصوصا في ما يتعلق بنظام الكهرباء و أمور أخرى. من هنا يدخل الرجل دائرة الضوء و الإهتمام، و يصبح العالم الأول و الرئيسيي في البحث المتعلق بالسيارة الكهربائية، و يقوم لأول مرة بتصنيع سيارة كهربائية (أليكتروفير وَن) التي تدخل في حيز الخدمات العسكرية. ولكن لماذا اختفى إسم جلال صالحي مع أنه هو صاحب الفكرة و صانع السيارة الكهربائية؟ قد يكون بسبب الحساسية المتعلقة بالأمن العسكري كون صالحي أجنبيا.
سيارة أليكتروفير ون فريدة من نوعها، و تُستخدم مكنتها لاحقا في المركبات الفضائية لدى وكالة ناسا. ينجز صالحي هذا الإبداع في غضون 20 شهرا متواصلا في البحث و الدراسة و العمل الذي بدأ في صيف عام 1965. هذا الإنجاز يقلق المسؤولين الكبار في شركة جنرال موتورز و يسبب مشكلة حساسة في هذا السياق، خصوصا و أن جلال صالحي ليس مواطنا أمريكيا و قد أنجز عملا حساسا و خطيرا يتعلق بالأمن و الدفاع.
مقدم البرنامج: بسبب أجنبية صالحي، يُخفى إسم هذا العالم الشاب من كتب التأريخ الأمريكية. يحصل صالحي على الجنسية الأمريكية في عام 1970. و علينا أن نتذكر دوما أن صالحي هو أول رجل في الواقع صنع السيارة الكهربائية التي عملت بطريقة مميزة جدا.
يقول صالحي لا شك أنني سعيد بأنني أول شخص صنع السيارة الكهربائية، أليكتروفير ون، و بالطبع يسعدني جدا أنني صاحب هذا الإبداع، لكن في ما بعد قام أناس في شكرة جنرال موتورز بحيلة دنيئة و هي تغيير شئ بسيط في جزء من السيارة كي لا يتم تسجيل هذا الإبداع بإسمي، و هذا على أقل تقدير يحزنني.
ما هو هذا التغيير البسيط؟
يشرح جلال الصالحي و مقدم البرنامج أن هذا التغيير كان تافها و عديم القيمة. فسيارة أليكتروفير 1 و أليكتروفير 2 هما شئ واحد و لا فرق بينهما. الذي حدث هو تغيير (أي ديزي فولتج) إلى (أي سي) في سيارة أليكتروفير 2، مع أن صالحي دمجهما في تطبيق واحد و أسهل في سيارة أليكتروفير 1. ولكن شركة جنرال موتورز أحدثت هذا التغيير البسيط و التافه لكي لا يُسجل هذا الإبداع بإسم جلال صالحي، و قامت بوضع إسم شخص آخر مكانه و هو ريتشارد جونستون (Richard W. Johnston) الذي سُجل هذا الإبداع بإسمه خصوصا بعد إعلان سيارة أليكتروفير 2 رسميا و بشكل علني.
مقدم البرنامج: لهذا السبب بالذات يقوم بول أغراوال (من أصل هندي) في شركة جنرال موتورز بتدمير سيارة أليكتروفير 1 التي هي من صنع يدي جلال صالحي. من هنا توضع جهود و أتعاب و عمل صالحي في طي النسيان. و بدل وضع إسم جلال صالحي تم وضع إسم ريتشار جونستون مكانه. بعد هذا يصبح جلال صالحي رئيسا لقسم الكهرباء و سيارة هايبيرد (أي السيارة التي تعمل بالنظامين الكهربائي و هو جديد و النظام القديم وهو نظام مكنة كازولين). و يصبح صالحي العقل المدبر لتطوير سيارة هايبيرد في أمريكا. جهود صالحي تؤدي إلى ثورة حقيقية في أمريكا في مجال صناعة سيارات هايبيرد الحديثة اليوم. هذا الإبداع يؤدي إلى ثورة أخرى في مجال صناعة المصاعد الكهربائية في أمريكا حيث إثنتان من أكبر شركات أمريكا استفادت من أبحاث صالحي في هذا المجال، حيث طبقتا أفكار الرجل في صناعة و تطوير المصاعد الكهربائية و قامتا بتوظيف صالحي الذي عمل لديهما.
فيديو مقابلة جلال صالحي:
https://www.youtube.com/watch?v=1k6tZGiuflw&t=4s
و من هنا تشاهدون صورة بول أغراوال الهندي الذي دمّر سيارة أليكتروفير 1 و قضى على آثارها. الدقيقة الواحدة و ما بعد:
https://www.youtube.com/watch?v=QVEdu_k0TRk&fbclid=IwAR0Sm82LDTB28oBTvDa-wq_wM37XnG-TnzABdk2a54bGdPrip2pWmXfj-FM
[1]